وقال مدير عامّ المكتب الإعلامي الحكومي بغزة إسماعيل الثوابتة في تصريحات، إن "هذه الجثامين وصلت عبر حاوية بلا أي تنسيق مع الجهات الفلسطينية أو الدولية بكل صلف وعنجهية وامتهان لكرامة الشهداء، وهو تصرف غير إنساني".
وأضاف أن "الحكومة الفلسطينية (في غزة) قررت إعادة الجثامين إلى الجانب الإسرائيلي، حتى الكشف عن البيانات والمعلومات المتعلقة بها". وتابع: "نستنكر هذه الجريمة النكراء التي تنتهك القانون الدولي، والقانون الدولي الإنساني".
وشدّد الثوابتة على أن "هذه ليست المرة الأولى التي يرتكب فيها الجانب الإسرائيلي مثل هذه التصرفات اللا إنسانية بحق الشهداء"، محمّلاً "الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن هذه الجريمة. الإدارة الأمريكية تمنح إسرائيل الضوء الأخضر لتنفيذ مثل هذه الانتهاكات".
ودعا المجتمع الدولي والمنظمات الدولية والأممية العاملة في غزة، وبينها اللجنة الدولية للصليب الأحمر، إلى "تحمل مسؤولياتها تجاه ما يحدث"، متهما إياها بـ"التقصير الواضح في مهامها".
وحث اللجنة الدولية للصليب الأحمر على "الكشف مع الجانب الإسرائيلي عن هويات وتفاصيل الجثامين الفلسطينية التي أُرسلت إلى قطاع غزة".
ونُقلَت الجثث إلى غزة في حاوية على متن شاحنة عبر معبر تسيطر عليه قوات الاحتلال، لكن مسؤولين بمستشفى ناصر في خان يونس رفضوا استقبالهم ودفنهم، وطالبوا اللجنة الدولية للصليب الأحمر التي قالت إنها لن تشارك في عملية النقل، بطلب تفاصيل من إسرائيل.
وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر في بيان: "نؤكد مجدداً حق جميع الأسر في الحصول على أي معلومات عن أحبائهم، وتنفيذ مراسيم دفنهم بما يحفظ كرامتهم الإنسانية ويتفق مع الأعراف والتقاليد".
وأضافت اللجنة في البيان أنه بموجب القانون الدولي الإنساني "يجب التعامل مع الأفراد الذين خسروا أرواحهم في أثناء النزاع المسلح بما يحفظ كرامتهم الإنسانية والتعامل مع جثامينهم بالشكل الصحيح والملائم. كما يتطلب القانون البحث عنهم وانتشالهم وإجلاءهم، مما يساهم في ضمان عدم بقائهم في عداد المفقودين".
وبدعم أمريكي، تشنّ قوات الاحتلال الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي حرباً على غزة خلّفَت أكثر من 137 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.
وتواصل تل أبيب الحرب متجاهلة قراري مجلس الأمن الدولي إنهاءها فوراً، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة ولتحسين الوضع الإنساني الكارثي بغزة.
كما تتحدى سلطات الاحتلال طلب مدعي عام المحكمة الجنائية الدولية كريم خان إصدار مذكرتي اعتقال بحقّ رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو ووزير دفاعها يوآف غالانت، لمسؤوليتهما عن جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في غزة.
وحوّلت تل أبيب قطاع غزة إلى أكبر سجن في العالم، إذ تحاصره للعام الثامن عشر، وأجبرت حربها نحو مليونين من مواطنيه، البالغ عددهم نحو 2.3 مليون فلسطيني، على النزوح في أوضاع كارثية، مع شحّ شديد ومتعمد في الغذاء والماء والدواء.