ويعتبر هذا الاجتماع السنوي لمجلس الوزراء إحدى أبرز فاعليات المنظمة، إذ يُعد بمثابة الهيئة الرئيسية لصنع القرارات وتنفيذها. ومن المتوقع أن يُشارك فيه ما يقرب من 40 وزير خارجية من 57 دولة أعضاء في المنظمة، إضافةً إلى الدول الشريكة في التعاون الآسيوي والمتوسطي.
ويتوقع أن يُناقش خلال الاجتماع الوضع الأمني في منطقة أوروبا الأطلسية وآسيا الوسطى، مع التركيز على التحديات الراهنة التي تهدد الأمن والاستقرار في هذه المناطق.
ومن بين القضايا التي سيجري تناولها في الاجتماع هذا العام، تعزيز فاعلية المنظمة ومبادئ التعاون متعددة الأطراف في ضمان الأمن في المنطقة.
كما ستُجرى مناقشات حول التعيينات الجديدة في المناصب القيادية داخل المنظمة، بما في ذلك منصب الأمين العام لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا، بالإضافة إلى التحديات المتعلقة بحقوق الإنسان، وحرية الإعلام، والمسائل المتعلقة بالحقوق العرقية، التي من المقرر أن يجري التصويت عليها في هذا الاجتماع.
كلمة فيدان
وفي هذا السياق، سيُلقي وزير الخارجية التركي كلمةً في الجلسة العامة الأولى من الاجتماع في 5 ديسمبر/كانون الأول، وسيركز على دعم تركيا المستمر للمنظمة باعتبارها منصة أساسية للأمن والتعاون بين الدول الأعضاء.
كما سيشير إلى الدور الهام لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا في مواجهة التحديات الأمنية العالمية، وتأكيد أهمية الاستمرار في تعزيز التعاون بين الدول الأعضاء في جميع المجالات المتعلقة بالأمن الدولي.
وسيسلط فيدان الضوء على دعم تركيا مهام المنظمة وفاعليتها وضرورة استمرار دعمها الشامل، إضافة إلى التشديد على دعم تركيا سيادة أوكرانيا ووحدة أراضيها، مع التركيز على الأولوية التي تمنحها تركيا للدبلوماسية والحوار في سبيل تحقيق السلام العادل والدائم.
كما سيؤكد أهمية تحقيق السلام والاستقرار الدائمين في منطقة الشرق الأوسط بوصفه جزءاً من تحقيق الاستقرار الإقليمي والعالمي.
منظمة الأمن والتعاون في أوروبا وتركيا
تأسست منظمة الأمن والتعاون في أوروبا بوصفها منتدى دبلوماسيا يهدف إلى تخفيف حدة التوترات وتقليل نقاط الخلاف بين الكتل السياسية في أثناء فترة الحرب الباردة، مما أسهم في تعزيز الأمن في أوروبا. وفي 1994، تحولت هذه العملية إلى منظمة الأمن والتعاون في أوروبا بموجب قرارات مؤتمر بودابست.
وتسعى المنظمة من خلال هيكلها بوصفها منتدى مرناً للحوار والمفاوضات إلى وضع مبادئ ومعايير للأمن في ثلاثة مجالات: الأمن السياسي والعسكري، الاقتصاد والبيئة، والقضايا الإنسانية، بالإضافة إلى مراقبة تنفيذ الالتزامات المتفق عليها.
وتلعب تركيا دوراً نشطاً وبنّاءً في جميع هذه المجالات الثلاثة، إذ تسهم بشكل مستمر في مبادرات مكافحة الإرهاب، وتعزيز التعاون في الأنشطة الأمنية مثل العمليات الشرطية، وتحسين إدارة الحدود، وكذلك في القضايا الاقتصادية والبيئية، ومكافحة التمييز وعدم التسامح، والحد من الاتجار بالبشر، وتعزيز التكامل والهجرة.
وفي 1999، استضافت تركيا قمة منظمة الأمن والتعاون في أوروبا التي عُقدت في إسطنبول، وأسفرت عن توقيع "اتفاقية الأمن الأوروبية" (اتفاقية إسطنبول)، التي حددت المبادئ والأساليب اللازمة لضمان الأمن والسلام والاستقرار في منطقة المنظمة في القرن الحادي والعشرين.
وتدعم تركيا بقوة الحفاظ على وحدة الأراضي وسيادة الدول في منطقتها الجغرافية، وتسهم في إيجاد حلول للمشكلات الإقليمية في إطار هذه المبادئ. كما لعبت تركيا دوراً في تشكيل مجموعة أصدقاء الوساطة في المنظمة عام 2014.