الصين بمنتصف عملية توسع كبيرة لترسانتها من الأسلحة النووية (Uncredited/AP)
تابعنا

كشف معهد استوكهولم لأبحاث السلام "سيبري" أن العالم يتجه نحو عصر جديد من إعادة التسلح النووي وأن خطر حدوث تصعيد في أعلى مستوياته حالياً بعد سنوات من محاولة التزام نهج نزع السلاح النووي وتراجع حجم ترساناته.

جاء ذلك في تقرير "سيبري" الصادر الاثنين لتقييم الوضع الحالي للتسلح ونزع السلاح والأمن الدولي.

وذكر التقرير أن بعض النتائج الرئيسية التي توصل إليها تفيد بأنه "رغم الانخفاض الهامشي في عدد الرؤوس الحربية النووية عام 2021، فإن من المتوقع أن تزداد الترسانات النووية للدول خلال العقد المقبل".

وتوقع باحثو المعهد أن عصر نزع الأسلحة "يقترب من نهايته" وأن خطر حدوث تصعيد نووي "في أعلى مستوياته حالياً"، وأضاف التقرير: "بوادر تراجع الترسانات النووية في فترة ما بعد الحرب الباردة آخذ في النهاية".

وكانت لدى القوى النووية التسع (بريطانيا والصين وفرنسا والهند وإسرائيل وكوريا الشمالية وباكستان والولايات المتحدة وروسيا) 12 ألفاً و705 رؤوس حربية نووية أوائل 2022، أي 375 رأساً أقل مما كانت عليه أوائل 2021.

وأوضح التقرير أن تلك الدول "كانت تواصل تحديث ترساناتها النووية رغم أن العدد الإجمالي للأسلحة النووية شهد انخفاضاً طفيفاً بين يناير/كانون الثاني 2021 والشهر ذاته من عام 2022".

غير أنه في المقابل شدد على أن من المحتمل أن يرتفع عدد الأسلحة النووية في العقد المقبل، في خضم التوترات العالمية والحرب الروسية في أوكرانيا.

وفي السياق أوضح التقرير أنه خلال عام 2022 نُشر ما يقدّر بـ3 آلاف و732 رأساً حربياً مع الصواريخ والطائرات، بينها 2000 مملوكة لروسيا أو الولايات المتحدة "جرى وضعها بحالة تأهب عملياتية عالية".

ورغم دخول معاهدة الأمم المتحدة لحظر الأسلحة النووية حيز التنفيذ أوائل 2021 وتمديد معاهدة "ستارت الجديدة" (نيو ستارت) الأمريكية-الروسية خمس سنوات، فإن الوضع يتدهور منذ بعض الوقت، وفقاً للمعهد.

وتمتلك روسيا والولايات المتحدة معاً أكثر من 90% من جميع الأسلحة النووية، بينما الدول السبع الأخرى المسلحة نووياً إما تطور أسلحتها وإما تنشر أنظمة أسلحة جديدة وإما أعلنت عزمها على ذلك، حسب التقرير.

ولا تزال روسيا أكبر قوة نووية مع 5 آلاف و977 رأساً حربياً في أوائل 2022، بانخفاض 280 عن العام الماضي، سواء كانت منتشرة أو مخزنة أو تنتظر التفكيك، وفقاً للمعهد الذي قال إن أكثر من 1600 من رؤوسها الحربية يعتقد أنها جاهزة للاستعمال.

من جهتها تمتلك الولايات المتحدة 5 آلاف و428 رأساً حربياً، أي أقل بـ120 من العام الماضي، لكن لديها رؤوساً منتشرة أكثر من روسيا، ويبلغ عددها 1750.

ولفت باحثو سيبري في تقريرهم إلى أن الصين "في منتصف عملية توسع كبيرة لترسانتها من الأسلحة النووية".

وقالوا إن صور الأقمار الصناعية تشير إلى أن الترسانة الجديدة في الصين "تشمل بناء أكثر من 300 صومعة صواريخ جديدة".

كما أشار المعهد إلى أن انخفاض العدد الإجمالي للأسلحة يرجع إلى تفكيك الولايات المتحدة وروسيا "الرؤوس الحربية" التي باتت خارج الخدمة، فيما لا يزال عدد الأسلحة العاملة "مستقراً نسبياً".

بدوره قال يلفريد وان مدير برنامج أسلحة الدمار الشامل التابع للمعهد: "تعمل جميع الدول المسلحة نووياً على زيادة ترساناتها أو تطويرها، ومعظمها يبرز الخطاب النووي والدور الذي تلعبه الأسلحة النووية في استراتيجياتها العسكرية".

وحذر وان في تصريحات نقلها موقع معهد سيبري الإلكتروني بالقول: "هذا اتجاه مقلق للغاية".

وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تحدث في مناسبات عديدة عن إمكانية اللجوء إلى الأسلحة النووية، في إطار الحرب بأوكرانيا.

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً