أوديسا تعرضت لقصف عنيف- صورة تعبيرية (AFP)
تابعنا

قال مسؤولون أوكرانيون الثلاثاء إن الجيش الروسي قصف جسراً استراتيجياً يربط منطقة أوديسا جنوباً برومانيا المجاورة.

قال أولكسندر كاميشين، رئيس شركة السكك الحديد الأوكرانية الحكومية، إن الجسر تضرر في الهجوم الصاروخي الذي شنته القوات الروسية اليوم الثلاثاء، وأضاف أنه لم تقع إصابات.

يأتي الهجوم الروسي في أعقاب سلسلة من الضربات على منشآت السكك الحديدية الرئيسية في أوكرانيا شنها الجيش الروسي يوم الاثنين.

وكان ضابط عسكري روسي رفيع المستوى زعم الأسبوع الماضي أن روسيا تهدف إلى السيطرة على جنوب أوكرانيا بالكامل وبناء ممر بري إلى منطقة ترانسنيستريا الانفصالية في مولدوفا، حيث تصاعد التوتر في الأيام الأخيرة.

في سياق متصل بالحرب الروسية، يهدف إرسال أعداد كبيرة من الأسلحة إلى أوكرانيا إلى إضعاف القوات الروسية ليس فقط على أرض المعركة الحالية، لكن أيضاً على المدى الطويل، حسب وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن وخبراء عسكريين.

وقد زودت الولايات المتحدة وفرنسا وجمهورية التشيك وحلفاء آخرون كييف بمئات من قطع المدفعية بعيدة المدى للمساعدة في التصدي للهجوم الروسي على دونباس.

وتأمل هذه الدول في أن يتمكن الجيش الأوكراني من تدمير القوة النارية الروسية في المواجهة القادمة بفضل دفاعاته المضادة للطائرات والطائرات المسيرة الهجومية والمعلومات الاستخباراتية التي يزوده بها الغرب.

واعتبر وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن من بولندا بعد زيارته كييف حيث التقى الرئيس فولوديمير زيلينسكي أن روسيا "فقدت بالفعل كثيراً من قدراتها العسكرية ومن قواتها، بصراحة. ونريد أن نراهم عاجزين عن إعادة بناء تلك القدرات بسرعة".

وأضاف "نريد أن نرى روسيا ضعيفة لدرجة أنها لم تعد قادرة على فعل الأشياء التي فعلتها من خلال الهجوم على أوكرانيا".

حرب استنزاف

حدث تغيير كبير في موقف واشنطن التي سعت في البداية إلى منع موسكو من الاستيلاء على العاصمة الأوكرانية والإطاحة بالحكومة.

لكن أداء القوات الأوكرانية كان أفضل بمساعدة الصواريخ المضادة للطائرات والدروع التي قدمتها الولايات المتحدة والحلفاء الأوروبيون، أجبرت الجيش الروسي على التراجع إلى شمال أوكرانيا، بعد ستة أسابيع من الهجوم الذي بدأ في 24 شباط/فبراير.

وتسيطر موسكو مع ذلك على أجزاء كبيرة من شرق وجنوب البلاد، ويبدو أنها تريد التقدم نحو الوسط من خلال إرسال المزيد من الجنود والمعدات.

لتحقيق ذلك، يخطط الجيش الروسي، بحسب خبراء، لصد الجزء الأكبر من القوات الأوكرانية عبر قصف بعيد المدى على أن يرسل بعد ذلك جنوده ودباباته لاحتلال الأرض.

ولمواجهة هذه الاستراتيجية، سترد أوكرانيا بالمدفعية المتفوقة المدعومة جواً لتقليل القوة النارية الروسية، حسبما أوضح اختصاصي المدفعية المدني مايك جاكوبسون، حسب وكالة الصحافة الفرنسية.

وأضاف جاكويسون قائلاً سنشهد "حرب استنزاف"، إذ يمكن لأوكرانيا إيقاف الروس بفضل المعدات الأكثر دقة والأطول مدى التي يوفرها حلفاؤها.

واوضح جاكوبسون: "أعتقد أن مدفعية أقوى ستقلل من قدرة الروس على مواصلة هذه المواجهة".

الاستفادة من إعادة الانتشار

وتعمل الولايات المتحدة وحلفاؤها على تسليم شحناتها بسرعة إلى أوكرانيا للاستفادة من بطء إعادة انتشار الجيش الروسي بعد الانتكاسات التي شهدها في شمال البلاد.

خلال الأسبوعين الماضيين، تسلم الجيش الأوكراني ما لا يقل عن 18 مدفع هاوتزر من أصل 90 تعهدت واشنطن بتقديمها له، ويجرى إرسال المزيد، وفقاً لمسؤول في البنتاغون.

وترسل باريس مدافع قيصر ذاتية الدفع الاكثر حداثة وترسل براغ من جانبها قذائف من طراز أقدم ولكنها ذاتية الدفع كذلك.

وشحنت كندا قطع مدفعية بالإضافة إلى قذائفها الموجهة من طراز Excalibur التي يمكنها التحليق لأكثر من 40 كيلومتراً قبل إصابة هدفها بدقة.

وقال مسؤول رفيع في البنتاغون إن "القتال بينهما في دونباس سيعتمد كثيراً على القصف بعيد المدى وخاصة المدفعية".

وأضاف "ولذلك نركز على تزويدهم بالمدفعية والطائرات المسيرة التكتيكية"، في إشارة إلى طائرات التفجير الانتحارية المحملة بمواد متفجرة والتي يمكن أن تطير لساعات قبل أن تصيب الهدف الروسي.

ومع ذلك، لا يمكن لأحد أن يؤكد أن عمليات التسليم هذه ستسمح لأوكرانيا بطرد الروس تماماً.

ويعتبر جاك وبسون أنه إذا فازت كييف في معركة المدفعية فإنها "ستجبر (روسيا) في النهاية إما على تصعيد النزاع أو التفاوض بواقعية" مشيراً إلى أن "روسيا ستغضب لكنها لن تهزم".

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً