تواصل مليشيات خليفة حفتر خرق وقف إطلاق النار (Getty Images)
تابعنا

تواصل مليشيات خليفة حفتر خرق وقف إطلاق النار، حتى بعد مؤتمر برلين الذي شاركت فيه 12 دولة و4 منظمات دولية وإقليمية، وكان أبرز بنود بيانه الختامي ضرورة الالتزام بوقف إطلاق النار المعلن بمبادرة تركية روسية. 

إلا أن حفتر لم يلتزم بالاتفاق، وأثبت أنه رجل يريد الحرب لا السلام، ويتحدث بلغة داعميه لا بلغة مصلحة بلاده، فهو مصمم على استمرار هجومه الذي بدأ منذ إبريل/نيسان الماضي، بهدف السيطرة على العاصمة طرابلس.

وقال المتحدث باسم قوات حفتر، أحمد المسماري: "نعلن حظراً جوياً فوق طرابلس بالكامل بما في ذلك مطار معيتيقة، وأي طائرة عسكرية أو مدنية تقلع أو تهبط في المطار ستتعرض للرد، والحظر يمتد من مدينة غريان إلى شرق مدينة ترهونة وشواطئ طرابلس".

وأثرت الخروقات سلبياً على أهم مرفق حيوي في طرابلس، وهو مطار معيتيقة الدولي الذي أعلنت إدارته إيقاف الرحلات الجوية بعد تهديد مليشيات حفتر باستهداف الطائرات بما فيها المدنية، حسب ما أفاد به مراسلTRT عربي.

وأضاف المراسل "تشهد محاور القتال جنوب العاصمة طرابلس هدوءاً حذراً، بينما تُسمع أصوات المدفعية من حين إلى آخر، الأمر الذي يعد تسجيلاً آخر لخروق أخرى للهدنة المعلنة على خلفية المبادرة التركية الروسية".

وأكدت مصادر خاصة لـTRT عربي أن التعزيزات ما زالت تتوافد لمحاور القتال التابعة لمليشيات حفتر، ما يشكل خطراً على الهدنة.

ويشير الأكاديمي والباحث السياسي ناصر أبو ديب في حديث لـTRT عربي، إلى أن "حفتر لا يلتزم بأي شيء، ووقف إطلاق النار هو مجرد هدنة وليس اتفاقاً رسمياً ملزماً للأطراف، فهو يريد الحرب وليس السلام ويرفض المفاوضات السياسية".

وتدل الصواريخ التي أطلقها حفتر على مطار معيتيقة على أن حفتر خاسر سياسيّاً ولا يستطيع التفاوض، ومن يتفاوض على لسانه هو الإمارات ومصر، وإن كانوا قد أخذوا خطوة إلى الوراء وسلمت فرنسا التي تعرقل جميع العمليات السلمية والسياسية، حسب الباحث السياسي.

تطور دور الجزائر

في السياق ذاته، رفضت حكومة الوفاق الليبية المشاركة في مؤتمر الجزائر بسبب دعوة ممثلين عن حفتر، وهو الأمر الذي علق عليه الباحث السياسي السنوسي إسماعيل في حديث لـTRT عربي قائلاً إن"الجزائر حافظت على الحيادية تجاه الأزمة الليبية، واتخذت موقفاً جيداً تجاهها، لكنها اقترفت خطأ بروتوكوليّاً، مشيراً إلى أن غضب حكومة الوفاق له تبريره، وهذا الخطأ لن يؤثر على موقف الجزائر من ليبيا".

وتُقرأ دعوة الجزائر للاجتماع، في إطار قيامها بدورها السليم تجاه الأطراف السياسية في ليبيا، وهذا الأمر يجعل الجزائر في موقف متقدم نسبيّاً، وهو موقف أثبتته في الجامعة العربية حين قادت تحالفاً عربياً منع التقليل من احترام حكومة الوفاق بالجامعة، حسب السنوسي إسماعيل.

وتتابع دول جوار ليبيا كيفية تنصل حفتر من التغيرات الدولية، وهو الأمر الذي قد يؤدي إلى تغير موقفها تجاه تلك المليشيات، حسب الباحث السياسي.

ويضيف "يمكن القول إن موقف الجزائر قابل للتطور وستقف مع الطرف الصحيح، وهي ربما تجد حلاً بين الأطراف المتصارعة في ليبيا بموجب أنها تحتضن الجميع، لكن من المتوقع فشل ذلك لأن حفتر عوّد الجميع على رفضه للآخر وللحلول السلمية".

ويزداد موقف حكومة الوفاق قوة مع مرور الوقت خاصة بعد الاتفاقيات بينها وبين تركيا، إلا أن الباحث السياسي لا يعتقد أن المقاطعة ستكون كاملة، ولا تريد الحكومة بذلك عرقلة المفاوضات لحل الأزمة الليبية.

ويأتي اجتماع وزراء خارجية دول جوار ليبيا بعد أقل من أسبوع على مؤتمر برلين، ويعول على شيء واحد، وهو رفض التدخل الدولي في ليبيا واقتحام العاصمة والتأكيد على المحافظة على الهدنة ووقف إطلاق النار، حسب الباحث السياسي.

وانعقد اجتماع دول جوار ليبيا في الجزائر‎، الخميس، بمشاركة وزراء خارجية دول الجوار، ودون مشاركة أي طرف ليبي، فيما قال مصدر دبلوماسي جزائري: "لم نرسل دعوة لأي طرف ليبي لحضور الاجتماع"، حسب وكالة الأناضول.

الموقف التركي

وترفض تركيا محاولات حفتر الرامية لإطالة مدى الحرب في ليبيا، مشددة على أنها أرسلت عدداً محدوداً من المستشارين العسكريين إلى ليبيا" وليس مئات الكتائب المقاتلة"، حسب تصريحات وزير الخارجية التركي مولود جاوش أوغلو.

وانتقد وزير الخارجية التركي فرنسا ودولاً أوروبية تدعم خليفة حفتر الذي يسعى إلى إطالة أمد الحرب في ليبيا.

وأوضح في تصريح لصحيفة بيلد الألمانية، أن موافقة جميع الأطراف المشاركة في مؤتمر برلين حول ليبيا، على مخرجاته الـ55، تعتبر بداية جيدة لحل الأزمة القائمة في هذا البلد.

وأشار في هذا الخصوص إلى أن "خليفة حفتر، لم يُبدِ موقفاً إيجابياً أو سلبياً حيال مخرجات مؤتمر برلين"، لافتاً إلى أهمية وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه بجهود تركيا وروسيا، مبيناً أن أكبر فائدة لتركيا في ليبيا هي إحلال الاستقرار والسلام في هذا البلد.

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً