أثناء إخلاء بعض نزلاء مستشفى الخضراء بعد تعرضه للقصف (صفحة عملية بركان الغضب - فيسبوك)
تابعنا

على الرغم من المناشدات الأممية المتواصلة لوقف الصراع في ليبيا في ظل تفشي وباء كورونا وتسجيل إصابات، إلا أن مليشيات خليفة حفتر ما زالت ماضية في انتهاكاتها التي تطال الأحياء المدنية غير مفرقة بين صغير وكبير.

وبينما تسعى دول العالم المختلفة إلى فتح المزيد من المستشفيات والدفع بطواقم طبية إلى المقدمة لمواجهة انتشار الفيروس وفرض تدابير مشددة، استهدفت مليشيات حفتر بالقصف مستشفى الخضراء العامّ المخصص لعلاج مصابي كورونا.

وفي وقت سابق الثلاثاء أعلنت الحكومة الليبية في بيان، إجلاء حالات خطيرة من مصابي كورونا من مستشفى الخضراء العام، غداة استهدافه بصواريخ حفتر، إذ بلغ عدد الإصابات بكورونا في ليبيا 19 حالة.

#عملية_بركان_الغضب: اخلاء لبعض الحالات الخطيرة من مستشفى الاستقلال (الخضراء سابقاً) بعد ان استهدفته ميليشيات حفتر...

Posted by ‎عملية بركان الغضب‎ on Tuesday, 7 April 2020

واعتبرت الأمم المتحدة هذا الاستهداف "انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي"، فيما قالت حكومة الوفاق الوطني إنه "في الوقت الذي لم يكُن فيه الناس في ليبيا بحاجة إلى أي شيء سوى منزل آمن ونظام صحي فعَّال، قام حفتر بهجوم آخر على مستشفى".

وفي الوقت الذي تحارب السلطات الليبية برفقة الأمم المتحدة والمنظمات الإغاثية الأخرى الزمن من أجل منع انتشار الفيروس في البلاد، تستمر المعارك في البلاد مخلفة العديد من القتلى والجرحى والدمار، إذ إن هناك27 مؤسسة صحية تضررت بدرجات متفاوتة جراء المعارك اعتباراً من مارس/آذار الماضي، 14 منها أُغلِقَت بشكل كامل جراء ذلك، فيما تواجه 23 مؤسسة صحية خطر الإغلاق، وفق إحصاءات منظمات دولية.

نرفض هجوم حفتر على مشفى مخصص لعلاج مصابي كورونا في وقت يشهد قيام المؤسسات الصحية والكوادر الطبية بكفاح عالمي ضدّ الوباء

المنسق الأممي للمساعدات الإنسانية بليبيا - يعقوب الحلو

ووجهت وزارة الصحة بحكومة الوفاق نداءً دولياً لوقف هجمات مليشيات حفتر ضد المؤسسات الصحية، وناشدت "كل المؤسسات المحلية والدولية الإنسانية، بسرعة التحرك لوقف الهجمات الإجرامية على العاصمة طرابلس التي تستهدف المؤسسات الصحية".

تقدم للوفاق ومراوغة أوروبية

ومع إعلان حكومة الوفاق الوطني مرحلة جديدة لصد هجمات مليشيات حفتر على العاصمة الليبية، انتقلت البلاد من الدفاع عن طرابلس إلى الهجوم عبر عملية "عاصفة السلام"، التي تزامنت مع عملية أطلقها الاتحاد الأوروبي بتدشين آلية جديدة لمراقبة حظر تصدير السلاح إلى ليبيا.

وما إن أعلن مسؤول الأمن والسياسات في الاتحاد الأوروبي جوسيب بوريل إطلاق عملية عسكرية لمراقبة فرض الحظر على تصدير الأسلحة إلى ليبيا، ومحاربة تهريب النفط والاتجار بالبشر، حتى أعلنت حكومة الوفاق رصدها شحنات جوية من الأسلحة إلى مليشيات حفتر، ما يفتح باب التساؤلات حول جدية أوروبا لوقف الحرب في ليبيا والتي ما زالت دول عربية وغربية تشارك فيها.

ولم تشر عملية الاتحاد الأوروبي إلى كيفية منع السلاح عن مليشيات حفتر المتمرد على الحكومة الشرعية، والذي لم تتوقف عنه شحنات الأسلحة الإماراتية منذ وقبل هجماته على العاصمة الليبية في أبريل/نيسان الماضي.

وأكد الباحث السياسي السنوسي إسماعيل لـTRT عربي، أن "حكومة الوفاق تحولت من وضع المدافع إلى وضع الهجوم نسبياً، فبعد إلغاء التفوق الجوي بفضل الدعم التركي لقوات الوفاق، أصبح هناك فرصة كبيرة لسلاح الجو الليبي لأن يضرب خطوط الدفاع الخلفية لمليشيات حفتر ومراكز القيادة، لذا تقوم قوات الوفاق بالمبادرة بالهجوم وليس فقط انتظاره للرد".

وأضاف "تتسبب هجمات حفتر بإرباك للأجهزة الحكومية التي تحاول السيطرة على وباء كورونا، فيما يعتبر الوضع العسكري جيداً وسيؤدي إلى دحر مليشيات حفتر".

وعن مسألة منع تصدير السلاح، قال إسماعيل إن "السلوك الفرنسي مشين ويتمثل بازدواجية، بين الاعتراف بحكومة الوفاق ودعم مليشيات حفتر على الأرض، لأن لها مشروعاً قديماً بالسيطرة على ليبيا، لذلك كل ما تقوله لم يعد له مصداقية في ليبيا".

"ولم يغير الموقف الأمريكي الداعي إلى الهدوء في ليبيا والذي يتعارض لموقف الدول الداعمة لحفتر الوقائع على الأرض، لأن فرنسا عنصر أساسي موجودة على الأرض، ولم تعد تريد السيطرة على الجنوب الليبي فقط، بل أصبحت تطمح للسيطرة على كل ليبيا، وتنفذ ذلك عن طريق دعمها لحفتر"، حسب الباحث السياسي.

ميدانياً، أحرزت قوات حكومة الوفاق تقدماً في المعارك على عدة محاور في محيط طرابلس، "لكن تدخل الإمارات المستمر دائماً ما يفسد أي تقدم، إذ استهدف طيران إماراتي مُسيَّر مركز البريد والاتصالات بمنطقة الوشكة في محيط مدينة سرت"، يقول إسماعيل.

وقال الناطق باسم المركز الإعلامي لعملية بركان الغضب مصطفى المجعي، إن الطيران سدّد ضربتين إحداهما أصابت مقرّ البريد بالمنطقة وتسببت في انقطاع الاتصالات، وتَسبَّب في خسائر مادية وأن الوضع الميداني بمحور أبو قرين والوشكة يشهد هدوءاً حذراً.

وأردف بأن "سلاح الجوّ التابع لقوات الوفاق الوطني قصف الاثنين ناقلة وقود بمدينة بني وليد، كانت في طريقها لإمداد مليشيات حفتر الإرهابية، وأحرزت تقدماً على محورَي عين زارة ووادي الربيع جنوبي طرابلس".

وفي سياق متصل قال المتحدث باسم قوات الوفاق محمد قنونو، إن "مدفعية ثقيلة تابعة لقوات الوفاق البطلة استهدفت بدقة مخزنَي ذخيرة لمليشيات حفتر في محور وادي الربيع.

#عملية_بركان_الغضب: المتحدث باسم الجيش الليبي عقيد طيار محمد قنونو : المدفعية الثقيلة التابعة لقواتنا البطلة تستهدف قبل...

Posted by ‎عملية بركان الغضب‎ on Monday, 6 April 2020

ومر عام على هجمات مليشيات حفتر الدامية للسيطرة على العاصمة الليبية طرابلس منذ 4 أبريل/نيسان 2019، بدعم من دول إقليمية وأوروبية، وخلال هذا العام فقد 356 مدنيّاً حياتهم وأصيب 329 آخرون ونزح أكثر من 150 ألف شخص عن منازلهم.

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً