زادت معدلات رفض تأشيرات شنغن للمواطنين الأتراك خمسة أضعاف تقريباً منذ عام 2014. (Others)
تابعنا

خلال عام 2021 وحده، رفضت دول أوروبا نحو 157 ألف طلب للحصول على تأشيرات من مغاربة بنسبة 27.6% من إجمالي الطلبات، وفق موقع "فيزا شنغن إنفو" المختص بمعلومات تأشيرات أوروبا.

وأفاد الموقع، في 13 فبراير/شباط الماضي، بأن المغرب الخامس بين أكثر الدول طلباً لتأشيرات أوروبا، لكنه سجّل أعلى معدل رفض بينها بنسبة 27.6%، فيما تتراوح نسبة الرفض لمواطني البلدان الأربعة بين 2.7 و16.9%.

أسباب سياسية

ويرى حقوقي مغربي أن أوروبا تتخذ التأشيرات كورقة ضغط للحصول على امتيازات سياسية واقتصادية، ضمن صراع القوى العالمية لا سيما بين فرنسا من جهة، الأكثر رفضاً لطلبات المغاربة، والصين من جهة أخرى.

وقال عزيز غالي، رئيس الجمعية المغربية لحقوق الإنسان (أكبر جمعية حقوقية غير حكومية في البلاد)، إن "مسألة التأشيرات كانت متوقعة منذ بداية صعود اليمين بمجموعة من الدول الأوروبية (بينها إيطاليا والسويد وبولندا)".

وفي حديث للأناضول، أوضح غالي، أن "الحرب ضد التأشيرات (للمغاربة) لإرضاء الأوروبيين كانت واضحة، وتصاعدت الظاهرة بشكل كبير في الآونة الأخيرة".

وتابع: "مسألة التأشيرات تدخل في ميزان سياسات الأحزاب الأوروبية من جهة، فضلاً عن فقدان أوروبا لكثير من مواقعها على الصعيد الدولي، ومحاولتها أن تبين أنها قوة كبيرة ما زالت مرغوبة من مجموعة أفراد من جهة ثانية".

أسباب اقتصادية

وتشمل الأسباب الدافعة في قضية منع التأشيرات، وفق غالي، أن "أوروبا بدأت طرح هذه القضية، بالنظر إلى المنافسة الاقتصادية الكبيرة التي باتت تتعرض لها، وتتخذ القضية كورقة ضغط على عدد من الدول كالمغرب".

ومن المشروعات التي تهتم بها أوروبا، قال غالي: "التنافس على من يظفر بمشروع القطار الفائق السرعة ما بين أكادير (وسط المغرب) والدار البيضاء (شمال)، بين الصين وفرنسا".

وأضاف أن "باريس تعلم مدى ارتباط المغاربة بفرنسا وتحاول الضغط على المغرب، من خلال هذا الملف".

وحسب غالي، فإن "منظومة التعليم بالمغرب فرنكفونية (ناطقة بالفرنسية)، ويرتبط مصير عدد كبير من الطلاب بفرنسا لإكمال دراستهم العليا، لذلك تحاول فرنسا استغلال التأشيرات للضغط على العائلات لتحقيق مصالح اقتصادية".

ووفق إحصائية أصدرها موقع “فيزا شينغن” في 21 فبراير/شباط الجاري، أنفق المغاربة 3 ملايين يورو (نحو 3 ملايين و185 ألف دولار) في 2021، في طلبات تأشيرة الدخول إلى دول الاتحاد الأوروبي من دون أن يحصلوا عليها.

كيف ردّ المغرب؟

وعن الرد المتوقع من المغرب تجاه التصرف الأوروبي، قال غالي إن "الجمعية (المغربية لحقوق الإنسان) تطالب الحكومة بالمعاملة بالمثل تجاه فرنسا، وهو ما يترجم سيادة الدولة".

وأضاف أن "الجمعية توصلت إلى نحو 800 شكاية لمواطنين رفضت ألمانيا، وبولونيا طلبهم، بينهم 60 مغربياً نجحوا في الحصول على عمل في شركات هناك، وبعضهم قدم استقالته (في المغرب) لكن الحصول على مواعيد مغلق".

وأعلنت فرنسا في 28 سبتمبر/أيلول الماضي، تشديد شروط منح التأشيرات لمواطني المغرب والجزائر وتونس، لرفض دولهم "إصدار تصاريح قنصلية لازمة لاستعادة مهاجرين فرنسيين".

وفي اليوم نفسه، وصف وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة الموقف الفرنسي بأنه "غير مبرر"، موضحاً أنه جاء بسبب مسألة الهجرة، وتسهيل الرباط عودة مغاربة مقيمين في فرنسا (بشكل غير قانوني) إلى بلادهم.

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً