انتشار واسع لتقنية "التوأمة الرقمية" عقب الزلازل في تركيا / صورة: esri (esri)
تابعنا

شهدت تركيا عقب كارثة الزلازل انتشاراً واسعاً لتقنية "التوأمة الرقمية"، حيث ازداد الطلب على هذه التكنولوجيا الجديدة في صناعة البناء.

والتوأمة الرقمية هي المفضلة الجديدة في عالم التكنولوجيا، وتعني نقل منتج أو خدمة في العالم الحقيقي إلى البيئة الافتراضية.

وتوصف التقنية بأنها إحدى الثورات التكنولوجية في العصر الحديث، وتظهر في عديد من القطاعات، وبفضلها يمكن نقل الأشخاص والأشياء إلى البيئة ثلاثية الأبعاد مع الحفاظ على ميزاتها وخصائصها الفردية.

وحول هذه التقنية قال المهندس الميكانيكي نهاد أوزقورت: "يمكن إنشاء التوأمة الرقمية بطريقتين مختلفتين: الأولى ناتجة عن مئات ساعات العمل باستخدام برامج التصميم الرقمي، وهي طريقة قديمة، والثانية هي خزانات المسح الضوئي الواقعية بزاوية 360 درجة التي نستخدمها وتتطور تدريجياً".

وتستخدم التقنية أكثر من 100 جهاز استشعار وعشرات أجهزة الكمبيوتر في خزانات المسح باستخدام تقنية برمجية عالية، وبعد المسح يُنشأ توأم رقمي في بضع دقائق بمساعدة الذكاء الصناعي.

ويمكن أيضاً حضور الحفلات الموسيقية والتسوق وزيارة المتاحف مع ما توفره هذه التقنية التي باتت مطلوبة في عديد من الصناعات.

ويضيف أوزكورت أن العلامات التجارية الكبرى تريد نقل منتجاتها إلى بيئات ثلاثية الأبعاد، ولديها أيضاً مطالب كبيرة على الفنادق والمطاعم والمتاحف لإنشاء توائم رقمية.

كما تُستخدم النسخ الرقمية في التصنيع والعقارات والتعليم والرعاية الصحية، فمثلاً بفضل استخدام هذه التكنولوجيا في صناعة البناء، تُختبر متانة المباني، وتُخطَّط المدينة والبناء والبنية التحتية.

وتابع أوزقورت: "بعد كارثة الزلزال الكبير في بلدنا، زاد الطلب على التوائم الرقمية، إذ قبل بدء تشييد المبنى يُتحقّق مما إذا كان مقاوماً للزلازل وتُجرَى عمليات محاكاة، ليمكن الحصول على نتائج قريبة جدّاً من الواقع".

وأضاف: "توفّر هذه التقنية ثلاثية الأبعاد تجربة قريبة جداً من العالم الحقيقي".

والشهر الماضي أجرت وزارة البيئة والتطوير العمراني وتغيُّر المناخ التركية، دراسة لتحديد الخسائر الأولية للمباني المتضررة بالمناطق المنكوبة جراء الزلزال جنوبي البلاد.

وذكرت الوزارة في بيان آنذاك، أنها أجرت الدراسة بالمقارنة بين لقطات الطائرات المسيَّرة والقمر الصناعي، وتقنية التوأمة الرقمية للمدن.

وفي 6 فبراير/شباط الماضي ضرب جنوبيّ تركيا وشماليّ سوريا زلزالان بقوة 7.7 و7.6 درجة، وتبعتهما آلاف الهزات الارتدادية العنيفة مما أودى بحياة عشرات آلاف الأشخاص وخلّف دماراً مادياً.

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً