شارع المعز لدين الله الفاطمي هو "أكبر متحف مفتوح للآثار الإسلامية في العالم وموقع تراثي فريد جرى إدراجه على قائمة موقع التراث العالمي عام 1979" (Amr Abdallah Dalsh/Reuters)
تابعنا

وسط مسرح غنائي وفلكلوري وأنوار الفوانيس ومتاجر الحرف التراثية والأزياء التاريخية يعجّ شارع "المعز" العالمي وسط القاهرة بأقدام الباحثين عن أجواء رمضانية تجمع بين الفن والتراث.

الأنوار لا تغادر ليالي المباني التاريخية في هذا الشارع الذي يعدّ وفق بيانات وزارة الآثار المصرية "أكبر متحف مفتوح للآثار الإسلامية في العالم، وموقعاً تراثياً فريداً، أُدرِج على قائمة موقع التراث العالمي عام 1979".

ويضم الشارع "29 أثراً تعكس انطباعاً كاملاً عن مصر الإسلامية من القرن الـ10 حتى الـ19 الميلادي، التي تبدأ من العصر الفاطمي (297-567هـ/969-1171م) حتى عصر أسرة محمد علي (1220-1372هـ/1805-1953م)"، وفق المعلومات الرسمية ذاتها.

وفي هذا الشارع الذي يشهد خلال شهر رمضان ازدحاماً لافتاً تتنوع الآثار "بين مباني دينية وسكنية وتجارية" بجانب الأسواق ومحلات الحرف اليدوية التقليدية على طول الشارع حالياً.

وللوهلة الأولى يبدو الازدحام بين الباحثين عن السعادة والتاريخ مع الخطى الأولى لشارع المعز العالمي، الذي تكثر فيه فوانيس الشهر المعظم على وجهات بعض متاجره وطرقاته.

وفي أحد متاجره التراثية تبدو الأزياء التاريخية لا سيما زيّ السلطان وطربوشه الأحمر المميز الذي يرتديه أحد الموجودين به، وسط متابعة من المارّة لألوانها وأشكالها التي تفوح منها رائحة الماضي.

في جانب آخر يتوافد المارة على مسرح مضيء بلافتة تزينه مكتوب عليها: "ليالي رمضان"، ترعاه وزارة الثقافة المصرية.

وعلى أضواء ذلك المسرح تضفي رقصة التنورة الصوفية التراثية وأغانيها المصاحبة أجواء فنية تسمع في فواصلها تصفيق عشرات من الحضور الذين لا تغادر وجوههم فرحة مميزة.

كما يشهد برنامج ذلك المسرح على مدار ليالي شهر رمضان فقرات منوعة ما بين غنائي شعبي وصوفي وعروض سينمائية وفقرات غنائية ومسرحية للأطفال.

ومع الصوت الطربي لكوكب الشرق أم كلثوم بألحانه الكلاسيكية المميزة، مساحة أخرى في هذا الشارع التاريخي تأخذ متابعيها إلى متاجر حرف يدوية تبرز فيها تلك القطع النحاسية ذات الأشكال التاريخية المزخرفة والمصابيح التراثية المضيئة وأعمال الأرابيسك والمشغولات والحلى اليدوية والفضية والجلدية.

وتتكرر في شارع المعز التاريخي مشاهد عديدة لشرائح عمرية عديدة تلتقط الصور بجوار تلك المباني الأثرية أو بجوار متاجرها التراثية التي وإن بدت صغيرة فإنها تعجّ بمشغولات كثيراً ما جمعت خطى المارة حولها.

ويخضع الشارع لأعمال تطوير وتأهيل، وفق تصريحات صحفية في يناير/كانون الثاني الماضي أدلى بها أسامة طلعت رئيس قطاع الآثار الإسلامية والقبطية بوزارة السياحة والآثار لصحيفة "الوطن" المحلية.

وأوضح أن "تطوير شارع المعز يأتي ضمن الحملة القومية لإنقاذ 100 مبنى تاريخي، التي دشنتها وزارة السياحة والآثار في 2015".

وشهد شارع المعز في تلك السنوات الماضية "ترميم 7 مباني أثرية وهي: مقعد الأمير ماماي السيفي، والمدرسة الصالحية، وسبيل خسرو باشا، وقبة الصالح نجم الدين، وقاعة محب الدين أبو الطيب، وخانقاه سعيد السعداء، ومجموعة أبو الذهب"، وفق طلعت.

و"الأمر لن يتوقف عند ترميم المباني بل سيتخطاه إلى عملية إعادة تأهيل شاملة انطلقت برفع كفاءة إضاءة الشارع التاريخي"، يضيف المسؤول المصري.

وبخلاف التأهيل والتطور، فعلى امتداد ذلك الشارع التاريخي ستبقى لياليه مضيئة بزواره وآثاره التاريخية وفنونه التراثية التي وفق الشواهد لن تنقطع، حتى وإن غادرها شهر رمضان بعد أقل من 10 أيام.

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً