تأتي تلك الزيارة، بينما تتزايد مخاوف نيودلهي من احتمال سيطرة طالبان على أفغانستان ومخاطر تحوّل البلاد إلى ملاذ لمتطرفين مناهضين للهند.  (Jonathan Ernst/AP)
تابعنا

وصل وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، الثلاثاء، إلى الهند، حيث سيجري محادثات تطغى عليها الاضطرابات في أفغانستان والمخاوف المشتركة بشأن تنامي نفوذ الصين، في زيارة سيطرح خلالها ملف حقوق الإنسان.

وسيلتقي بلينكن، في أول زيارة له إلى الهند، برئيس الوزراء ناريندرا مودي ووزير الخارجية سوبراهمانيام جايشانكار، قبل توجّهه إلى الكويت، حسب بيان وزارة الخارجية الأمريكية.

من جانبها، قالت وزارة الخارجية الهندية في بيان، إن بلينكن سيناقش في محادثاته عدة ملفات، من بينها "التعافي من جائحة كورونا، ومنطقة المحيطين الهندي والهادي، وأفغانستان، والتعاون في الأمم المتحدة".

ولطالما كانت العلاقات بين الولايات المتحدة والهند فاترة، لكن سعي الصين لزيادة نفوذها أوجد تقارباً بين الدولتين، خصوصاً بعد الاشتباكات الدموية التي سجّلت العام الماضي عند الحدود الهندية الصينية، في منطقة هيملايا.

تأتي تلك الزيارة، بينما تتزايد مخاوف نيودلهي من احتمال سيطرة طالبان على أفغانستان ومخاطر تحوّل البلاد إلى ملاذ لمتطرفين مناهضين للهند.

وقد أجْلت الهند مؤخراً، 50 من أفراد طاقم قنصليتها في قندهار، مع سيطرة طالبان على المزيد من الأراضي، إلا أنها أكدت عودتهم حينما تستقر الأوضاع الأمنية.

وكانت الهند من بين أكثر الدول تأييداً لحكومة أفغانستان التي تولت السلطة بدعم دولي، بعد الغزو الأمريكي في أعقاب هجمات 11 سبتمبر/أيلول2001.

كما ضخت الهند ثلاثة مليارات دولار في أفغانستان منذ عام 2001، بما في ذلك للمساعدة في بناء مبنى جديد للبرلمان، ما أغضب منافستها التاريخية باكستان التي كانت الداعم الرئيسي لطالبان، وفق وكالة "يورونيوز" للأنباء.

وفيما يتعلق بملف حقوق الإنسان، فقد لجأت الهند خلال عهد مودي، إلى تشريعات مكافحة الإرهاب وقوانين ردع "الانفصال" لتوقيف أعداد كبيرة من المشتبه بهم، وهو ما اعتبره منتقدون يهدف إلى إسكات المعارضة، إلا أن الحكومة تصرّ على نفي ذلك.

كما لجأت الحكومة الهندوسية القومية إلى تشريعات، اعتبرها معارضون تمييزية، ضد الأقلية المسلمة التي يقدر عدد أبنائها في البلاد بنحو 170 مليوناً، فيما يصرّ مودي على أن الجميع متساوين في الحقوق.

وعن رحلته إلى الهند قال بلينكن خلال مقابلة تلفزيونية: "هذه دولة بالغة الأهمية في مواجهة كورونا، لدينا ملايين من اللقاحات جاهزة لإرسالها إليهم، عندما ينتهون من الإجراءات القانونية الخاصة بهم لإدخالها".

وأضاف بلينكن: "بالطبع، من المفهوم أنهم يركزون على التحديات الداخلية الخاصة بهم الآن، ولكن عندما يعمل محرك الإنتاج ذاك بشكل كامل ويمكنه التوزيع مجدداً إلى بقية العالم، فإن ذلك سيحدث فرقاً كبيراً".

ويشير بلينكن في حديثه، إلى سعي الولايات المتحدة مؤخراً إلى تكثيف التعاون مع الهند، بشأن الأولويات الرئيسية لتغير المناخ والصحة العالمية، من خلال اتفاق أُعلن في مارس/آذار الماضي.

ويتيح ذلك الاتفاق للهند إنتاج مليار جرعة من لقاحات كورونا، بدعم من الولايات المتحدة واليابان وأستراليا.

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً