رئيس وزراء قبرص التركية أرسان سانر يؤكّد أن القبارصة الأتراك يرغبون في العيش على الجزيرة فقط على أساس دولتين ذواتَي سيادة وشعبين متساويين في الحقوق (AA)
تابعنا

أكّدت جمهورية شمال قبرص التركية أن مواطنيها سيعيشون في الجزيرة فقط على أساس دولتين ذواتَي سيادة وشعبين (قبارصة أتراك وآخرين روم) متساويين في الحقوق.

جاء ذلك في كلمة لرئيس الوزراء أرسان سانر، خلال توقيع اتفاقيات مع تركيا بعاصمة جمهورية شمال قبرص ليفكوشا الخميس، وبحضور عدد من الوزراء والمسؤولين الأتراك يتقدمهم فؤاد أُقطاي نائب الرئيس التركي.

وقال سانر إن الجميع يعتقد أن مشكلة قبرص بدأت عام 1974 (عملية السلام)، مستدركاً: "لكن بالأساس في ذلك العام استخدمت تركيا حقها بصفتها ضامناً، وهبّت لمساعدة أشقائها الأتراك في قبرص، ومنذ ذلك اليوم يسود السلام الجزيرة، ولكن ينقص الاتفاق".

وبخصوص منطقة مرعش في الجزيرة، لفت سانر إلى أنهم سيتخذون خطوات جديدة، بما في ذلك الاستثمار بالبنية التحتية.

وأضاف: "لقد انتهجنا سياسة تغيير قواعد اللعبة في العالم بخصوص مرعش".

وتقع منطقة "مرعش" السياحية بمدينة غازي ماغوصة، على الخط الفاصل بين شطرَي قبرص، وأُغلِقَت بموجب اتفاقيات عُقِدت مع إدارة جنوب قبرص، عقب "عملية السلام" العسكرية التي نفّذتها تركيا في الجزيرة عام 1974.

وفي 8 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، فتحت جمهورية شمال قبرص جزءاً من منطقة مرعش المغلقة شرقي البلاد.

وبخصوص وباء كورونا، اعتبر سانر أن أهمّ استثمار وفّرته تركيا يتمثّل في دعم القطاع الحقيقي (يشير إلى المعاملات الاقتصادية الحقيقية) في قبرص، ومنحها مستشفى طوارئ خلال فترة انتشار الوباء.

وأردف: "امتلاكنا مستشفى مثل هذا في وقت لا تمتلك فيه مثيلَه دول الاتحاد الأوروبي وجارتنا قبرص الجنوبية، يُعَدّ مؤشراً واضحاً لما يمكن أن نحقّقه عندما نتحرك مع تركيا".

وفي وقت سابق الخميس، قال فؤاد أُقطاي نائب الرئيس التركي، خلال مؤتمر صحفي مع رئيس قبرص التركية أرسين تتار، إن حلّ الدولتين هو المخرج الوحيد للقضية القبرصية، وينبغي التفاوض بشأن ذلك.

ومنذ 1974 تعاني جزيرة قبرص من انقسام بين شطرين، تركي في الشمال ورومي في الجنوب، وفي 2004 رفض القبارصة الروم خطة قدّمتها الأمم المتحدة لتوحيد شطرَي الجزيرة.

اتفاقيات عدة

في السياق نفسه، وقّعت تركيا وجمهورية شمال قبرص التركية الخميس، اتفاقيات ثنائية في عدد من المجالات، في مقدمتها الطاقة والاقتصاد.

وعُقدت مراسم توقيع الاتفاقيات الثنائية في مقر "رئاسة محكمة ديوان الرقابة المالية" و"ديوان المحاسبة" في لفكوشا.

وحضر مراسم التوقيع فؤاد أُقطاي نائب الرئيس التركي، ورئيس وزراء شمال قبرص أرسان سانر.

كما شارك في مراسم التوقيع عن الجانب التركي وزير النقل والبنية التحتية عادل قره إسماعيل أوغلو، ورئيس دائرة الاتصال في الرئاسة فخر الدين ألطون، وسفير أنقرة علي مراد باش تشري.

وحضر عن الجانب القبرصي التركي وزير النقل أونال أوستل، ووزير التربية والثقافة أولغون عمجه أوغلو، ووزير المالية دورسون أوغوز.

وفي كملته بهذه المناسبة، قال نائب الرئيس التركي إن بلاده أجرت مباحثات تفصيلية مع الجانب القبرصي التركي في جميع المجالات تقريباً.

وأوضح أُقطاي أن اتفاقية التعاون الاقتصادي المالي لعام 2021، ومكافحة وباء كورونا، والاستثمارات التحتية (في قبرص)، وإنعاش الاقتصاد القبرصي التركي، كانت على رأس القضايا التي بحثها الطرفان.

ومؤكداً عزم تركيا على دعم الجانب القبرصي التركي، أضاف أُقطاي: "لقد حان الوقت للتركيز على حل المشكلات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية في قبرص التركية".

وشدّد نائب الرئيس على أن "تركيا لم ولن تترك القبارصة الأتراك في قضيتهم العادلة وستدعمهم في جميع الظروف".

وأشار إلى أنه أجرى مباحثات مهمة ومثمرة خلال زيارته لقبرص التركية التي بدأت الأربعاء، وتختتم مساء الخميس.

ولفت إلى أن حجم الدعم التركي لقبرص التركية بلغ العام الماضي نحو 3.6 مليارا ليرة تركية (الدولار يعادل نحو 7.018 ليرة) في إطار الاتفاقيات الثنائية بين البلدين.

وأضاف أن تركيا قدّمت لقبرص التركية بقيمة 15.5 مليون ليرة مستلزمات صحية وغذائية في إطار مكافحة وباء كورونا، بجانب 40 ألف جرعة لقاح مضاد للفيروس.

وأفاد بأن تركيا بصدد إرسال 40 ألف جرعة إضافية إلى قبرص التركية في وقت لاحق الخميس.

وبيّن أن تركيا تدرس إمكانية رصد 2.5 مليار ليرة تركية لقبرص التركية في إطار بروتوكول التعاون الاقتصادي والمالي لعام 2021.

وأفاد أُقطاي بأن شمال قبرص بحاجة إلى إصلاحات هيكلية وإحراز تقدم في مجالات النقل والطاقة والبنية التحتية وزيادة الإنتاج الزراعي والرقمنة.

ولفت إلى أن من المخطط تعبيد وإصلاح 233 كيلومتراً من الطرقات في قبرص التركية (بدعم تركي) في إطار الاتفاقيات الموقعة اليوم بين البلدين.

وقال إن البلدين اتخذا قراراً بشأن دعم الأنشطة الترويجية عن المعالم التاريخية والثقافية والطبيعية والسياحية لشمال قبرص التركية.

وذكر أن تركيا ستدعم الجانب القبرصي التركي في مجال الطاقة، عبر تأسيس محطتين لإنتاج الطاقة الكهربائية خلال وقت قصير، لتوفير أمن إمدادات الطاقة، فضلاً عن إصلاح المحطات الحالية.

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً