مطارات الولايات المتحدة بدأت في اتخاذ عدد من التدابير الأمنية المشددة بعد هجمات 11 سبتمبر/أيلول (Getty Images)
تابعنا

تحل هذه الأيام الذكرى السنوية العشرين لهجمات 11 سبتمبر/أيلول التي تغيّر الكثير بعدها سواءً في تعريف الأمن أو الإرهاب أو خريطة القوى الدولية. ومن أهم الأشياء التي تغيّرت في عالم ما بعد 11 سبتمبر/أيلول كان طبيعة السفر داخلياً كان أو خارجياً.

وأشار تقرير مطوّل لـCNN إلى أنه قبل 11 سبتمبر/أيلول 2011، كان يمكن للمسافرين الداخليين في الولايات المتحدة "الوصول إلى المطار قبل 20 دقيقة من موعد الرحلة والتنزه مباشرة إلى بوابة الطائرة. ربما يأتي شريكك ليودعك متجاوزاً الحواجز الأمنية بسهولة. وقد لا يكون لديك بطاقة هوية تحمل صورة في حقيبة يدك، ولكنك تحمل في حقيبتك شفرات حادة وسوائل".

وينقل التقرير ما كتبه المؤرخ جيمس مان عام 2018، حول الكيفية التي جعلت بها هجمات 11 سبتمبر/أيلول التي أودت بحياة نحو 3 آلاف أمريكي، "الولايات المتحدة أمة مهووسة بحماية أمنها".

كشف الهويات

وبعد تمكّن بعض خاطفي الطائرات في هجمات 11 سبتمبر/أيلول من الصعود على متن رحلات جوية من دون إظهار بطاقات هوية مناسبة، تقرر ضرورة التحقق من الهويات سارية المفعول لجميع الركاب الذين تبلغ أعمارهم 18 عاماً من أجل السفر، حتى على الرحلات الداخلية.

ويمكن للمطارات اليوم طلب التحقق من هويات الركاب أو الموظفين في أي وقت للتأكد من تطابقها مع التفاصيل الموجودة على بطاقة الصعود إلى الطائرة.

وفيما كان لدى الحكومة الفيدرالية الأمريكية قبل الهجمات، قائمة صغيرة من الأشخاص الذين يعتبرون خطراً محتملاً على السفر الجوي. ومع ذلك، فإن ما نعرفه اليوم باسم قائمة حظر الطيران وهي مجموعة فرعية من قاعدة بيانات فحص الإرهابيين تشير إلى الأشخاص الممنوعين من ركوب الطائرات التجارية للسفر إلى الولايات المتحدة وخارجها وداخلها، وهي قائمة معقدة طُوِّرت بعد الهجمات.

وفي جميع أنحاء العالم، أصبحت الدول أكثر صرامة في عمليات التحقق من الهوية والفحص الأمني ​​ونسخها الخاصة من قوائم حظر الطيران. ففي 2002 قدّم الاتحاد الأوروبي لائحة تطالب شركات الطيران بتأكيد أن الراكب على متن الطائرة هو نفس الشخص الذي سجّل أمتعته، ممَّا يعني التحقق من الهوية عند تسجيل الأمتعة وعند الصعود إلى متن الطائرة. وفي وقت لاحق، بدأ العمل باعتماد تعريفات بصمات الأصابع ومسح شبكية العين وقزحيتها من قِبل بعض البلدان.

إدارة أمن النقل

قبل هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001، كانت المراجعات والفحوص الأمنية في المطارات الأمريكية بسيطة للغاية، وكانت في الأغلب موكلة إلى شركات أمن خاصة تعيّنها المطارات وشركات الطيران.

أمّا بعد الهجمات وكجزء من قانون الأمن الجديد في الولايات المتحدة، فقد أُنشِئت إدارة أمن النقل (TSA) في نوفمبر/تشرين الثاني 2001، كهيئة تابعة لوزارة الأمن الداخلي، وأصبحت مسؤولة عن جميع الوظائف الأمنية لسلطة الطيران الفيدرالية (FAA) وشركات الطيران والمطارات الأمريكية.

وبنهاية 2002 كانت الإدارة قد عيّنت بالفعل ما يقرب من 60 ألف موظف، كما أشار مايكل بي سي سميث من TSA، حسب تقرير CNN.

ويوضح شون أوكيف الرئيس السابق لشركة الطيران "إيرباص" ونائب مدير مكتب الإدارة والميزانية في إدارة جورج دبليو بوش، أن إنشاء الإدارة وتشغيلها كانا يشكّلان "تحدياً هائلاً في ذلك الوقت بكل ما تطلبه الأمر من تعيين كوادر جديدة من قوات الأمن، وآلاف المهنيين المدربين".

وأضاف في تصريحات لـCNN، أن الأمر "لم يكن خالياً من العيوب"، وكانت هناك العديد من الأخطاء في البداية.

وبشكل مختصر جداً، يمكننا القول إن السفر سواء إلى الولايات المتحدة أو منها أو حتى إلى أي دولة أخرى، كان أسهل كثيراً قبل هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001، التي تغيّر العالم بعدها على مستويات عدة.

TRT عربي
الأكثر تداولاً