تركيا مستمرة في بناء ممر الطاقة العالمي (AA)
تابعنا

تسعى تركيا إلى تعزيز موقعها كممر للغاز الطبيعي بين دول منطقة بحر قزوين ودول جمهوريات الاتحاد السوفييتي سابقاً، إضافة إلى العراق، خاصة إقليم شمال العراق.

وحتى الآن تمكنت الحكومة التركية من توقيع اتفاقيات مهمة لاستيراد الغاز من هذه الدول، كما تمكنت من حل الخلافات بشأن الرسوم التي ستتقاضاها من مرور الغاز.

وعلى جانب التوصيل اشتركت تركيا في إنشاء العديد من خطوط الأنابيب مثل خط أنابيب"تاناب"، كما أن ثمة اتفاقاً ضمنياً لتمرير الغاز الروسي إلى تركيا ومن ثم إلى أوروبا عبر خط الأنابيب المقترح "تركيش غاز".

الغاز الروسي إلى صربيا عبر تركيا

وقد أعلن الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش أن ضخ الغاز الروسي في الجزء الصربي من خط أنابيب"السيل التركي" سيبدأ أواخر الشهر الجاري.

وقال فوتشيتش خلال لقائه وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قبل أسابيع، إن "الأمور تسير بشكل طبيعي، وسنضخ الغاز يوم29 أو 30 ديسمبر/كانون الأول".

ويُذكر أن توريدات الغاز الروسي إلى تركيا عبر "السيل التركي" بدأت في يناير/كانون الثاني 2020. وتجري الأعمال الآن على إتمام مشروع "سيل البلقان" الذي يعتبر امتداداً للسيل التركي لتوريد الغاز إلى بلغاريا وصربيا والمجر.

وأُنجز مد أنابيب الجزء الصربي من المشروع في ديسمبر/كانون الأول 2019، وجرى توصيله بالجزء البلغاري من الأنابيب. ومن المقرر بناء محطة ضخ لتوريد الغاز إلى المجر أيضاً.

أنقرة وباكو توقعان اتفاقاً لمد خط الغاز بين تركيا و"نخجوان"

ووقعت تركيا وأذربيجان اتفاقاً لتمديد خط نقل الغاز الطبيعي من ولاية إغدير شرقي البلاد، إلى إقليم نخجوان ذاتي الحكم، التابع لأذربيجان.

ووقع على الاتفاق وزير الطاقة والموارد الطبيعية التركي فاتح دونماز، ونظيره الأذربيجاني برويز شهبازوف.

وفي كلمة خلال مراسم التوقيع، في أنقرة، منتصف ديسمبر الماضي، قال دونماز، إن بلاده أكملت مشروع خط أنابيب الغاز العابر للأناضول"تاناب"، الذي يعد أطول أقسام ممر الغاز الجنوبي، لنقل الغاز الأذربيجاني إلى أوروبا عبر تركيا.

كما أشار إلى تدشين مشروع خط أنابيب الغاز العابر للبحر الأدرياتيكي "تاب"، الشهر الماضي، حيث بلغت كمية الغاز المتدفق عبره 70 مليون متر مكعب.

وأوضح أن خط (تركيا–نخجوان) سيجري إنشاؤه امتداداً لخط النقل الرئيسي للغاز الطبيعي في شرق الأناضول عند ولاية إغدير.

وأشار إلى أن طول القسم الواقع داخل تركيا يبلغ 85كم، وسعة الخط تبلغ 500 مليون متر مكعب سنوياً، بمعدل 1.5مليون متر مكعب يومياً، لافتاً إلى أنه سيساهم في تلبية جميع احتياجات سكان نخجوان من الغاز الطبيعي.

وناختشيفان أو(نَخجَوان) إقليم يتبع أذربيجان مساحته تبلغ حوالي 5363 كيلو متراً مربعاً، وهو منفصل جغرافياً عن باقي أذربيجان. ويتطلب الوصول إليه المرور إما عبر إيران أو أرمينيا، ويمتلك الإقليم حدوداً قصيرة مع تركيا بطول نحو17كم.

"تاناب".. أرباح كبرى لتركيا

في مؤتمر صحفي، عبر تقنية الفيديو كونفرانس، الخميس، قال سالتوق دوزيول، مدير عام مشروع خط أنابيب غاز "تاناب" العابر، إن تركيا ستجني أكثر من 1.5 مليار دولار سنوياً، من عائدات نقل الغاز الطبيعي عبر الخط، عند الانتهاء من إنشاء جميع مراحله بحلول عام 2022.

وأضاف دوزيول أن المشروع تم إنجازه حتى الآن، بتكلفة أقل 45% من إجمالي التكلفة المخطط لها.

وأشار إلى أن ضخ الغاز الطبيعي عبر أنابيب "تاناب"، بدأ خلال يونيو/حزيران 2018، وأن نقل الغاز يتواصل عبره منذ قرابة عامين ونصف.

وأوضح أن إجمالي الغاز الطبيعي الذي حصلت عليه شركة "بوتاش" التركية لأنابيب النفط والغاز الطبيعي، بلغ 8.4 مليار متر مكعب، بحلول نهاية العام الماضي.

ما الذي تسعى إليه تركيا؟

بالنظر إلى التعاون في مجال الطاقة بين تركيا وأذربيجان عبر خط أنابيب نقل النفط باكو–تبليسي–جيهان، وخط أنابيب الغاز الطبيعي باكو-تبليسي–أرضروم، يظهر للمراقبين الأهمية الكبيرة التي تكتسبها مشاريع نقل الطاقة من أذربيجان إلى الأسواق العالمية عبر تركيا.

إلى ذلك، تشير توقعات مؤسسة البترول التركية إلى أن حصتها السنوية ستبلغ 6.5%، بطاقة سنوية لتصدير حوالي 50 مليون طن من النفط الأذربيجاني الخام, وحققت المؤسسة دخلاً كبيراً من خلال نقل ما يقرب من 3.5 مليار برميل من النفط منذ 2006.

في الوقت نفسه، تلعب أذربيجان دوراً رئيساً في نقل النفط الكازاخستاني إلى ميناء جيهان عبر خطوط الأنابيب هذه، وكذلك دوراً مهماً في نقل موارد الطاقة في آسيا الوسطى إلى الأسواق الدولية.

ومن خلال خط أنابيب الغاز الطبيعي باكو-تبيليسي–أرضروم، بدأت تركيا تقليل اعتمادها على روسيا وإيران، وقد ساهم هذا المشروع في زيادة أمن الطاقة في تركيا.

وساهم النفط والغاز الأذربيجاني في تقليل فاتورة الطاقة التركية من الغاز الإيراني والروسي إلى حد ما، كما تمكنت تركيا من زيادة حجم الاستهلاك من هذه الموارد الحيوية، اعتباراً من2020، مع بدء عمل خط أنابيب الغاز العابر للأناضول"تاناب".

هكذا، سيكون بمقدور تركيا التي وصلت نسبة اعتمادها على الغاز الأذربيجاني إلى 35%، إنهاء العقد طويل الأجل لاستخدام الغاز الروسي بحلول نهاية 2021. ومن المتوقع تراجع نسبة اعتماد تركيا على موارد الطاقة الروسية والإيرانية، بعد بدء "تاناب" العمل بالسعة الكاملة.

ولدى خط أنابيب نقل الغاز العابر للأناضول"تاناب"، أهمية خاصة في خارطة الطاقة العالمية، ما دفع الكثير من المراقبين إلى إطلاق اسم "طريق الحرير للطاقة" على "تاناب".

تمكن هذا الخط الذي من المزمع أن ينقل 16مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي الأذربيجاني إلى تركيا والأسواق الدولية في المرحلة الأولى، و24مليار متر مكعب بحلول 2023، و31 مليار متر مكعب في 2026، من زيادة استهلاك تركيا من مادة الغاز الطبيعي.

فيما تبلغ الأرباح التركية من هذا المشروع أكثر من 40 مليار دولار بحلول عام 2045.

وتحول خط "تاناب"، الذي ينطلق من نقطة قرب ولاية أدرنة التركية (شمال غرب) لنقل الغاز إلى خط أنابيب الغاز الطبيعي عبر البحر الأدرياتيكي "تاب"، عبر اليونان وإيطاليا، إلى طريق مهم في خارطة إمدادات الغاز الطبيعي في أوروبا.

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً