وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي مع الرئيس الأوكراني في كييف على هامش اجتماع الاتحاد / صورة: Reuters (Reuters)
تابعنا

جدد وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي دعمهم الراسخ لأوكرانيا، الاثنين، وذلك خلال اجتماع عُقد في العاصمة الأوكرانية كييف، لتكون المرة الأولى التي يجري فيها الاجتماع خارج حدود دول الاتحاد.

ويأتي الاجتماع في ظل تصاعد الخلافات بين الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي حول الدعم الموجه لمساندة كييف، وقرار الكونغرس الأمريكياستبعد فيه التمويل لأوكرانيا من اتفاق إنفاق طارئ توصل إليه مطلع الأسبوع لتجنب الإغلاق الحكومي، بالإضافة إلى نتيجة الانتخابات السلوفاكية.

وقال مسؤول الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل في بيان على وسائل التواصل الاجتماعي "نعقد اجتماعاً تاريخياً لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي هنا في أوكرانيا، الدولة المرشحة والعضو المقبل في الاتحاد الأوروبي".

وأضاف "لكن للأسف، كانت هذه المرة الأولى التي يجتمع فيها وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في بلد في حالة حرب".

وأضاف أن الهدف من الاجتماع هو "التعبير عن تضامننا ودعمنا للشعب الأوكراني"، مقرّاً بأن الاجتماع "لا يهدف إلى التوصل إلى نتائج وقرارات ملموسة".

وقال الرئيس فولوديمير زيلينسكي للوزراء الأوروبيين في بيان إن مدة الحرب التي دخلت الآن شهرها العشرين، ستتوقّف تماماً على الدعم الذي تتلقاه أوكرانيا من حلفائها.

ومن أجل إنهاء الحرب بسرعة، حضّ زيلينسكي الاتحاد الأوروبي على توسيع نظام عقوباته على روسيا وإيران التي زودت القوات الروسية طائرات مُسيّرة هجومية.

ودعا أيضاً إلى "تسريع" عمل الكتلة لتوجيه "الأصول الروسية المجمدة لتمويل إعادة بناء أوكرانيا التي دمّرتها الحرب".

قلق أوكراني وتأكيد أوروبي

وتصاعدت مخاوف كييف من ظهور تصدعات داخل الاتحاد بشأن دعم المجهود الحربي في مواجهة روسيا.

ولم يشارك وزراء خارجية المجر وبولندا ولاتفيا في القمة، وفق ما أفادت به مصادر من الحكومة الأوكرانية، موضحاً أن ممثلي بولندا ولاتفيا تغيبا بسبب المرض.

وسببت قضية تدفقات الحبوب الأوكرانية إلى أسواق دول أوروبية توتراً ما بين كييف وهذه الدول.

وقال وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا الاثنين، إن الكرملين يعمل على إحداث انقسامات بين حلفاء كييف، وحضّهم على التوحد في مواجهة الضغوط الروسية.

وقال كوليبا خلال مؤتمر صحافي مع بوريل إن "أكبر توقعات (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين تحديداً أن الغرب والعالم سيتعبان من الوقوف بجانب أوكرانيا في هذه الحرب. توجّه روسيا موارد ضخمة لهذا الهدف".

وأضاف "يجب أن لا نماشيهم"، مشيراً إلى أن "زيارة اليوم هدفها ليس رمزياً.. إنها أداة ملموسة لمواجهة الخطابات حول ما يسمى الافتقار إلى الوحدة".

من جانب آخر، تطرّقت وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا إلى المخاوف المرتبطة بتراجع الدعم، قائلة إن الاجتماع كان تنويهاً لموسكو بأن الكتلة مصممة على دعم أوكرانيا على المدى الطويل.

وقالت لصحافيين "إنه دليل على دعمنا الراسخ والدائم لأوكرانيا، حتى تنتصر".

وفي سلوفاكيا، فاز رئيس الوزراء السابق الموالي لروسيا روبرت فيتسو بالانتخابات أمس الأحد، وقال فيتسو في مؤتمر صحفي بعد فوزه "لن نغير موقفنا الثابت بالاستعداد لمساعدة أوكرانيا إنسانيا.. مستعدون للمساعدة في إعادة الإعمار لكنكم تعرفون رأينا في مسألة تسليح أوكرانيا".

وقال كوليبا عن ذلك "أعتقد أن من السابق لأوانه إصدار حكم حول كيفية تأثير تلك الانتخابات على الدعم لأوكرانيا.. سننتظر لحين تشكل الائتلاف".

وتوقع الكرملين، الاثنين، أن التعب من دعم أوكرانيا "سيتزايد".

وردت الناطقة باسم البيت الأبيض كارين جان بيار "إذا كان بوتين يعتقد أنه يستطيع الصمود أكثر منا فهو مخطئ"، مضيفة أن هناك تحالفاً غربياً كبيراً يدعم أوكرانيا ضد الغزو الروسي.

من جانبها دعت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك إلى وضع استراتيجية لحماية أوكرانيا من تبعات الضربات الروسية على شبكة الطاقة الأوكرانية في الأشهر المقبلة مع انخفاض درجات الحرارة.

وقالت في كييف "أوكرانيا تحتاج إلى خطة حماية في الشتاء تشمل دفاعاً جوياً ومولدات وتعزيز إمدادات الطاقة".

على صعيد آخر، دعا كوليبا إلى دعم الاتحاد الأوروبي لاستئناف الصادرات المنتظمة للحبوب عبر البحر الأسود.

وتطالب أوكرانيا بدعم إنشاء طريق بحري منذ أوقفت موسكو العمل باتفاق يضمن مروراً آمناً لصادرات الحبوب في البحر الأسود في يوليو/تموز.

وقال كوليبا "يمكن إنشاء ممر بحري تصدّر أوكرانيا عبره الحبوب إلى العالم بدون مشاركة روسيا، لقد أثبتنا ذلك من قبل".

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً