ونقلت صحيفة "هآرتس" العبرية، عن عضو بارز في فريق التفاوض الإسرائيلي (لم تسمِّه) قوله إن رؤساء أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي يعتقدون أن نتنياهو "غير مهتم" بصفقة تبادل الأسرى مع الفصائل الفلسطينية.
وفي وقت سابق من يوم أمس الجمعة، كشفت القناة 12 الإسرائيلية خلافات حادة بين نتنياهو ورؤساء أركان الجيش، خلال الاجتماع الأمني الذي انعقد الأربعاء. ونقلت القناة عن رئيس جهاز الأمن العام (الشاباك)، رونين بار، قوله لنتنياهو: "يبدو أن رئيس الوزراء لا يريد الإطار المطروح على الطاولة... إذا كان الأمر كذلك، يجب أن تخبرنا".
كما نقلت القناة الإسرائيلية أيضاً عن رئيس قسم الأسرى والمفقودين في الجيش، اللواء (احتياط) نيتسان ألون، قوله لنتنياهو: "أنت تعلم أن جميع المعايير التي أضفتها إلى الصفقة لن تُقبل ولن يوجد اتفاق". بدوره أكد رئيس جهاز الاستخبارات (الموساد)، ديفيد برنياع، لنتنياهو "وجود صفقة على الطاولة.. وإذا تأخرنا فقد نضيع الفرصة.. علينا أن نغتنمها".
لكن نتنياهو اتهم رؤساء أركان الجيش بـ"الضعف"، قائلاً لهم خلال الاجتماع: "أنتم لا تعرفون كيف تتفاوضون، أنتم تضعون الكلمات في فمي"، وأضاف: "بدلاً من الضغط عليّ، اضغطوا على السنوار"، على حد تعبيره.
وأثار تقرير القناة 12 الإسرائيلية غضب عائلات الأسرى الإسرائيليين في قطاع غزة، وقال منتدى عائلات الأسرى والمفقودين، مساء الجمعة، إن "المعلومات المزعجة التي بثتها قناة 12 الإخبارية الليلة تشير إلى أن رئيس الوزراء قرر التراجع عن الصفقة التي حددها بنفسه"، مشدداً على أنه "لن نسمح بالتخلي عن الرهائن! نطالب فريق التفاوض ورؤساء الأجهزة الأمنية بالتوجه فوراً إلى الجمهور وتقديم تقرير موثوق به حول من يعرقل المفاوضات لإطلاق سراح الرهائن ودوافعهم".
ونقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، قوله مساء أمس الجمعة، إن "فريق التفاوض سيغادر إلى العاصمة المصرية القاهرة، السبت أو الأحد، لاستكمال مفاوضات صفقة تبادل الأسرى".
وكان رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن، قال في منشور عبر منصة إكس الأربعاء، إن "نهج الاغتيالات السياسية والتصعيد بغزة يدفع إلى التساؤل عن كيفية إجراء مفاوضات فيها طرف يقتل من يفاوضه"، مضيفاً أن "السلام الإقليمي والدولي في حاجة إلى شركاء جادين وموقف دولي ضد التصعيد والاستهتار بأرواح شعوب المنطقة".
كما تتهم المعارضة وعائلات الأسرى الإسرائيليين بدورها أيضاً نتنياهو بعرقلة المفاوضات وإمكانية التوصل إلى اتفاق، للحيلولة دون انهيار حكومته وفقدان منصبه.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، تشن إسرائيل -بدعم أمريكي مطلق- حرباً على غزة خلفت أكثر من 130 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة عشرات الأطفال، في واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في العالم.
