فيروس "ميرس" ينتشر بين الإبل التي تزخر كينيا بأعداد هائلة منها وينتقل بنسبة ضعيفة إلى البشر (AFP)
تابعنا

بركلات وأصوات ثائرة وهو مصفّد بقيود يسحبها 3 رجال، يُظهِر الجمل العربي الغاضب امتعاضه في اللحظة التي يستخلص فيها البيطري الكيني نيسلون كيبشرشر مسحة ضخمة من فتحة أنفه، في إشارة إلى أن الإبل أيضاً لا تحب اختبارات فيروس كورونا.

ولكن البحث هنا لم يكن تحديداً عن "كورونا" وإنما عن قريبه الفيروس شديد الفتك "ميرس" أو الفيروس المسبب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية، الذي يخشى العلماء أن يكون سبباً في وباء عالمي جديد.

ويتمثّل التخوف الأساسي في احتمالية تحوّر فيروس "ميرس" الذي انتشر مؤخراً بين الإبل وبدرجة أقل بين رعاتها البشر في المراعي الكينية، ليصبح قادراً على الانتشار خارج مجتمعات الرعي بين عامة السكان.

ذلك التخوّف هو السبب الذي دفع بالطبيب كيبشرشر إلى المخاطرة بإغضاب الجمل البالغ وزنه 300 كيلوغرام والبالغ طوله مترين، من أجل التحصّل على عينات من أنفه ودمه.

ويقول كيبشرشر: "يعد أخذ عينات من الحيوان أمراً صعباً، فأنت لا تعرف ماذا يمكن أن يفعل.. يمكنه أن يركلك ويهاجمك".

ومنذ عام 2013 يجري العلماء الكينيون اختبارات دورية على الجمال في مزرعة "كابيتي" التابعة للمعهد الدولي لبحوث الثروة الحيوانية (مقره نيروبي)، بعد عام واحد من ظهور الفيروس المسبب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية "ميرس" في السعودية، وهو فيروس تصل نسبة الوفيات الناجمة عن الإصابة به إلى 35%، وفقاًلمنظمة الصحة العالمية.

و"ميرس" فيروس من أصل حيواني يُعتقد أنه انتقل من الخفافيش إلى الجمال، ويسبب أعراضاً مشابهة لتلك التي يسببها فيروس كورونا (كوفيد-19) للبشر، بما فيها الحمى والسعال وصعوبات التنفس.

وتُعد كينيا إحدى أكثر المناطق المكتظة بالإبل، إذ تعيش على أرضايها نحو 3 ملايين منها، وتتزايد شعبيتها في المناطق القاحلة حيث يتكيف الرعاة مع موجات الجفاف، ولذلك يزداد الطلب هناك على حليب الإبل ولحومها.

وتجري أليس كيونغا عالمة الأحياء بالمعهد الدولي لبحوث الثروة الحيوانية أبحاثاً مستمرة حول الفيروس وتحوراته بالاستعانة بالعينات التي تصل إليها دورياً من الجمال الموجودة في البلاد.

وأظهرت دراسة أجرتها عام 2014 وجود أجسام مضادة لفيروس متلازمة الشرق الأوسط التنفسية "ميرس" لدى نحو 46% من الإبل التي خضعت للدراسة، ولدى 5% من رعاة الإبل وعمال المسالخ الذين حُصِل على عينات منهم.

وتقول كيونغا إن "سلالات ميرس الموجودة حالياً في كينيا لا تنتقل بسهولة إلى البشر" مقارنةً بتلك الموجودة في السعودية، لكن الباحثين متخوفون من إمكانية حدوث تحوّرات وطفرات جينية تجعل الفيروس الكيني أكثر قدرة على الانتقال إلى البشر.


TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً