جاء ذلك في كلمة الأمير تميم خلال الجلسة الافتتاحية لاجتماعات الدورة الـ79 للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، التي تستمر حتى نهاية سبتمبر/أيلول الجاري.
وقال أمير قطر إنه "لا شريك (إسرائيلي) للسلام في ظل الحكومة الإسرائيلية الحالية (برئاسة بنيامين نتنياهو)"، مؤكداً أنه "لا معنى للحديث عن الأمن والسلام والاستقرار بالعالم ما لم ترافقه خطوات عملية تقود لوقف الحرب (الإسرائيلية على غزة المستمرة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023)".
وانتقد العدوان الإسرائيلي على جنوب لبنان، مضيفاً: "أوقفوا العدوان على غزة، أوقفوا الحرب على لبنان"، مضيفاً: "تشن إسرائيل حالياً حرباً على لبنان ولا أحد يعلم إلى أي حد يمكن أن تتدهور هذه الحرب".
الوساطة مستمرة
وأوضح أمير قطر في خطابه أن الحرب الإسرائيلية على غزة "ليست حرباً بمفهوم الحرب المعروف والمتداول في العلاقات الدولية، بل هي جريمة إبادة بأحدث الأسلحة لشعب محاصر في معسكر اعتقال لا مهرب فيه من وابل القنابل الذي تلقيه الطائرات".
وأعرب عن أسفه لـ"فشل مجلس الأمن في تنفيذ قراره بوقف إطلاق النار في قطاع غزة (صادر في يونيو/حزيران الماضي)، أو يمتنع (في أبريل/نيسان الماضي) عن منح دولة فلسطين العضوية الكاملة في الأمم المتحدة على الرغم من اعتماد الجمعية العامة في شهر (مايو/أيار الماضي) قراراً يدعم طلب فلسطين لهذه العضوية".
وبشأن وساطة بلاده في مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة، قال الأمير القطري إنها "خيارنا الاستراتيجي، وسنواصل بذل الجهود رغم التشكيك والاتهامات (الإسرائيلية) حتى وقف إطلاق النار الدائم (بقطاع غزة)".
وأكد أن "الكثيرين تناسوا أن (رئيس المكتب السياسي السابق لحركة حماس) إسماعيل هنية الذي اغتيل (في طهران في يوليو/تموز الماضي بإيران)، لم يكن القائد السياسي لحركة حماس فحسب، بل كان أيضاً أول رئيس وزراء فلسطيني منتخب".
ويشن جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ صباح الاثنين، هجوماً هو "الأعنف والأوسع" على لبنان منذ بدء المواجهات مع "حزب الله" قبل نحو عام، أسفر عن 558 قتيلاً بينهم 50 طفلاً و94 امرأة، و1835 جريحاً، وفق أحدث بيانات وزارة الصحة اللبنانية.
في المقابل، يستمر انطلاق صفارات الإنذار شمال إسرائيل قرب الحدود مع لبنان، إثر إطلاق "حزب الله" عشرات الصواريخ على مواقع عسكرية ومستوطنات.
ومنذ 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تتبادل فصائل لبنانية وفلسطينية في لبنان، أبرزها "حزب الله"، مع الجيش الإسرائيلي قصفاً يومياً عبر "الخط الأزرق" الفاصل، أسفر عن مئات بين قتيل وجريح معظمهم بالجانب اللبناني.
وتطالب هذه الفصائل بإنهاء الحرب التي تشنها إسرائيل بدعم أمريكي على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول، وخلّفت أكثر من 137 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.