عقب الزلازل وجهت وزارة الصحة التركية العديد من المصابين والمنتشلَين من تحت الأنقاض إلى أطباء ومتخصصين نفسيين  / صورة: AA (AA)
تابعنا

نُقل 410 أشخاص من مصابي الزلازل من الولايات المتضررة إلى مستشفى أتاتورك بجامعة كاتب تشلبي، بولاية إزمير التركية لتلقّي الرعاية الصحية في أقسام العناية المركزة وجراحة العظام وأمراض الكلى والصدر والقلب والأوعية الدموية.

في الوقت ذاته يعمل المختصون في عيادات الطب النفسي بالمستشفى على محو آثار الصدمات النفسية لدى العديد من الناجين، والتي تظهر على شكل أعراض حزن وتوتر شديد وغضب ويأس.

يقول رئيس الأطباء بالمستشفى أورخان كوك آلب، لمراسل وكالة الأناضول، إن بعض المرضى خرجوا بعد تلقيهم الرعاية اللازمة واستقرت حالتهم الصحية.

ويشير إلى أن المشكلة الرئيسية لمعظم المرضى هي الصدمة النفسية التي تعرضوا لها خلال الكارثة، موضحاً أن المتخصصين النفسيين في المستشفى يعلقون أهمية كبيرة على جهود العلاج النفسي لضحايا الزلزال.

صدمات نفسية

وأوضح كوك آلب أنهم استقبلوا مصابين يعانون من كسور في الساق أو إصابات في القفص الصدري وصدمات في الرأس، مشيراً إلى أن "تلك الإصابات حفّزت أمراضاً أخرى موجودة لديهم مثل أمراض الرئة أو القلب".

ولا يزال لدينا 5 مصابين يتلقون الرعاية الطبية في وحدات العناية المركزة.

ويتابع “يومياً أقابل المرضى والمصابين ممن يعانون صدمات جسدية تعرضوا لها بسبب الزلزال، لكنهم في الوقت عينه يعانون أيضاً من صدمة نفسية شديدة، فقدوا أحباءهم لذا فهم حزينون، وقلقون للغاية من الحاضر والمستقبل“.

ولفت كوك آلب إلى أن وزارة الصحة التركية وجهت العديد من المصابين والمنتشلَين من تحت الأنقاض إلى أطباء ومتخصصين نفسيين من أجل تلقي الرعاية اللازمة.

ويستطرد: "لدينا في مستشفى أتاتورك الجامعي عيادات وأقسام لتوفير الدعم النفسي، حيث يجري فحص المصابين المنقولين من المناطق المتضررة بجانب استقبالنا لأي مريض في هذه الفترة دون الحاجة لأي موعد مسبق".

طلب الدعم

يقول كوك آلب إن الأشخاص المصابين بصدمات نفسية جراء الزلازل يشعرون بتوتر مستمر، وينزعجون حتى من أدنى صوت يصدر "بما في ذلك صرير السرير".

"هؤلاء المصابون يشعرون بشكل مستمر أن زلزالاً ما سيحدث قريباً وأنهم سيعيشون المأساة والكارثة مرة أخرى".

ويضيف كوك آلب "حتى أن هناك مرضى يريدون الخروج من المستشفى بسبب ارتفاع طوابقه، ويعبرون عن رغبتهم في العيش على أرصفة الطرقات".

ويتابع: "القلق من الزلازل مرتفع للغاية، فالمصابون عندنا لا يريدون حتى البقاء في المستشفى".

ويقول المسؤول إن "جميع أفراد المجتمع، وبينهم الناجون من الكارثة، يشعرون بالحزن الشديد على ضحايا الزلزال".

ومقدماً نصائحه إلى الجميع، يقول كوك آلب "إذا بدأت مشاعر القلق التأثير على سير الحياة اليومية فإن أفضل طريقة للتعامل مع مشاعر الحزن هو طلب الدعم النفسي".

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً