معارك طاحنة في دونباس ومخاوف من تفشي الكوليرا في مدينة ماريوبول (Aris Messinis/AFP)
تابعنا

تواجه مدينة ماريوبول الأوكرانية، التي دُمرت إثر قصف استمر لعدة أسابيع خضعت بعده لسيطرة القوات الروسية، خطر انتشار مرض الكوليرا، وفقاً لوزارة الدفاع البريطانية.

وقالت تقارير صادرة عن الأمم المتحدة إن البنى التحتية في ماريوبول لحقت بها أضرار بالغة أو دُمرت بشكل كامل، مما أدى إلى اختلاط مياه الشرب في المدينة بمياه الصرف الصحي.

وعادة ما تصيب الكوليرا الإنسان بسبب تلوث الطعام والمياه، كما أن الإصابة بهذا المرض مرتبطة بتدهور نظم الصرف.

وظهرت حالات كوليرا في المدينة في وقت سابق، وجرى الإبلاغ عن حالات هناك الشهر الماضي.

وحذر عمدة ماريوبول فاديم بويتشينكو، من "وجود حالات كوليرا ودوسنتاريا وأمراض معدية أخرى ظهرت في المدينة"، مؤكداً أن المدينة قد أُغلقت لتجنب اتساع نطاق الانتشار.

وقالت وزارة الصحة الأوكرانية إن الفرص محدودة جداً أمامها للحصول على معلومات من ماريوبول، لكنها أجرت فحوصاً في المناطق الخاضعة لسيطرة القوات الأوكرانية ولم تكتشف أي حالات مصابة بالكوليرا.

وتشهد أوضاع الصحة والنظافة الصحية في المدينة تدهوراً حاداً مع تراكم القمامة في الشوارع واستمرار وجود جثث تحت أنقاض المباني المنهارة.

وسقطت ماريوبول في أيدي القوات الروسية في مايو/أيار الماضي بعد هجوم عنيف استمر لحوالي ثلاثة أشهر لتتحول المدينة إلى أنقاض.

وقال عمدة المدينة إن نحو 10000 مدني قُتلوا جراء هذا الصراع. واستمرت المعركة لعدة أسابيع بعد ذلك، مما يرجح أن يكون عدد القتلى أكثر من ذلك.

وبُنيت مقابر مؤقتة على أطراف المدينة للتعامل مع الأعداد الهائلة من الجثث، كما دفن عدد كبير منها في الباحات الخلفية للمنازل، والحدائق، والميادين، وفقاً لبويتشينكو.

وحذرت بلدية ماريوبول في وقت سابق من هذا الأسبوع من إمكانية تفشي مرض الكوليرا الذي قد يقتل عشرات الآلاف. وحذرت من أن النقص الكبير في الأدوية والمنشآت الطبية قد يؤدي إلى تفشي الكوليرا في المدينة.

وقال بويتشينكو: "لقد دمروا (الروس) مستشفيات علاج الأمراض المعدية وما كان فيها من معدات طبية، وقتلوا الأطباء".

وزعم مسؤول أوكراني آخر وجود عجز "كارثي" في الطواقم الطبية في المدينة. وذكر أن السلطات التي عينتها روسيا تحاول إقناع الأطباء المتقاعدين، حتى من تجاوزوا سن الثمانين منهم، بالعودة إلى العمل.

استمرار المعارك في دونباس

ميدانياً، أعلنت كييف، الجمعة، شن ضربات جوية جديدة على منطقة خيرسون (جنوب) التي سيطرت عليها روسيا بشكل شبه كامل منذ الأيام الأولى للعملية العسكرية، وتخشى كييف أن تضمها موسكو.

وذكرت قيادة العمليات الأوكرانية أن مجموعة استطلاع تسللت إلى المنطقة المحتلة تمكنت من السيطرة على قوات روسية و"استولت على معداتها من أسلحة وأجهزة اتصال".

لكن الرئيس الأوكراني فلوديمير زيلينسكي أفاد، في رسالته المسائية اليومية، أمس الجمعة، أن "معارك صعبة جداً" تدور في منطقة دونباس.

وقال: "روسيا تريد تدمير كل مدينة في دونباس، كل واحدة بدون مبالغة. على غرار فولنوفاخا وماريوبول".

وفي رسالته، قال زيلينسكي إن "القوات الأوكرانية تبذل كل ما بوسعها لوقف هجوم المحتلين بقدر ما تمكنها الأسلحة الثقيلة والمدفعية الحديثة من ذلك"، مؤكداً "هذا كل ما طلبناه وما زلنا نطلبه من شركائنا".

كما تدور معارك شديدة في منطقة ميكولاييف المجاورة لأوديسا، حيث شدد الحاكم المحلي على ضرورة تقديم مساعدة عسكرية دولية عاجلة.

وقال فيتالي كيم: "الجيش الروسي أقوى، لديهم كمية كبيرة من المدفعية والذخائر. إنها حرب مدفعية في الوقت الحاضر.. ونحن نفدت ذخيرتنا"، مشدداً على أن "مساعدة أوروبا والولايات المتحدة مهمة جداً جداً لأننا بحاجة فقط إلى ذخائر للدفاع عن بلدنا".

وقال زيلينسكي في رسالته "يجب ألا ندع العالم يصرف انتباهه عما يجري في ساحة المعركة".

قصف متواصل على سيفيرودونيتسك

وتتركز المعارك في منطقة دونباس حول مدينة سيفيرودونيتسك وقال حاكم المنطقة سيرغي غايداي إن القصف على المدينة متواصل.

وأوضحت رئاسة الأركان الأوكرانية، صباح السبت، أن القوات الروسية تتقدم باتجاه نوفوتوشكيفسكي أوريخوفي وحققت "انتصاراً جزئياً" عند مشارف بلدة أوريخوفو.

وقالت: "العدو يواصل شن هجمات في مدينة سيفيرودونيتسك"، مؤكدة صد 14 هجوماً في منطقتي دونيتسك ولوغانسك خلال 24 ساعة.

وفي حال السيطرة على سيفيرودنيتسك، فذلك سيفتح الطريق أمام موسكو إلى مدينة كبرى أخرى في دونباس هي كراماتورسك، مما سيشكل خطوة مهمة للسيطرة على كامل دونباس، المنطقة الناطقة بالروسية في شرق أوكرانيا والتي يسيطر الانفصاليون الموالون لموسكو على جزء منها منذ 2014.

وحسب رئاسة الأركان الأوكرانية، فإن الجيش الروسي يستعد لشن هجوم على سلافيانسك وسيفيرسك فيحشد قواته وينقل معدات ووقوداً بهذا الهدف، محذرة في الوقت نفسه بأن مخاطر شن ضربات على أوكرانيا انطلاقاً من بيلاروس "لا تزال قائمة".

وأعلن وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف أن المعارك تتسبب بـ"مقتل ما يصل إلى مئة جندي أوكراني وإصابة 500 بجروح كل يوم". أما الروس، فلا يعلنون عن خسائرهم.

وأعلن رئيس الإدارة الرئاسية الأوكرانية أندري يرماك، صباح السبت، مقتل صحفي عسكري هو الضابط أوليكسي شوباشيف "في المعركة"، من غير أن يورد أي تفاصيل حول ظروف مقتل الصحفي الذي أشرف على برنامج تجنيد وكان مسؤولاً عن التلفزيون العسكري الأوكراني.

تدفق بطيء للأسلحة الثقيلة

ويطالب الأوكرانيون حلفاءهم الغربيين باستمرار مدهم بأسلحة جديدة أكثر قوة.

وأعلنت واشنطن ولندن تسليم أوكرانيا راجمات صواريخ ولا سيما من طراز هيمار البالغ مداها حوالى 80 كلم، مما يفوق بقليل مدى الصواريخ الروسية.

وفي هذا السياق، أجرى وزير الدفاع البريطاني بن والاس زيارة غير معلنة مسبقاً، ليومين إلى كييف شكره خلالها زيلينسكي على دور لندن الرائد في دعم بلاده.

وقال زيلينسكي، في رسالته المسائية، إن "البريطانيين يُظهرون قيادة حقيقية في المسائل الدفاعية".

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً