إصابة 3 مستوطنين في عملية دهس بالقدس / صورة: وسائل إعلام فلسطينية (وسائل إعلام فلسطينية)
تابعنا

أعلنت السلطات الإسرائيلية، صباح الاثنين، أنها اعتقلت شخصين زعمت أنهما نفَّذا عملية دهس أصابت 3 أشخاص في القدس الغربية.

وفي وقت سابق الاثنين، قالت الشرطة: "تلقينا بلاغنا حول حادث دهس أصاب ثلاثة من المارة في شارع تخليت مردخاي بالقدس". وأضافت آنذاك أن اثنين مشتبه بهما فرَّا من المكان، وعُثر على سلاح (بندقية) من نوع "كارلو"، وتوجد قوات كبيرة من الشرطة وحرس الحدود في المكان.

وتأتي العملية في وقت يعزز فيه جيش الاحتلال الإسرائيلي وجوده في القدس المحتلة لتأمين احتفالات الإسرائيليين بعيد الفصح اليهودي الذي يمتد بين 22 و30 أبريل/نيسان الجاري، وسط مخاوف فلسطينية من اقتحامات يهود متشددين وذبح قرابين ببيت المقدس.

جرائم مستمرة للمستوطنين

قالت وزارة الصحة الفلسطينية إن الطواقم الطبية في مجمع فلسطين الطبي تتعامل مع 6 إصابات بالرصاص الحي، جراء اعتداء قوات الاحتلال والمستوطنين على بلدة برقا، شرق مدينة رام الله.

وأفادت "الصحة" بإصابة خطيرة في الصدر أُدخلت غرفة العمليات، وبإصابتين بجروح متوسطة في الصدر، ومثلهما بجروح متوسطة في الأطراف السفلية، وبإصابة واحدة طفيفة في الأطراف العلوية.

وقال رئيس مجلس قروي برقا، صايل كنعان، إن المستوطنين هاجموا القرية من الجهتين الشمالية والغربية، وأحرقوا حظيرة أغنام تعود للمواطن نظام علي معطان، وحاولوا إحراق منزله، كما حاولوا اقتحام منزل في الجهة الشمالية، ومنازل أخرى في الجهة الغربية من القرية، وأطلقوا الرصاص الحي صوب المواطنين.

وتابع أن قوات الاحتلال التي اقتحمت القرية لتوفير الحماية للمستوطنين، أطلقت الرصاص وقنابل الصوت، والغاز السام المسيل للدموع صوب الأهالي ومنعتهم من إخماد الحريق، كما منعت طواقم الدفاع المدني من الوصول إلى المكان، فيما هاجم مستوطنون المواطنين الذين تمكنوا من الوصول إلى الحريق وحاصروهم.

في سياق متصل، أطلق مستوطنون النار، مساء الأحد، تجاه قرية فرعتا، شرق قلقيلية، كما هاجم آخرون منهم منطقة عين الحلوة في الأغوار الشمالية.

اقتحامات الاحتلال

أصاب جيش الاحتلال الإسرائيلي، فجر الاثنين، فلسطينيين واعتقل آخرين خلال اقتحامات لـ5 مدن بالضفة الغربية المحتلة، وفق شهود عيان ومصادر محلية.

وقال الشهود للأناضول إن قوات إسرائيلية اقتحمت مدينتَي نابلس وطوباس شمالي الضفة، وشرعت في تفتيش منازل، وداهمت أخرى في مخيم بلاطة شرقي نابلس، واعتقلت فلسطينيين، واندلعت مواجهات بين السكان وبين هذه القوات، استخدمت فيها الأخيرة الرصاص الحي.

وحسب جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، في بيان، أُصيب فلسطيني بالرصاص الحي في القدم خلال اقتحام مخيم بلاطة، نُقل على أثرها إلى مستشفى.

واعتقلت القوات الإسرائيلية 5 فلسطينيين من المخيم، بينهم أربعة أشقاء، وفق الشهود.

وقالت مصادر محلية للأناضول إن الجيش اقتحم مدينة طوباس، واندلعت اشتباكات مسلحة مع مقاتلين فلسطينيين، وفتش منازل واعتقل فلسطينياً على الأقل قبل انسحابه. كذلك نفَّذ الجيش سلسلة اقتحامات ليلية لبلدات في محافظات رام الله (وسط) وبيت لحم والخليل (جنوب)، حيث اعتقل فلسطينيين، حسب المصادر، بالإضافة إلى مخيم بلاطة في مدينة نابلس.

وفي وقت سابق الأحد، قررت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، هدم منزل الشهيد محمد يوسف مناصرة، من مخيم قلنديا، شمال شرقي القدس المحتلة، الذي استُشهد في التاسع والعشرين من شهر فبراير/شباط الماضي قرب بلدة اللبن الشرقية جنوبي نابلس، وما زالت سلطات الاحتلال تحتجز جثمانه.

ولمدة يومين حتى مساء الأحد، اقتحم الجيش الإسرائيلي مخيم نور شمس بمدينة طولكرم (شمال)، وقتل 14 فلسطينياً وخلَّف دماراً كبيراً، وفق مؤسسات رسمية فلسطينية.​​​​​​​

في سياق متصل، اعتقل جيش الاحتلال الإسرائيلي 25 فلسطينياً بين مساء الأحد وصباح الاثنين، ما رفع حصيلة اعتقالاته في الضفة الغربية المحتلة إلى 8 آلاف و425 منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

كما أعلن اعتقال فلسطيني في قرية دوما بنابلس شماليّ الضفة الغربية المحتلة للاشتباه في قتله مستوطناً عُثر على جثته قبل 10 أيام.

عنف وقيود على حركة سيارات الإسعاف

قالت منظمة "أطباء بلا حدود" الدولية، في سلسلة منشورات على حسابها، عبر منصة إكس، الأحد، إن فرقها بالضفة الغربية تتعرض لعنف وقيود على الحركة، بما في ذلك سيارات الإسعاف.

وأضافت المنظمة: "انتهت عملية التوغل الإسرائيلية التي استمرت 3 أيام في مدينة طولكرم ومخيم نور شمس بالضفة الغربية صباح الأحد”. وشددت على أن “فرقها بالضفة الغربية تتعرض لعنف وقيود على الحركة، بما في ذلك سيارات الإسعاف”.

وأوضحت “أطباء بلا حدود” أن “الإصابات مهدِّدة للحياة ولا تستطيع الانتظار طويلًا قبل الوصول إلى المستشفيات”.

وأردفت: “من غير المقبول أن تطول الهجمات عاملين في مجال الصحة، وتقوض الوصول إلى الرعاية الصحية”.

أونروا: الوضع في الضفة الغربية يزداد سوءاً

قال المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) فيليب لازاريني، إن الوضع في الضفة الغربية يزداد سوءاً يوماً بعد آخر، بما في ذلك مخيمات اللاجئين.

وأضاف لازاريني في تدوينة على منصة إكس، قائلاً إن "العملية الأخيرة التي نفّذتها قوات الأمن الإسرائيلية في مخيم نور شمس تسببت في خسائر في الأرواح، إضافةً إلى أضرار جسيمة في منازل السكان والخدمات العامة".

وأشار إلى "مقتل" مئات الأشخاص في الضفة الغربية، بينهم ما لا يقل عن 112 طفلاً فلسطينياً، منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول.

كما قال إن "القيود المفروضة على الحركة وعنف المستوطنين الإسرائيليين يعيقان وصول الناس إلى الوظائف وسبل العيش ويفرضان حالة من الخوف المستمر".

وبالتوازي مع حربه المتواصلة على غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، يصعّد الجيش الإسرائيلي عمليات الاقتحام والاعتقال اليومية في الضفة الغربية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية.

وحتى الأحد، أدت اعتداءات الجيش ومستوطنين إسرائيليين إلى مقتل 486 فلسطينياً وإصابة نحو 4 آلاف و900 آخرين واعتقال نحو 8 آلاف و400، حسب مؤسسات فلسطينية معنيّة.

فيما خلَّفت الحرب المدمِّرة على غزة أكثر من 111 ألف قتيل وجريح، معظمهم أطفال ونساء، ودماراً هائلاً ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين، وفق بيانات فلسطينية وأممية.

وتواصل إسرائيل هذه الحرب رغم صدور قرار من مجلس الأمن بوقف إطلاق النار فوراً، وكذلك رغم مثولها أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب "إبادة جماعية".

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً