وأكد بارو خلال كلمة له ضمن جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي حول الوضع في لبنان دعت إليها فرنسا، أن "الحل الدبلوماسي ممكن بالفعل. في الأيام الماضية عملنا مع شركائنا الأمريكيين على خطة مؤقتة لوقف إطلاق النار لمدة 21 يوماً للسماح بالمفاوضات". وأضاف أن الخطة ستعلن قريباً.
وقال: "نعول على الطرفين لقبولها دون تأخير من أجل حماية السكان المدنيين والسماح ببدء المفاوضات الدبلوماسية". وذكر بارو، الذي سيتوجه إلى لبنان في الأيام المقبلة، أن باريس عملت مع الأطراف في تحديد المعايير لحل دبلوماسي للأزمة بموجب قرار مجلس الأمن رقم 1701، وأردف قائلاً "إنه مسار صعب ولكنه ممكن".
في سياق متصل، قال رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي خلال الجلسة إن "عدد الشهداء المدنيين في ارتفاع والمستشفيات أصبحت غير قادرة على استقبال مزيد من الجرحى"، وأضاف: "جئنا لنؤكد حق لبنان في الاستقرار والأمان والسيادة والدفاع عنها ونقدر الجهود الفرنسية الأمريكية من أجل وضع نهاية لهذه الحرب القذرة". وتابع: "إسرائيل تنتهك سيادتنا وأدعو مجلس الأمن للضغط عليها من أجل "وقف فوري لإطلاق النار على كل الجبهات".
من جانبه، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش خلال الجلسة: "إن لبنان أضحى على حافة الهاوية". مؤيداً الجهود الدبلوماسية لوقف إطلاق النار بين الأطراف في لبنان وإسرائيل. وأضاف: "لبنان بحاجة إلى 70 مليون دولار على الأقل للاستجابة لأعداد متزايدة من النازحين".
وأشار غوتيريش إلى أن الشعبين اللبناني والإسرائيلي والعالم لا يمكن أن يتحملوا تحول لبنان إلى غزة أخرى وأن "الأعمال العدائية تصاعدت بشكل كبير في أعقاب تفجير أجهزة اتصالات في لبنان".
وأكد وزير خارجية الجزائر أحمد عطاف خلال الجلسة أن "إسرائيل تحاول تحويل لبنان إلى غزة أخرى"، مشيراً إلى أن ما يتعرض له هذا البلد العربي اكتملت فيه كل أركان الجرائم التي استنسختها تل أبيب من القطاع"، فيما قال نائب سفيرة أمريكا لدى الأمم المتحدة إن "واشنطن تحاول تجنّب حرب أوسع نطاقاً والقرار 1701 هو السبيل الوحيد لوقف التصعيد بشكل دائم وتمكين النازحين في إسرائيل ولبنان من العودة إلى ديارهم".
في سياق متصل، نقلت وكالة أسوشيتد برس عن مسؤول لبناني قوله: "إن جهوداً جادة تُبذل بقيادة واشنطن لإنهاء القتال"، مبيّنا أن الهدف هو التوصل إلى وقف مؤقت لإطلاق النار لمدة 4 أسابيع. وكذلك نقلت صحيفة وول ستريت جورنال عن مفاوضين عرب قولهم "إن واشنطن تدفع بخطة لوقف القتال لمدة تصل إلى 4 أسابيع بمساعدة شركاء مثل مصر وقطر".
كما نقلت صحيفة فايننشال تايمز عن مصدر قوله: "إن الولايات المتحدة وفرنسا كانتا تستعدان للدعوة إلى هدنة مؤقتة لكن حزب الله طلب تعديلات". فيما قالت هيئة البث العبرية نقلاً عن مصدر مطلع إن أي تسوية مع حزب الله يجب أن تتضمن شيئاً بخصوص غزة، مشيرة إلى أن المقترح سيعرض قريباً على إسرائيل وحزب الله.
ونقلت صحيفة "إسرائيل اليوم" عن مصدر سياسي لم تكشف عن هويته أن إسرائيل أبدت استعدادها للتفاوض بشأن وقف مؤقت لإطلاق النار رغم تقديرها أن احتمالات نجاح المبادرة الأمريكية الفرنسية ضئيلة، فيما نقلت شبكة بلومبيرغ عن مسؤولين غربيين قولهم: "إن الجهود الأمريكية والفرنسية الرامية إلى وقف القتال بين حزب الله وإسرائيل ليست مضمونة النجاح".
وناقش أعضاء مجلس الأمن الدولي التطورات الأخيرة جراء الهجوم الجوي الواسع الذي تشنه إسرائيل على لبنان منذ الاثنين الماضي واستعدادها لغزو بري، إذ تتابعت الدعوات إلى وقف التصعيد والتحذيرات من اندلاع حرب إقليمية واسعة.