وصول لاجئين أوكرانيين إلى بولندا (Emilio Morenatti/AP)
تابعنا

استقبلت بولندا موجة جديدة من اللاجئين الأوكرانيين، الذين غادروا بلادهم، بعد بدء العملية العسكرية الروسية الأخيرة في شرق أوكرانيا.

وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، أن "تسونامي" اللاجئين الأوكرانيين إلى بولندا، بدا وكأنه قد انتهى. حيث شجع انسحاب القوات الروسية من العاصمة كييف، بعض الأوكرانيين في البداية على المخاطرة والعودة إلى ديارهم.

وقد أدت العملية العسكرية الروسية ضد جارتها، إلى تدفق حوالى خمسة ملايين لاجئ إلى دول الاتحاد الأوروبي، استقبلت بولندا معظمهم، ما شكّل تحديا للدول الأوروبية التي تعاني من ضغط على ميزانياتها فيما تتعامل مع تدفق اللاجئين.

ووفق ما جاء في "نيويورك تايمز" فقد وضع أكبر مستشفى للأطفال في وارسو مرضى من أوكرانيا على قائمة انتظار عمليات زراعة الكبد، وأحياناً يتقدمون على الأطفال البولنديين، فيما اضطرت المدارس إلى البحث عن معلمين إضافيين لمواكبة تدفق التلاميذ الجدد.

كما تعرضت وسائل النقل العام إلى خطر الانهيار تحت ضغط العديد من اللاجئين الذين فروا من الحرب باتجاه عاصمة بولندا.

ومع ذلك، استمرت وارسو في العمل متحدية التوقعات بحدوث انهيار ورد فعل شعبي غاضب، حيث زينت المدينة، التي استقبلت مئات الآلاف من اللاجئين الفارين، بالأعلام الأوكرانية ولافتات الدعم لجار بولندا الشرقي الذي مزقته الحرب، حسب الصحيفة.

ولكن في الوقت الذي بدا فيه أن كارثة تسونامي للاجئين، التي أدت إلى زيادة عدد سكان العاصمة بنحو 20% في غضون أسابيع قليلة فقط، بدأت في الانحسار، يستعد رئيس بلدية وارسو، رافال ترزاسكوفسكي، لتدفق جديد محتمل.

وقال ترزاسكوفسكي، وهو معارض ليبرالي لحزب القانون والعدالة الحاكم في بولندا في مقابلة: "وارسو في الصدارة. لقد استقبلنا أكثر من 300 ألف شخص لكن لا يمكننا قبول المزيد. مع تصعيد روسيا في شرق أوكرانيا يمكن أن نشهد موجة ثانية".

وأضاف: "تخيل أن مدينتك زادت فجأة بنسبة 15 إلى 20%، نعيش ضغطا لا يصدق يزيد من التكلفة على الخدمات العادية للمدينة مثل النقل العام والصرف الصحي والتعليم وما إلى ذلك. هذه التكاليف تصل إلى مئات الملايين من الدولارات".

وأظهرت الأرقام الصادرة عن سلطات الحدود البولندية الأسبوع الماضي أن عدد الأوكرانيين المغادرين والقادمين إلى البلاد يتوازن تقريباً في بعض الأيام.

ومع اقتراب عيد الفصح الأرثوذكسي، عاد عدد أكبر من الأشخاص ليكونوا مع عائلاتهم في أوكرانيا أكثر مما وصل إلى بولندا، حيث أفادت دائرة الحدود البولندية، السبت، أن 19900 شخص قد عبروا الحدود إلى بولندا من أوكرانيا في اليوم السابق، بينما غادر 23800 في الاتجاه الآخر.

وبعد ذروة وصول أكثر من 30 ألف أوكراني إلى وارسو يومياً الشهر الماضي، انخفض العدد إلى بضع مئات فقط الأسبوع الماضي. لكن هذا الرقم يتزايد الآن مرة أخرى، حيث يأتي الآن 2000 أو 3000 لاجئ إلى العاصمة كل يوم معظمهم من منطقة دونباس الشرقية.

ووفرت حكومة المدينة مساكن مؤقتة لأكثر من 70 ألف أوكراني في مكاتب وقاعات رياضية غير مستخدمة، ولكن، كما قال ترزاسكوفسكي، وجد المزيد من اللاجئين مأوى مع عوائلهم وأصدقائهم أو مع "الغرباء الذين يقولون إنهم قد لا يستمرون في عروض استضافة اللاجئين في غضون شهر أو شهرين".

ومن جانبه، قال مدير مستشفى الأطفال، ماريك ميغدال، إن المرضى من أوكرانيا "يحصلون تماماً على الحقوق داتها في العلاج مثل المواطنين البولنديين".

وعبر ميغدال عن قلقه قائلاً إنه "إذا زاد عدد اللاجئين فلن تكون قدرتنا كافية".

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً