نشر فرق من وزارة الثقافة التركية فور وقوع الزلزال لبدء تقييمات شاملة للأضرار وتأمين القطع الأثرية / صورة: AA (AA)
تابعنا

بينما كانت الأرض ترتجف من تحته كان التمثال النصفي للملك الحثي سوبيلوليوما الذي يبلغ عمره 3000 عام يقف ثابتاً على قاعدته في متحف هاطاي للآثار.

في الخارج عبر 11 محافظة وفي سوريا المجاورة تحولت البلدات والمدن إلى أنقاض في الزلزالين المتعاقبين في 6 فبراير/شباط الماضي.

ونجا التمثال من الزلزالين لكن قطعاً أثرية وآثاراً أخرى ذات أهمية تاريخية وأثرية لم تنجُ.

ومع تلاشي الغبار من فوق المنطقة المنكوبة يصنف الخبراء الخسائر ويشرعون باستعادة القطع الأثرية والآثار المتضررة.

وقال يحيى كوسكون من المديرية العامة للتراث الثقافي والمتاحف في تركيا لـTRT World: "المنطقة المتضررة من الزلازل موطن لمناطق مهمة بشكل استثنائي كانت مأهولة بالسكان... منذ العصر الحجري".

كلام كوسكون يعني أن تاريخ البشرية في المنطقة يعود إلى 10000 سنة قبل الميلاد، مما يجعلها موطناً لحضارات متنوعة ومواقع تاريخية وتراكم ثقافي هائل.

وحسب كوسكون تعرض بعض المتاحف الـ29 في المنطقة المتضررة من الزلزال لأضرار مادية، لكن لم ينهر أي منها، وكانت القطع الأثرية بحالة جيدة.

وتعرّض متحف هاطاي للآثار الذي يستضيف أكبر معرض للفسيفساء في العالم لأضرار جزئية. ومنذ ذلك الحين جرى تركيب كاميرات تعمل بالطاقة الشمسية ونُشر أفراد الأمن لمنع السرقة المحتملة.

ونُشرت فرق من وزارة الثقافة التركية في المنطقة فور وقوع الزلزال لبدء تقييمات شاملة للأضرار وتأمين القطع الأثرية وسط استمرار توابع الزلزال.

قال كوسكون: "كان أصدقاؤنا العاملون في المنطقة في الخدمة منذ اللحظة الأولى. هرع كثيرون إلى متاحفهم دون التحقق من منازلهم أولاً".

ووفقاً لكوسكون فإن أكثر من 500 خبير من مختلف المجالات موجودون حالياً على الأرض، ولا تزال جهود تقييم الأضرار جارية، رغم اكتمال العمليات الأولية في نهاية الأسبوع الأول بعد الزلازل.

كما يجرى إنشاء مجلس علمي ولجنة استشارية لاستعادة التراث الثقافي المسجل، لا سيما في أنطاكيا، وهي واحدة من أكثر المناطق التركية ثراءً ثقافياً، حيث كانت تقع مدينة أنطاكيا الهلنستية القديمة.

ويضيف كوسكون: "هدفنا إعادة بناء كل نصب مدمر وإصلاح الآثار المتضررة بتوجيه من اللجنة العلمية".

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً