أشعل المشاركون في الموكب الجنائزي الشموع في المنطقة التي بقيت فيها آثار الشظايا ظاهرة على الأسفلت بعد اغتيال سليماني  (Thaier Al-Sudani/Reuters)
تابعنا

أحيا آلاف العراقيين الذكرى السنوية الأولى لاغتيال قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني بالقرب من بغداد، بطائرة أمريكية هو ونائب زعيم قوات الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس.

وانضم الآلاف إلى المسيرة على الطريق السريع المؤدي إلى مطار بغداد، مساء السبت، حيث وقعت الغارة التي أسفرت عن مقتل الرجلين، في محاكاة لموكب جنائزي.

زينت ملصقات القتيلين جانبي الطريق حيث كانت تصطف على جانبيها الخيام التي تقدم الطعام والشراب للمشاركين في المسيرة، وتحول مشهد التفجير إلى منطقة شبيهة بالضريح مغلقة بالحبال الحمراء، وفي الوسط صورة سليماني والمهندس، فيما أشعل المشاركون الشموع، في الوقت الذي بقيت فيه آثار الشظايا ظاهرة على الأسفلت والجدران في المنطقة.

كان سليماني يرأس فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، والمسؤول عن العمليات الخارجية للجمهورية الإسلامية، وكثيراً ما كان يتنقل بين العراق ولبنان وسوريا.

فيما شهدت العاصمة العراقية بغداد ومحافظات البلاد، السبت، استنفاراً أمنياً في ظل دعوات فصائل مقربة من إيران، إلى التظاهر وتحسباً لهجمات صاروخية ضد مصالح أمريكية.

وتخشى بغداد تجدد الهجمات الصاروخية ضد المصالح الأمريكية سواء في "المنطقة الخضراء" وسط بغداد، أو القواعد التي تضم عسكريين أمريكيين في المحافظات العراقية الأخرى. وقال أحمد خلف النقيب في شرطة بغداد: إن "الوضع الأمني متوتر في بغداد، وهناك انتشار أمني استخباري كبير في مناطق العاصمة تحسباً لأي محاولة لشن هجمات صاروخية تستهدف المنطقة الخضراء"، بحسب وكالة الأناضول. وأضاف خلف أن الانتشار الأمني جاء وسط "تأكيدات بعدم وجود نية للفصائل المسلحة بمهاجمة المنطقة الخضراء أو أي وجود عسكري أمريكي في ذكرى إحياء مقتل سليماني والمهندس".

وتزامن الموكب الجنائزي مع إعلان الجيش العراقي أن خبراء متفجرات مع قواته البحرية نجحوا في تفكيك لغم تم اكتشافه عالقاً في ناقلة نفط في الخليج العربي قبل يومين.

وأكد بيان السبت، أن السلطات العراقية فتحت تحقيقاً في الحادث، فيما لم تعلن أي جماعة مسؤوليتها عن زرع اللغم.

جاء هذا الإعلان بعد يوم من تأكيد العراق تقارير شركات الأمن الخاصة، حول اكتشاف لغم ملتصق بجانب ناقلة مستأجرة من شركة تسويق النفط العراقية المعروفة باسم سومو، حيث كانت تزود سفينة أخرى بالوقود، وأضافت التقارير أن الفرق العراقية تعمل على تفكيك اللغم.

لم يقدم العراق مزيداً من التفاصيل، لكن الشركتين الأمنيتين الخاصتين قالتا إن الاكتشاف من المحتمل أن يكون لغماً على الأرجح في ناقلة النفط "إم تي بولا"، التي ترفع العلم الليبيري.

واللغم اللاصق هو نوع من الألغام البحرية التي ترتبط بجانب السفينة، وعادة ما يكون ذلك بواسطة أحد غواصي القوات الخاصة، ثم ينفجر اللغم لاحقاً ويمكن أن يلحق أضراراً كبيرة بالسفينة.

جاء هذا الاكتشاف وسط توترات متصاعدة بين إيران والولايات المتحدة في الأيام الأخيرة من إدارة الرئيس دونالد ترمب.

وفي سياق متصل، توعد قائد الحرس الثوري اللواء حسين سلامي بالرد على "أي خطوة" تستهدف إيران، وذلك خلال زيارته جزيرة استراتيجية في الخليج، في ظل التوتر المتصاعد مع الولايات المتحدة.

وتفقد سلامي قوات عسكرية في جزيرة أبو موسى، عشية الذكرى الأولى لاغتيال قاسم سليماني.

وقال: "نحن هنا اليوم لنجري تقييماً ونكون متأكدين من قدراتنا القوية في البحر وضد الأعداء الذين يفاخرون أحياناً ويهددون"، بحسب الموقع الرسمي للحرس "سباه نيوز".

وأضاف: "سنرد بضربة متكافئة، حاسمة، وقوية، على أي خطوة قد يقدم عليها العدو ضدنا".

ورافق سلامي قائد القوات البحرية للحرس الأميرال علي رضا تنكسيري، في تفقد للقوات في جزيرة أبو موسى الواقعة غرب مضيق هرمز الذي يمر عبره نحو خمس إنتاج النفط في العالم.

ويترافق ذلك مع تحركات عسكرية أمريكية في المنطقة، شملت توجه حاملة الطائرات "يو إس إس نيميتز" وقطع بحرية مرتبطة بها إلى مياه الخليج في الأسابيع الماضية، وتحليق قاذفات استراتيجية من طراز "بي-52" فوق الخليج مرتين في الآونة الأخيرة. لكن تقارير صحافية أمريكية أفادت هذا الأسبوع، أن وزير الدفاع بالإنابة كريستوفر ميلر أمر بعودة "نيميتز" الى بلادها. والخطوة كانت بمثابة إشارة "خفض تصعيد" حيال طهران، بعد الخشية من وقوع مواجهة بين الطرفين قبل خروج ترمب من البيت الأبيض في 20 يناير/كانون الثاني، حسب ما نقله مسؤولون أمريكيون لصحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية. وشهدت العلاقات المقطوعة منذ عقود بين الجمهورية الإسلامية والولايات المتحدة توتراً إضافياً في عهد ترمب الذي اعتمد سياسة "ضغوط قصوى" حيال طهران.

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً