حدّت أوكرانيا من إمدادات الكهرباء للسكان والشركات بسبب تعرض المحطات للقصف الروسي (AFP)
تابعنا

أعربت أوكرانيا عن قلقها من احتمال فتح جبهة جديدة في الشمال من بيلاروس، في الوقت الذي تواجه فيه القوات الروسية في الجنوب والشرق.

واتهم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في كلمة ألقاها عن بُعد أمام المجلس الأوروبي، روسيا التي تعاني هزائم على الجبهة منذ سبتمبر/أيلول، بتحويل شبكة الكهرباء الأوكرانية إلى "ساحة معركة" عبر استهدافها بضربات جوية لشلّ البلاد مع اقتراب فصل الشتاء.

ودعا زيلينسكي الدول الأوروبية لتزويد كييف دفاعات جوية أكثر تطوراً وفرض مزيد من العقوبات الاقتصادية على موسكو.

واتهم الرئيس الأوكراني مساء الخميس الروس بتلغيم سدّ محطة لتوليد الطاقة الكهرومائية في منطقة خيرسون بجنوب أوكرانيا التي تسيطر عليها قوات موسكو.

وقال زيلينسكي في خطابه اليومي الذي ينشر على شبكات التواصل الاجتماعي: "وفقاً لمعلوماتنا، لغّم إرهابيون روس وحدات محطة كاخوفكا للطاقة الكهرومائية وسدّها".

وأضاف الرئيس الأوكراني: "في حالة تدمير السدّ... ستختفي قناة شمال القرم" وستكون "كارثة واسعة النطاق".

كما أعرب عسكريون أوكرانيون الخميس عن خشيتهم أن تفتح موسكو جبهة جديدة في الشمال من بيلاروس، ما قد يهدد طرق نقل الأسلحة الغربية.

وقال أوليكسي غروموف نائب رئيس الأركان العامة الأوكرانية خلال إحاطة صحفية إن "خطر استئناف الهجوم على الجبهة الشمالية من قبل القوات المسلحة للاتحاد الروسي يتزايد".

وأضاف أن أي هجوم جديد قد يستهدف بشكل أكبر غربي أوكرانيا "لقطع الشرايين اللوجستية الرئيسية لتزويد أوكرانيا بالأسلحة والمعدات العسكرية".

وأكد زيلينسكي في هذا السياق أمام المجلس الأوروبي أن الاقتراح الأوكراني بنشر بعثة مراقبة دولية على الحدود بين أوكرانيا وبيلاروس "يزداد أهمية كل يوم".

يأتي ذلك في وقت انتقد الرئيس الأمريكي جو بايدن الحزب الجمهوري مساء الخميس، متهماً إياه بالرغبة في تقليص الدعم المالي الأمريكي لأوكرانيا حال فوز الحزب بالانتخابات التشريعية في نوفمبر/تشرين الثاني.

وقال بايدن خلال جولة له في ولاية بنسلفانيا التي تعدّ محورية في انتخابات التجديد النصفي: "يقولون إنهم إذا فازوا فمن المحتمل ألا يستمروا في تمويل أوكرانيا".

وتابع: "هؤلاء الناس لا يفهمون. هذا يتجاوز أوكرانيا. هذه أوروبا الشرقية. هذا الناتو"، مضيفاً أن الجمهوريين "ليس لديهم أي فهم للسياسة الخارجية الأمريكية".

استهداف شبكة الكهرباء

بعد موجات عدة من الضربات الروسية على بنيتها التحتية، حدّت أوكرانيا الخميس من إمداد الكهرباء للسكان والشركات لا سيما في كييف.

وفي العاصمة الأوكرانية حضّ رئيس البلدية فيتالي كليتشكو الشركات والمتاجر والمقاهي والمطاعم على "التوفير قدر الإمكان" في الإضاءة والإعلانات المضيئة.

وقالت شركة تشيرنيفتسيوبلينيرغو في بيان إنه جرى فرض قيود على استهلاك الكهرباء خصوصاً في منطقتَي لفيف وتشرنيفتسي.

إجبار الناس على الهجرة

وفي هذا الصدد أشار زيلينسكي إلى أن روسيا تهاجم محطات الطاقة الأوكرانية لإجبار الناس على مغادرة ديارهم والتوجه غرباً إلى دول الاتحاد الأوروبي.

وقال زيلينسكي في وقت سابق هذا الأسبوع إن روسيا دمرت بالفعل نحو ثلث محطات الكهرباء في بلاده، مما تسبب في انقطاع الكهرباء والمياه مع اقتراب فصل الشتاء. وأمرت كييف بفرض قيود على استهلاك الطاقة على مستوى البلاد لأول مرة الخميس.

وتقول الأمم المتحدة إن 7.7 مليون أوكراني، أي ما يقرب من 19% من تعداد السكان قبل الحرب، يعيشون الآن في أنحاء أوروبا بعد فرارهم في أعقاب الهجوم في 24 فبراير/شباط.

وقال زيلينسكي في تصريحات عبر الفيديو أمام قمة للاتحاد الأوروبي: "تثير روسيا موجة جديدة من هجرة الأوكرانيين إلى دول الاتحاد الأوروبي". وأصدر مكتب زيلينسكي تسجيلاً لتصريحاته.

وقال الرئيس الأوكراني: "الإرهاب الروسي ضد منشآت الطاقة لدينا يهدف إلى خلق أكبر عدد ممكن من مشكلات الكهرباء والتدفئة لأوكرانيا خلال الخريف والشتاء هذا العام، حتى يتوجه المزيد من الأوكرانيين إلى الدول الأوروبية".

وأضاف أنه رداً على ذلك يتعين على الدول المتحالفة توفير مزيد من الأنظمة المضادة للطائرات وفرض عقوبات إضافية على إيران التي تنتج بعض الطائرات المُسيرة التي تستخدمها موسكو.

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً