الاتحاد الأوروبي يعقد قمة مع الصين الجمعة لحثها على ممارسة الضغط على روسيا بشأن الحرب في أوكرانيا (Olivier Matthys/AFP)
تابعنا

يعقد الاتحاد الأوروبي الجمعة قمة افتراضية مع الصين على خلفية القلق المتزايد من تقارب بكين المتواصل مع موسكو وإحجامها عن إدانة الهجوم الروسي على أوكرانيا.

وقال الوزير الفرنسي المكلف الشؤون الأوروبية كليمان بون: "سيركّز الاجتماع على الدور الذي نحث الصين على ممارسته، أي أن تكون إلى جانب مبادئ القانون الدولي دون غموض وأن تمارس كل التأثير والضغط الضروريين على روسيا".

وأعلنت روسيا هذا الأسبوع خلال محادثات في تركيا أنها تعتزم تقليص نشاطها العسكري في كييف وتشرنيهيف، لكن مسؤولين أمريكيين وأوكرانيين شككوا في ذلك وقالوا إن القوات الروسية تقوم بإعادة انتشار.

وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينكسي في خطاب ليل الخميس الجمعة: "هذا جزء من استراتيجيتهم". وحذّر من أن روسيا "تعزز انتشارها وتستعد لضربات قوية" في جنوب أوكرانيا، بما في ذلك ماريوبول المحاصرة.

وحذّرت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) الخميس من أن تركيز الجهود الحربية الروسية على دونباس في شرق أوكرانيا حيث ستواجه القوات الروسية وحدات أوكرانية متمرّسة، يُنذر بنزاع "طويل" الأمد.

ويرى خبراء عسكريون أن موسكو تخلّت عن خطة التقدم على عدّة جبهات في شمال وجنوب وشرق أوكرانيا في الآن عينه بسبب صعوبات واجهتها القوات الروسية أمام المقاومة الأوكرانية التي بدت أقوى ممّا كان متوقّعاً.

وحسب مسؤولين أمريكيين نقلت روسيا نحو 20% من جيوشها من محيط كييف بعد فشلها في الاستيلاء على العاصمة الأوكرانية.

وبعد أكثر من شهر على بداية الهجوم الروسي على أوكرانيا لا تزال مدينة ماريوبول الجنوبية محاصرة وتحت القصف المتواصل. وقُتل فيها أكثر من خمسة آلاف شخص، فيما لا يزال نحو 160 ألف مدني عالقاً.

وأكّد زعيم جمهورية الشيشان الروسية القوقازية رمضان قديروف الذي يقاتل الآلاف من رجاله في ماريوبول أن 90% إلى 95% من المدينة تحت السيطرة الروسية.

ونفذت مروحيتان أوكرانيتان ضربة على منشأة لتخزين الوقود في بلدة بلغورود بغرب روسيا، حسبما أعلن الحاكم الإقليمي الجمعة.

وكتب فياتشسلاف غلادكوف على تلغرام: "اندلع حريق في خزان الوقود بسبب ضربة جوية نفذتها مروحيتان عسكريتان أوكرانيتان دخلتا المنطقة الروسية على علو منخفض".

محاولات إجلاء

حسب وزارة الدفاع البريطانية فإن "معارك كثيفة تتواصل في ماريوبول" لكن الأوكرانيين "يحافظون على سيطرتهم على وسط المدينة".

ومن المقرر أن تحصل عملية إجلاء الجمعة. ولفتت بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في أوكرانيا على تويتر إلى أنها في مدينة زابوريجيا المجاورة التي من المفترض أن تصل الحافلات القادمة من ماريوبول إليها.

وكانت الحكومة الأوكرانية قد أعلنت إرسالها عشرات الحافلات باتجاه ماريوبول، فيما أعلنت الحكومة المحلية عبر تلغرام عن إمكانية التوجه صباح الجمعة إلى مدينة بيرديانسك المجاورة.

ووصف الأشخاص الذين تمكنوا من مغادرة المدينة المحاصرة والمنظمات غير الحكومية ظروف الرحيل بأنها كارثية، بحيث يتحصن المدنيون في الأقبية ويحرمون الماء والطعام والاتصالات، فيما الجثث منتشرة في الشوارع.

وتتهم البلدية موسكو بإجلاء أكثر من 20 ألف شخص "رغماً عنهم" إلى روسيا.

وعلى المستوى الدبلوماسي يسعى الاتحاد الأوروبي إلى إقناع الصين بالتخلي عن مساعدة موسكو في مواجهة العقوبات الغربية، خلال قمة افتراضية الجمعة مع بكين.

الغاز الروسي مقابل الروبل

من جهتها كتبت رئيسة البرلمان الأوروبي المالطية روبرتا ميتسولا ليل الخميس على تويتر أنها "بطريقها إلى أوكرانيا"، لتصبح بذلك أولى القادة الأوروبيين الذين يزورون أوكرانيا منذ بداية الهجوم الروسي عليها 24 فبراير/شباط.

وكان بوتين قد هدّد سابقاً بأنه سيمنع دخول القادة الأوروبيين ومعظم النواب الأوروبيين إلى الأراضي الروسية، رداً على العقوبات المفروضة على موسكو.

وأعلن الخميس أن على الدول "غير الصديقة" أن تدفع ثمن واردات الغاز اعتباراً من الجمعة بالروبل من حسابات في روسيا تحت طائلة قطع الإمدادات عنها، وهو إجراء يمس بصورة خاصة بلدان الاتحاد الأوروبي.

غير أن سعر الغاز يبقى بالعملة المنصوص عليها في العقود، وهي في غالب الأحيان اليورو أو الدولار، حسبما قال المستشار الألماني أولاف شولتس.

وقال بوتين في تصريحات بثها التلفزيون بعد توقيع مرسوم بهذا الصدد، إن على الأوروبيين ودول أخرى تعتبر "غير صديقة" "فتح حسابات بالروبل في مصارف روسية.

ستُسدد المدفوعات من هذه الحسابات مقابل عمليات تسليم الغاز اعتباراً من يوم غد، الأول من أبريل/نيسان".

ويوكل المرسوم العمليات إلى بنك غازبروم المتفرع عن مجموعة الغاز العملاقة.

وفي هذا السياق قال وزير الاقتصاد الفرنسي برونو لو مير خلال زيارة إلى برلين إن فرنسا وألمانيا "تستعدّان" لوقف محتمل لاستيراد الغاز الروسي.

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً