استمر الاقتحام نحو ثلاث ساعات ونصف قبل أن ينسحب المستوطنون وقوات الشرطة من المسجد (Ahmad Gharabli/AFP)
تابعنا

اقتحم مستوطنون إسرائيليون الأحد ساحات المسجد الأقصى بمدينة القدس الشرقية تحت حراسة مشددة من الشرطة الإسرائيلية.

وقالت دائرة الأوقاف الإسلامية في مدينة القدس إن 545 مستوطناً اقتحموا المسجد الأقصى على شكل مجموعات، ضمت كل مجموعة عشرات المستوطنين، بحراسة عناصر من الشرطة الإسرائيلية.

وسار المستوطنون في مسارات مختصرة وسريعة مقارنة مع الاقتحامات السابقة، واستمر الاقتحام نحو ثلاث ساعات ونصف قبل أن ينسحب المستوطنون وقوات الشرطة من المسجد.

من جانبها حملت الرئاسة الفلسطينية الحكومة الإسرائيلية المسؤولية كاملة عن التصعيد في المسجد الأقصى.

وقال نبيل أبو ردينة الناطق باسم الرئاسة: "نحمل الحكومة الإسرائيلية مسؤولية هذا التصعيد، ونطالب الإدارة الأمريكية بالخروج عن صمتها ووقف هذا العدوان الذي سيشعل المنطقة بأسرها".

وطالب أبو ردينة "الشعب الفلسطيني بشد الرحال للأقصى للدفاع عنه، والتصدي لهذا التصعيد الإسرائيلي الخطير".

وتزامناً مع اقتحام المستوطنين اندلعت مواجهات بين الشرطة وشبان مقدسيين في منطقة باب الأسباط بالبلدة القديمة المؤدية إلى المسجد الأقصى، ما أدى إلى إصابة 17 فلسطينياً.

وفي هذا الصدد أعلنت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في تصريح مكتوب أرسلت نسخة منه إلى وكالة الأناضول أن طواقمها "تعاملت مع 17 إصابة، في محيط المسجد الأقصى، وجرى نقل 5 إصابات منها إلى المستشفى لتلقي العلاج.

وفي وقت سابق الأحد ذكر شهود عيان أن عشرات من عناصر الشرطة انتشروا في ساحات المسجد قبل وقت قصير من بدء اقتحامات المستوطنين، وفق حديثهم لوكالة الأناضول.

وأجبرت الشرطة المصلين على إخلاء المسجد بشكل كامل، إذ اعتدى عناصرها بالضرب على عدد منهم مستخدمين الهراوات واعتقلوا أحدهم.

ويقتحم المستوطنون ساحات المسجد تحت حراسة الشرطة طوال أيام الأسبوع، عدا يومَي الجمعة والسبت، على فترتين صباحية ومسائية.

لكن اقتحام اليوم الأحد يكتسب حساسية خاصة نظراً إلى تزامنه مع عيد الفصح اليهودي الذي بدأ مساء الجمعة الماضية، ويستمر أسبوعاً، وقد دعت جماعات استيطانية لتكثيف الاقتحامات خلال فترة ذلك العيد.

وعادة تستمر اقتحامات المستوطنين خلال الفترة الصباحية 3 ساعات ونصف.

بدورها قالت الشرطة الإسرائيلية في بيان: "في ساعات الصباح الباكر قبل أن تبدأ الزيارات إلى الحرم القدسي الشريف بشكل أسبوعي (في إشارة إلى اقتحامات المستوطنين)، بدأ مئات الشباب، بعضهم ملثمين، في جمع الحجارة وتخزينها".

وأضاف البيان: "تعمل قوات الشرطة في الموقع على إزالتها، للسماح بزيارات (اقتحامات) الموقع كالمعتاد".

وفي منطقة باب الأسباط المؤدية إلى المسجد الأقصى بالبلدة القديمة اندلعت مواجهات بين الشرطة وشبان فلسطينيين، ما أدى إلى إصابة 9 متظاهرين.

من جانبها أعلنت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني أن طواقمها "تعاملت مع 9 إصابات، في باب الأسباط"، وجرى نقل 3 إصابات منها للمستشفى لتلقي العلاج.

وكانت الشرطة الإسرائيلية فرضت قيوداً على دخول المصلين لأداء صلاة الفجر إلى المسجد، فيما أكد شهود العيان أن الشرطة فرضت على المصلين إبقاء بطاقاتهم الشخصية عند بوابات المسجد حتى انتهاء الصلاة.

وفي وقت سابق من صباح الأحد قالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني إن طواقمها قدمت العلاج لفلسطينيَّين، أُصيب أحدهما برصاصة مطاطية والآخر أُصيب جراء تعرضه للضرب على يد الشرطة الإسرائيلية في باب الأسباط أحد أبواب المسجد الاقصى.

وقال شهود العيان إن المصابَين كانا يحاولان العبور إلى المسجد الأقصى بغرض أداء صلاة الفجر، وفق حديثهم لوكالة الأناضول.

كما ذكر الشهود أن أحد المصلين أُصيب في باب حطة بالجدار الشمالي للمسجد بعد الاعتداء عليه بالضرب من قبل عناصر الشرطة أثناء خروجه من المسجد، وكان عشرات الفلسطينيين اعتكفوا في ساعات الليل داخل المسجد لحمايته.

وفجر الجمعة الماضي اقتحمت الشرطة الإسرائيلية المسجد، ما أدى إلى إصابة عشرات الفلسطينيين داخله واعتقال المئات.

بدورها، حمّلت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، إسرائيل، المسؤولية عن تداعيات الأوضاع في المسجد الأقصى.

وقالت الحركة، في بيان، إن "المسجد الأقصى خط أحمر، والاحتلال يتحمّل مسؤولية اعتدائه على المصلين".

وتابع البيان: "كما نحمّل الاحلال تداعيات السماح للمستوطنين باقتحام وتدنيس باحات الأقصى، وهو الذي يشكّل استفزازاُ لمشاعر الشعب الفلسطيني والعرب والمسلمين كافة".

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً