لحظة إعلان عناصر من الجيش الغابوني الانقلاب على حكم الرئيس علي بونغو (AP)
تابعنا

فرضت عناصر من الجيش في الغابون، الواقعة في غربيّ وسط إفريقيا، حظراً للتجول في العاصمة ليبرفيل، وسط انقطاع لشبكة الإنترنت، في محاولة انقلاب عسكري على الرئيس علي بونغو، الموجود خارج البلاد منذ نهاية أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

وقال الملازم كيلي أوندو أوبيانغ، زعيم ما يُعرف باسم الحركة الوطنية لقوات الدفاع والأمن في الغابون، إن الكلمة التي ألقاها بونغو بمناسبة العام الجديد "عزَّزت الشكوك في قدرة الرئيس على الاستمرار في القيام بمسؤوليات منصبه".

وبعد ساعات قالت الحكومة في بيان إنها استعادت السيطرة على الوضع، وأشارت إلى أنّه تم توقيف من وصفتهم بالمتمردين، وأعلنت استعادة مبنى الإذاعة والتليفزيون.

ما المهم: محاولة ضباط في الجيش الغابوني تنفيذ انقلاب في وقت مبكر من صباح الإثنين 7 يناير/كانون الثاني 2019، مستغلين غياب الرئيس علي بونغو الذي يُعالَج في المغرب من جلطة دماغية، كادت تُنهي حكم عائلة بونغو الممتد منذ أكثر من 50 سنة.

المشهد: تأتي هذه المحاولة الانقلابية الفاشلة على بونغو الابن بعد انتخابه عام 2009 وطعن أحزاب المعارضة على النتائج التي سبقتها دعوات للمقاطعة واتهامات بتزوير الانتخابات، الأمر الذي أثار أعمال نهب وحرق طالت القنصلية الفرنسية، التي ترمز لدى كثيرين إلى النفوذ الفرنسي في البلاد الداعم لحكم عائلة بونغو.

وجرت في البلاد محاولة انقلابية وحيدة على حكم الرئيس ليون إمبا عام 1964، وأعادته قوات فرنسية إلى الحكم بعد يومين فقط من المحاولة الانقلابية.

واستقلت دولة الغابون عن فرنسا في مطلع الستينيات من القرن الماضي، وبعد سبع سنوات من الاستقلال تَولَّى عمر بونغو الرئاسة خلفاً للرئيس الأسبق ليون إمبا الذي عمل بونغو نائباً له، وأقرت البلاد في عهد بونغو دستوراً تعدُّدياً مطلع التسعينيات، ورغم ذلك ظل الرجل في الحكم حتى وفاته عام 2009 وتولِّي نجله علي الحكم.

وأدان الاتحاد الإفريقي محاولة الانقلاب، وقال رئيس مفوضية الاتحاد موسى فقي محمد، في تغريدة له على تويتر، إن "الاتحاد الإفريقي يُدين بشدة محاولة الانقلاب التي جرت صباح اليوم في الجابون"، مضيفاً "أعاود تأكيد رفض الاتحاد الإفريقي التامّ كل تغيير غير دستوري في السلطة".

الخلفيات والدوافع: تحكم عائلة الرئيس بونغو منذ ما يقرب من نصف قرن دولة الغابون المنتجة للنفط. وتولى الرئيس الحالي المنصب خلفاً لوالده عمر الذي توُفّي عام 2009، في حين أعيد انتخابه للرئاسة مرّة أخرى عام 2016، في انتخابات تجددت فيها اتهامات التزوير، حسب تقارير المعارضة، ممَّا أدَّى إلى اندلاع احتجاجات واسعة.

وكان بونغو نُقل أواخر أكتوبر/تشرين الأول الماضي إلى مستشفى في الرياض، حيث أصيب بجلطة دماغية أثناء زيارة رسمية، وظلّ وضعه الصحي غامضاً حتى نُقل إلى المغرب نهاية نوفمبر/تشرين الثاني للنقاهة، ونقلت المحكمة الدستورية صلاحياته جزئياً إلى نائبه وإلى رئيس الوزراء.

وتَحدَّث الرئيس الغابوني (59 عاماً) للمرة الأولى منذ بدء فترة نقاهته إلى الشعب عبر مقطع مصوَّر التُقط في الرباط، وبثته وسائل الإعلام الغابونية وشبكات التواصل الاجتماعي، مساء الإثنين 31 ديسمبر/كانون الأول 2018.

وقال بونغو في رسالته بمناسبة حلول السنة الجديدة، وفق ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية "صحيح أنني مررت بمرحلة صعبة، وهذا الأمر يحصل أحياناً في الحياة، لكنني اليوم -كما تلاحظون- أشعر بتحسُّن، وأستعدّ للقائكم سريعاً جداً".

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً