قتال دموي غير مسبوق في باخموت شرق أوكرانيا / صورة: AFP (AFP)
تابعنا

قال الجيش الأوكراني السبت إن قواته تخوض معارك دامية غير مسبوقة مع القوات الروسية في مدينة باخموت المدمرة بشرق أوكرانيا، لكن قواته لا تزال صامدة.

وقالت وزارة الدفاع الروسية إن مقاتلين من مجموعة "فاغنر" استولوا على منطقتين أخريين في باخموت.

وتقود فاغنر محاولات روسيا للسيطرة على باخموت منذ الصيف الماضي فيما تعد أطول معركة بالحرب وأكثرها قتلى لكلا الجانبين.

وقال سيرهي تشيريفاتي، المتحدث باسم القيادة العسكرية الشرقية لأوكرانيا، إن "معارك دامية لم يسبق لها مثيل في العقود الماضية تدور وسط المنطقة الحضرية بالمدينة".

وأضاف في تصريحات لقناة 1+1 التليفزيونية: "جنودنا يبذلون قصارى جهدهم في معارك دموية وشرسة لتقويض القدرة القتالية (للعدو) وتحطيم معنوياته. يفعلون ذلك بنجاح كل يوم، وبكل ركن بهذه المدينة".

وقالت وزارة الدفاع الروسية إن وحدات فاغنر سيطرت على منطقتين في الضواحي الشمالية والجنوبية لمدينة باخموت. وأضافت أن وحدات مظلات الجيش الروسي تدعم ذلك التقدم بصد القوات الأوكرانية.

وقالت بريطانيا بتحديث مخابراتي الجمعة إن القوات الأوكرانية اضطرت للانسحاب من بعض الأراضي في مدينة باخموت مع شن روسيا هجوماً جديداً هناك بقصف مدفعي مكثف على مدى اليومين المنصرمين.

ولم يشر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في خطابه اليومي المصور السبت إلى باخموت، وكرر رغبة كييف بالانضمام إلى حلف الناتو بأقرب وقت ممكن. وقال إن أوكرانيا ستحتاج إلى ضمانات أمنية فاعلة قبل حدوث ذلك، لكنه لم يخض في تفاصيل.

قتلى في سلوفيانسك

أما في سلوفيانسك، فقد ارتفعت حصيلة قتلى قصف روسي على مبنى سكني في المدينة التي تقع شرق أوكرانيا، السبت إلى 11 قتيلاً.

وأعلنت فيرونيكا باخال المتحدثة باسم خدمة الطوارئ الأوكرانية لمنطقة دونيتسك الشرقية عبر التلفزيون أن "عدد ضحايا قصف سلوفيانسك ارتفع إلى 11 شخصاً".

وأسفر هذا الهجوم على المدينة الواقعة على بعد 45 كيلومتراً شمال غرب باخموت، عن إصابة 23 شخصاً آخرين، وفق المجلس البلدي في المدينة.

وذكرت السلطات الأوكرانية أن سلوفيانسك التي كان عدد سكانها قبل الحرب 22 ألف نسمة، استهدفت الجمعة بسبعة صواريخ روسية مضادة للطائرات من طراز S-300 ألحقت أضراراً بخمسة مبانٍ وخمسة منازل ومدرسة ومبنى إداري.

في أماكن أخرى في أوكرانيا، قتلت امرأتان السبت في قصف روسي على خيرسون جنوب البلاد، حسب ما أعلن رئيس الإدارة الرئاسية أندريي يرماك على تليغرام.

"تحقيق السلام"

على المستوى الدبلوماسي، دعا الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا الولايات المتحدة لوقف "تشجيع الحرب" في أوكرانيا وبدء "الحديث عن السلام" في ختام زيارة للصين أجرى خلالها تقارباً مع نظيره الصيني شي جينبينغ.

كما دعا الاتحاد الأوروبي إلى "بدء التحدث عن تحقيق السلام".

من جهته، أعلن زيلينسكي أنه ناقش مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون زيارة الأخير للصين حيث أثارت تصريحاته الأخيرة انتقادات في أوروبا والولايات المتحدة، إضافة إلى "الخطوات القادمة" لتنظيم قمة سلام.

وقال ماكرون الذي زار الصين الأسبوع الماضي في مقابلة نهاية الأسبوع إنّ أوروبا لا ينبغي أن تكون "تابعاً" لواشنطن أو بكين في ما يتعلق بقضية تايوان.

وتمسّك الرئيس الفرنسي بتصريحاته التي أثارت جدلاً قائلاً خلال زيارته لأمستردام الأربعاء إنّ التحالف مع الولايات المتحدة لا يعني "التبعية" لها.

دعم اقتصادي

في غضون ذلك قال وزير المالية الأوكراني سيرهي مارشينكو السبت إن حزمة دولية جديدة لدعم الاقتصاد بقيمة 115 مليار دولار تمنح أوكرانيا مزيداً من الثقة بقدرتها على الانتصار في مواجهة الهجوم العسكري الروسي.

وأضاف مارشينكو أن وزراء مالية دول مجموعة السبع أكدوا له خلال اجتماعات صندوق النقد الدولي والبنك الدولي هذا الأسبوع في واشنطن بأنهم سيدعمون أوكرانيا ما دام توجد حاجة إلى ذلك، في تحول عن العام الماضي، عندما مارسوا ضغوطاً على أوكرانيا للموافقة على إنهاء الحرب.

وأوضح أن التعهد الجديد بالدعم الاقتصادي، والذي انطلقت شرارته بقرض جديد من صندوق النقد الدولي بقيمة 15.6 مليار دولار على مدى أربع سنوات، يعد مهماً "للغاية" لأوكرانيا التي دخلت الآن عامها الثاني من الحرب.

وأضاف: "إنه (الدعم الاقتصادي) يساعدنا بشكل كبير لأنه يوفر اليقين بأن صندوق النقد الدولي ودول مجموعة السبع وداعمي أوكرانيا سيتدخلون بالمال لتلبية احتياجاتنا لمدة أربع سنوات.. وإذا عقدنا مقارنة باجتماعات الربيع الماضي فأنا على ثقة أكبر بأننا نستطيع الفوز في هذه الحرب".

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً