قصف روسي مكثف على مدن أوكرانية.. وعسكريون يتوقعون توقف الهجوم على باخموت / صورة: AFP (AFP)
تابعنا

هاجمت طائرات مسيرة روسية مدناً أوكرانية وقصفت صواريخ بناية سكنية، لكن خبراء عسكريين أوكرانيين وبريطانيين توقعوا أن هجوماً برياً مستمراً منذ أشهر على باخموت شرقيّ البلاد قد يكون في سبيله لأن يتوقف بعد أن واجه مقاومة شرسة.

وشنّت القوات الروسية موجة من الضربات الجوية في شمال وجنوب أوكرانيا فيما كان الرئيس فلاديمير بوتين يودّع الزعيم الصيني شي جين بينغ أمس الأربعاء بعد زيارة لموسكو استمرت يومين.

لكن المقاومة الصلبة التي ينفّذها مدافعون أوكرانيون في باخموت، التي تشهد أكثر معارك المشاة دموية في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية، دفعت المخابرات العسكرية البريطانية إلى الاعتقاد بأن هجوم روسيا على المدينة قد يفقد زخمه.

وقالت وزارة الدفاع البريطانية في تحديث لنشرتها الاستخباراتية أمس الأربعاء إنه لا يزال هناك خطر من احتمال محاصرة القوات الأوكرانية في باخموت.

واتفقت هيئة الأركان العسكرية الأوكرانية على أن الإمكانيات الهجومية الروسية في باخموت آخذة في التراجع.

وفي إظهار للتحدِّي، نشر مكتب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مقطع فيديو له وهو يوزع ميداليات على القوات التي قال إنها بالقرب من خط المواجهة في باخموت.

وأصبحت باخموت هدفاً رئيسياً لموسكو التي تعتبر المدينة نقطة انطلاق نحو استكمال سيطرتها على منطقة دونباس شرقي أوكرانيا.

وقالت هيئة الأركان العامة للجيش الأوكراني في تقرير نشرته صباح اليوم الخميس: "يواصل العدو شنّ عمليات هجومية ويعاني خسائر فادحة ويفقد كمية كبيرة من الأسلحة والمعدات العسكرية".

وأضافت: "المدافعون الأوكرانيون يصدون عديداً من هجمات العدو على مدار الساعة في المناطق المجاورة لباخموت وبوهدانيفكا وبريدتشين"، موضحة أن عديداً من التجمعات السكنية بالقرب من خطّ التماس تَعرَّض للقصف.

وذكر الجيش الأوكراني أن 660 جندياً روسياً و13 دبابة ونظام دفاع جوي واحداً و11 ناقلة جند مدرعة دُمّرَت في اليوم السابق.

وخلال ليل الأربعاء دوت صفارات الإنذار في أنحاء متفرقة من العاصمة ومناطق من شمال أوكرانيا. وقال الجيش الأوكراني إنه أسقط 16 من أصل 21 طائرة انتحارية إيرانية الصنع من طراز شاهد.

وكافح أفراد الإطفاء حريقاً في مبنيين سكنيين متجاورين في مدينة زابوريجيا جنوبيّ أوكرانيا حيث قال مسؤولون إن شخصاً واحداً على الأقلّ لقي حتفه وأصيب 33 آخرون في هجوم صاروخي روسي مزدوج.

وقال أندري نيبيتوف، وهو قائد شرطة محلي، إن ثمانية أشخاص على الأقلّ لقوا حتفهم وأصيب سبعة في رجيشيف الواقعة على ضفاف نهر جنوبي العاصمة كييف بعد أن قصفت طائرة مسيرة اثنين من مساكن الطلاب الجامعيين وكلية.

وكتب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على تويتر: "يجب أن لا يصبح هذا (مجرد يوم آخر) في أوكرانيا أو في أي مكان آخر في العالم. يحتاج العالم إلى قدر أكبر من الوحدة والعزم على هزيمة الإرهاب الروسي بشكل أسرع وحماية الأرواح". وأرفق بالتغريدة مقطع فيديو التقطته كاميرا مراقبة يُظهِر انفجار مبنى.

وتناثر الزجاج والحطام والسيارات المهشمة في فناء ومرأب سيارات في زابوريجيا. ونقل عمال الطوارئ المصابين ومن لا يستطيعون السير.

وتقدر منظمات دولية أن تكلفة إعادة إعمار أوكرانيا ستصل إلى 411 مليار دولار، أي ما يزيد بنسبة 2.6 مرة على الناتج المحلي الإجمالي للبلاد العام الماضي.

الوحدة الصينية الروسية

في سياق منفصل شكلت استضافة الرئيس الصيني في موسكو هذا الأسبوع أكبر لفتة دبلوماسية يُقدِم عليها بوتين منذ أن أعلن الحرب قبل 13 شهراً وأصبح منبوذاً من الغرب.

وأشار كلا الزعيمين إلى الآخر بـ"الصديق العزيز"، وتَعهَّدا بالتعاون الاقتصادي، وأدانا الغرب، ووصفا العلاقات بينهما بأنها أفضل من أي وقت مضى.

وقال شي وهو يودّع بوتين: "والآن ثمة تغييرات لم تحدث في مئة عام. وعندما نكون معاً ندفع بهذه التغييرات قُدُماً".

وردّ عليه بوتين: "أتفق معك"، وقال له شي: "أرجوك أن تعتني بنفسك يا صديقي العزيز".

لكن التصريحات العلنية لم تتطرق بشكل ملحوظ إلى التفاصيل، ولم يأتِ شي على ذكر الصراع في أوكرانيا تقريباً طوال زيارته، بخلاف قوله إن الصين لديها "موقف محايد".

ودعا البيت الأبيض بكين إلى الضغط على روسيا للانسحاب. وانتقدت واشنطن توقيت زيارة شي التي تأتي بعد أيام من إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرة اعتقال بحق بوتين لاتهامات بارتكاب جرائم حرب.

واقترحت الصين خطة سلام لأوكرانيا رفضها الغرب إلى حد كبير ووصفها بأنها غامضة على أحسن تقدير، أما على أسوأ تقدير فقد اعتبرها حيلة لكسب الوقت حتى يعيد بوتين تنظيم صفوف قواته.

وتقول أوكرانيا إنه لا يمكن أن يتحقق السلام دون أن تنسحب روسيا من الأراضي المحتلة. وترى روسيا إنه ينبغي لكييف الإقرار بالحقائق على الأرض بعد إعلانها ضمّ قرابة خُمس الأراضي الأوكرانية إليها.

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً