في تركيا، كشفت خريطة الاستثمار التي تضم مشاريع مدعومة ضمن إطار برنامج الحملة الصناعية الموجه لدعم قطاع التكنولوجيا، وتنفذه وزارة الصناعة والتكنولوجيا التركية، أن الطابع المحلي يخيم على المشاريع المدعومة حكومياً، ضمن جهود إحلال الصناعات الوطنية.
ووفقاً للمعلومات التي حصل عليها مراسل الأناضول من تطبيق خريطة الاستثمار، الذي يتضمن بيانات وزارة الصناعة والتكنولوجيا ومعلومات حول المشاريع المدرجة، فإنّ الحكومة التركية تعمل من خلال التطبيق على تقديم الدعم للقطاعات الحيوية في جميع أنحاء البلاد لتحقيق قيمة مضافة في عملية الإنتاج.
وفي إطار برنامج الحملة الصناعية الموجه إلى دعم قطاع التكنولوجيا، جرى دعم ما مجموعه 178 مشروعاً، والتخطيط لاستثمار إجمالي قدره 52.7 مليار ليرة تركية (2.64 مليار دولار).
من إجمالي هذا المبلغ، نحو 4.7 مليار ليرة (235 مليون دولار) جرى إنفاقها على البحث والتطوير بغرض الحصول على قيمة مضافة بقيمة 855.8 مليار ليرة (42.8 مليار دولار) خلال 5 سنوات.
وبالنظر إلى خريطة الاستثمار، فقد شهدت منطقة مرمرة وبحر إيجة ووسط الأناضول تدفقاً أكبر للاستثمارات، خصوصاً في القطاعات المدعومة.
من الدفاع إلى الصحة
بالنظر إلى توزيع المشاريع على الولايات، برزت إسطنبول وقوجه إيلي وبورصة والعاصمة أنقرة في المقدمة، من حيث الولايات الأكثر جذباً للمشاريع على خريطة الاستثمار.
ووفقاً لخريطة الاستثمار، جرى تقديم الدعم لـ29 مشروعاً في إسطنبول، 15 منها في قطاع المنتجات الصحية والكيميائية، و7 في التحول الهيكلي في الإنتاج.
كذلك جرى تقديم الدعم لـ6 مشاريع في قطاع الماكينات، ولمشروع واحد في قطاع النقل، من خلال ميزانية استثمارية بلغت 6 مليارات ليرة تركية.
وجاءت ولاية قوجه إيلي في المرتبة الثانية بعد إسطنبول بـ25 مشروعاً، إذ جرى دعم 11 مشروعاً في مجال النقل، و10 مشاريع في مجال المنتجات الصحية والكيميائية، و3 مشاريع في التحول الهيكلي في الإنتاج، ومشروع واحد في قطاع الماكينات، من خلال ميزانية استثمارية بلغت 6 مليارات ليرة تركية.
وفي المرتبة الثالثة جاءت ولاية بورصة، إذ جرى تنفيذ 15 مشروعاً مدعوماً، موزعة على 7 مشاريع في مجال النقل، و3 مشاريع في مجال التحول الهيكلي، و3 في مجال الماكينات، ومشروعين في مجال المنتجات الصحية والكيميائية، بقيمة 4 مليارات ليرة.
واحتلت أنقرة المرتبة الرابعة بين الولايات التي حصلت على دعم في إطار البرنامج المذكور.
وجرى تقديم الدعم لـ14 مشروعاً في العاصمة، موزعة على 8 في مجال منتجات الصحة والكيمياء، و5 في النقل، ومشروع واحد في مجال الماكينات، بمبلغ 4 مليارات ليرة تركية.
وتبع أنقرة ولاية تكيرداغ، إذ جرى تنفيذ 8 مشاريع، موزعة على 5 مشاريع في مجال المنتجات الصحية والكيميائية، ومشروعين في مجال النقل، ومشروع واحد في مجال الماكينات، بمبلغ 3 مليارات ليرة تركية.
الصناعات الدفاعية
وفي خريطة الاستثمار تبرز المشاريع الجاري تنفيذها في مجال الصناعات الدفاعية، إذ شهد القطاع بروز عديد من المشاريع الهادفة إلى دعم المشاريع الكبرى، وإنتاج المواد اللازمة لها، اعتماداً على الموارد المحلية.
وحصلت شركة فولت تكنولوجي (Volt Teknoloji) العاملة في إزمير على دعم يهدف إلى تطوير الطاقة الكهربائية وأنظمة النقل لصالح المقاتلة المحلية قآن.
وهذه المقاتلة تُعتبر من أكثر الأهداف الاستراتيجية لتركيا، نظراً إلى مساهمتها في تقليل الاعتماد على الخارج وإكسابها الموارد المحلية والمعرفة والخبرة والقدرة على تطوير مستويات عالية من التكنولوجيا الخاصة بقطاع الطيران.
وكذلك حصل مشروع أنظمة مثبطات الشفرات المرنة المطاطية والهيدروليكية للمركبات الهوائية ذات الأجنحة الدوارة على دعم كبير.
والمشروع يجري تنفيذه من قِبل شركة تكنو كاوتشوك (Tekno Kauçuk) العاملة في قوجه إيلي، ويتيح لتركيا إنتاج القطع اللازمة لإنتاج طائرات الهليكوبتر ATAK-1 وATAK-2 وكوكباي (GÖKBEY).
وفي إطار الدعم المقدم لشركة دورمازلر ماكينة (Durmazlar Makina) التي تعمل في بورصة، يجري تنفيذ مشروع أنظمة الليزر المتقدمة.
ومع هذا المشروع سيجري تطوير القطع اللازمة لأنظمة الليزر في تركيا اعتماداً على الموارد المحلية.
سيارة توغ الكهربائية والقطار عالي السرعة
وبدعم من شركة فستل (Vestel)، يجري تنفيذ مشروع تصميم وإنتاج محطة الشحن الكهربائية في إزمير، وذلك اعتماداً على موارد محلية، تشمل إنتاج تقنيات الشحن السريع وتقنيات الشحن فائق السرعة، من أجل دعم معظم أنواع محطات الشحن في أوروبا وتركيا.
ومن خلال مشروع إنتاج وِسادات الفرامل للمركبات البرية وأنظمة السكك الحديدية، الذي تنفذه شركة أبيتيتش أوتوماتيف (Apetech Automotive) في ولاية باليكسير التركية، يجري العمل على بناء المنشأة الخاصة بالإنتاج، والمساهمة كذلك بدعم عملية الإنتاج الخاصة بالسيارة الكهربائية تركية الصنع توغ (Togg)، اعتماداً على الموارد المحلية.
