مقتل أكثر من 180 في السودان وتدخلات دولية لوقف القتال والعودة إلى المفاوضات / صورة: AFP (AFP)
تابعنا

قال قائد قوات الدعم السريع السودانية محمد حمدان دقلو، المعروف باسم حميدتي، اليوم الثلاثاء إن القوات شبه العسكرية تؤكد موافقتها على "هدنة 24 ساعة لضمان المرور الآمن للمدنيين وإجلاء الجرحى".

وأضاف حميدتي أن القوات المسلحة السودانية لم تلتزم بوقف إطلاق النار وقصفت مناطق مكتظة بالسكان من الجو وعرّضت أرواح المدنيين للخطر.

وقال في سلسلة تغريدات "ننتظر المزيد من المناقشات مع وزير الخارجية الأمريكي حول سبل معالجة هذه الانتهاكات".

قال مبعوث الأمم المتحدة لدى السودان فولكر بيرتيس، الاثنين، إن أكثر من 180 شخصاً قُتلوا وأصيب 1800 آخرون، خلال الأيام الثلاثة الماضية. وأضاف فولكر بيرتيس للصحفيين عبر الهاتف إن "القتال مستمر دون انقطاع تقريباً"، وإنه من الصعب "تحديد التوازن كافة في هذه الأحداث".

وجاءت تصريحات المبعوث الأممي بعد ساعات من مناشدة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الأطراف المتصارعة في السودان إلى إنهاء القتال "فوراً"، محذراً من استمرار الأعمال العدائية.

كما أشار إلى أن طرفَي النزاع "متمسكان برؤيتهما"، موضحاً أنه "لم يجرِ رصد حل قريب للأزمة". وتابع: "لم نلحظ أي تفاهم قريب بين طرفي النزاع في السودان، ومن الصعب وصول الوسطاء إلى هناك".

وكانت لجنة أطباء السودان المركزية المستقلّة والمؤيدة للديموقراطية قد أعلنت في وقت سابق الاثنين مقتل ما لا يقلّ عن 97 مدنياً في هذه المعارك، سقط 56 منهم السبت و41 الأحد، مشيرة إلى أن نصف القتلى تقريباً سقطوا في العاصمة.

دعوات للهدنة

في السياق ذاته، قال مسؤول بوزارة الخارجية الأمريكية، اليوم الثلاثاء، إن وزير الخارجية أنتوني بلينكن عبر عن "قلقه البالغ" إزاء سقوط قتلى وجرحى في صفوف المدنيين في السودان في اتصالين منفصلين مع قائد القوات المسلحة وقائد قوات الدعم السريع شبه العسكرية.

وأضاف المسؤول أن بلينكن شدد على مسؤولية كلّ من قائد الجيش الفريق أول عبد الفتاح البرهان وقائد الدعم السريع الفريق أول محمد حمدان دقلو عن ضمان سلامة غير المسلحين، بما يشمل الدبلوماسيين والعاملين في المجال الإنساني.

وكان بلينكن قد كشف عن أن قافلة دبلوماسية أمريكية تعرضت لإطلاق نار الاثنين في السودان، مضيفاً أن التقارير الأولية تشير إلى أن قوات مرتبطة بالدعم السريع هي من أطلقت النار.

ودعا وزير الخارجية الأمريكي جميع الأطراف إلى وقف لإطلاق النار لمدة 24 ساعة. وأوضح بأن: "من شأن وقفٍ كهذا لإطلاق النار أن يشكل أساساً للعودة إلى المفاوضات".

ودعا البيت الأبيض من جانبه أيضاً في بيان إلى وقف فوري لإطلاق النار دون شروط مسبقة.

بدوره، أعرب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في كلمة خلال اجتماع للجيش، عن أمله في "استعادة قواتنا من السودان في أسرع وقت". وقال السيسي إن: "ما يحدث في السودان شأن داخلي، لكن يمكن أن نلعب دوراً إيجابياً ووساطة لاستعادة الهدوء والهدنة".

العودة إلى المفاوضات

كما حض وزراء خارجية دول مجموعة السبع الثلاثاء طرفي النزاع على "وقف الأعمال العدائية فوراً" والعودة إلى طاولة المفاوضات.

ودفع تصاعد العنف في السودان القضية إلى جدول أعمال مجموعة السبع التي التقى وزراء خارجيتها في منتجع كارويزاوا الياباني.

وقال الوزراء في بيان بعد يومين من المحادثات "نحض طرفي النزاع على وقف الأعمال العدائية فوراً دون شروط مسبقة"، محذرين من أن القتال "يهدد أمن وسلامة المدنيين السودانيين ويقوض جهود استعادة الانتقال الديمقراطي في السودان".

ودعوا في البيان "إلى نبذ العنف والعودة إلى المفاوضات واتخاذ خطوات فعالة لخفض التوترات وضمان سلامة جميع المدنيين والدبلوماسيين والعاملين في المجال الإنساني".

من جانبه، أعلن الجيش السوداني، مساء الاثنين، أن قواته نجحت في المرحلة الأولى بـ"تأمين الموقف وامتصاص الصدمة، وستنتقل إلى مرحلة تالية بقوات جديدة".

جاء ذلك في بيان، للمتحدث باسم الجيش، نبيل عبد الله، مع استمرار الاشتباكات المسلحة مع قوات "الدعم السريع" شبه العسكرية لليوم الثالث، دون أن يحدد تفاصيل تلك المرحلة.

وقال متحدث الجيش: "نجحت قوات المرحلة الأولى في امتصاص الصدمة وتأمين الموقف، والظروف مهيأة للانتقال إلى المرحلة التالية بقوات جديدة عقب اكتمال كل المعلومات المطلوبة"، دون تفاصيل أكثر.

وأكد أن "مناوشات اليوم كانت محدودة جداً وانحصرت في تأمين محيط منطقة القيادة العامة للجيش ومحيط المطار (بالعاصمة الخرطوم)". وتحدث عن "تسليم عدد كبير" من أفراد قوات الدعم السريع أنفسهم إلى الجيش، فضلاً عن "السيطرة" على معسكر تابع لتلك القوات.

واشتدت الاشتباكات المسلحة بين الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع"، بعدة مدن في مقدمتها العاصمة الخرطوم.

وصباح السبت، اندلعت الاشتباكات بين الجيش و"الدعم السريع" في الخرطوم، وتبادل الطرفان اتهامات ببدء كل منهما هجوماً على مقار تابعة للآخر، بالإضافة إلى ادعاءات بالسيطرة على مواقع تخص كلاً منهما، ووصف الجيش قوات "الدعم السريع" بـ"المتمردة".

وعام 2013 جرى تشكيل "الدعم السريع" لمساندة القوات الحكومية في قتالها ضد الحركات المسلحة المتمردة في إقليم دارفور (غرب)، ثم تولت مهام منها مكافحة الهجرة غير النظامية على الحدود وحفظ الأمن قبل أن توصف من الجيش بأنها "متمردة" عقب اندلاع الاشتباكات.

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً