انطلق دوري كرة القدم في كوريا الجنوبية لموسم 2020 بمباراة دون جماهير، في مواجهة تأجلت أكثر من شهرين بسبب تفشي فيروس كورونا (Reuters)
تابعنا

وقف فيروس كورونا منافسات دوريات وبطولات كرة القدم حول العالم، كما وقف عدداً من الأنشطة الثقافية والرياضية الأخرى، خوفاً من انتشار العدوى، واستجابة لإجراءات الإغلاق التي أعلنها معظم دول العالم.

خلال الأسبوع الحالي، ومع بدء دول أوروبية في تخفيف إجراءات الإغلاق، فتحت أندية في إسبانيا وإيطاليا أبواب مراكز التدريب للاعبيها لتمارين فردية مع اعتماد بروتوكول صحي صارم يشمل إخضاعهم لفحوص الإصابة بالفيروس، واحترام قواعد التباعد الاجتماعي، على أمل التمكن من استئناف التمارين الجماعية في وقت لاحق هذا الشهر، وربما المباريات في يونيو/حزيران.

ملامح عودة باهتة

انطلق الجمعة دوري كرة القدم في كوريا الجنوبية لموسم 2020، بمباراة دون جماهير، في مواجهة تأجلت أكثر من شهرين بسبب تفشي فيروس كورونا، ووُضعَت بطاقات صفراء وبيضاء عملاقة تقول "نراكم قريباً" على المقاعد الفارغة، فيما ارتدى المدربون والبدلاء الكمامات.

واشترت محطات تليفزيونية من عشر دول، أغلبها في آسيا وأوروبا، حقوق بث الموسم، وبث الاتحاد الكوري الجنوبي لكرة القدم مباراة اليوم على الهواء مع تعليق باللغة الإنجليزية على حسابات الدوري في تويتر ويوتيوب.

وتأمل الأندية الأوروبية بخاصة، في التمكن من استكمال الموسم الحالي، لأسباب شتى أبرزها الحدّ من الخسائر المالية التي تتكبدها جراء توقف إيرادات المباريات والبث التليفزيوني.

وعلى الرغم من رغبة الأندية والبطولات في استكمال الموسم، أبدى لاعبون في الآونة الأخيرة قلقهم من ذلك في ظلّ الظروف الصحية الراهنة، لا سيما وأن بعض الأندية خصوصاً في إيطاليا وإسبانيا، كشفت عن تسجيل حالات إصابة بالفيروس في صفوفها مع بدء إجراء فحوص لأفرادها.

وستكون التجربة الألمانية، التي ستعود فيها المباريات خلال أيام، محطّ ترقُّب عديد من البطولات الأخرى، لكنها لم تحدد بعدُ خريطة طريق عملية وزمنية واضحة.

تعويل على الحظّ

حذر الأمين العام للاتحاد الدولي للاعبي كرة القدم المحترفين (فيفبرو)، يوناس باير-هوفمان، من أن نجاح تجربة الدوري الألماني في استئناف منافساته بعد توقف نحو شهرين بسبب فيروس كورونا، سيعود في جانب منه إلى الحظ.

وستصبح ألمانيا صاحبة أول بطولة وطنية كبرى في اللعبة، تستأنف منافسات موسم 2019-2020، وذلك بدءاً من 16 مايو/أيار، بعدما نالت رابطة الدوري ضوءاً أخضر من السلطات السياسية، وستقام المباريات دون جمهور، على أن تعتمد الأندية بروتوكولاً صحياً صارماً للوقاية من الفيروس.

ومع بدء العد العكسي لعودة الكرة الألمانية، حذّر باير-هوفمان في حديث نشرته شبكة "سكاي"، من أن الأمور قد تسير في غير اتجاه، وأوضح أن "الألمان سيكونون الأوائل، لذلك بالتأكيد يُطرَح عديد من الأسئلة".

وتابع: "علينا أن نكون صريحين في القول إن نجاح أو فشل هذا البروتوكول سيعود في جزء منه إلى بعض الحظّ الجيد أو العاثر، ربما لن يلتقط أحد العدوى وحينها يمكن اعتبار الأمر نجاحاً. لكن ذلك سيرتبط ربما بعدم مخالطة أي أحد من الفرق لأي شخص من المجتمع يحمل الفيروس، وتالياً أن لا ينقله إلى الفريق".

وأضاف: "الآن البوندسليغا ستكون الأولى على صعيد العودة بين البطولات الكبرى. بروتوكولهم سيكون موضع مراقبة من كثيرين في عالم كرة القدم، سيكون بمثابة اختبار. يبقى علينا أن نرى ما إذا كان سيشكل نجاحاً بالطبع مع الأخذ في الاعتبار صحة الجميع، ونأمل في أن ينجح".

هل يمكن لأحد أن يسأل عن مصير كرة القدم والقذائف تنهمر؟ يجب أن تعتبروا. إننا في حالة حرب

ألبرتو فيلاني - عضو اللجنة العلمية لمواجهة كورونا في إيطاليا

مخاوف وإصابات اللاعبين

من جهة أخرى قال باير-هوفمان: "بطبيعة الحال، أبدى عديد من اللاعبين مخاوف كبيرة بشأن صحتهم وصحة أفراد عائلاتهم، وبالطبع أمامهم الوضع العامّ في مجتمعاتهم حيث يقدمون مثالاً جيداً".

وتابع: "في الوقت عينه، عندما ننظر إلى اللاعبين ذوي الرواتب المنخفضة وظروف التوظيف الصعبة، بالنسبة إليهم يتزايد الضغط من أجل تحقيق الدخل والحفاظ على مسيرتهم، كحال عديد من الناس في العالم".

من جهة أخرى، يرغب المعنيون بكرة القدم الإيطالية في استئناف الموسم في أقرب فرصة ممكنة، لكنهم يصطدمون بعقبات كثيرة أبرزها تسجيل حالات جديدة في صفوف اللاعبين والأندية، وإجراء فحوص فيروس كورونا، وعدم الاتفاق مع السلطات الصحية والسياسية.

وبات السؤال يُطرح عما اذا كانت إيطاليا ستحذو حذو فرنسا التي أنهت الموسم بشكل مبكر وتوجت باريس سان جرمان بطلاً، أو ألمانيا التي قررت استئناف الدوري دون جمهور ومع إجراءات صحية صارمة.

ونقلت الصحف الإيطالية عن رئيس اتحاد كرة القدم غابرييلي غرافينا، أحد أبرز الداعين إلى العودة، تساؤله: "قولوا لنا ماذا يجب أن نفعل لنعود للعب".

وتبدو الهوة كبيرة بين الطرفين، ويمكن تلخيصها بمقارنة بين أسطورة ميلان مديره الرياضي باولو مالديني، وأحد أعضاء اللجنة العلمية لمواجهة كورونا ألبرتو فيلاني، إذ أصرّ مالديني الذي أصيب وابنه بالفيروس في مارس/آذار الماضي، على "واجب محاولة العودة إلى الملاعب".

وردّ عليه فيلاني في تصريح لصحيفة "لا ريبوبليكا" جاء فيه: "اسمعوني... هذا الفيروس شلّ حركة الكرة الأرضية"، وتابع: "الموتى آلاف، ونظامنا الصحي كاد ينهار لأن أفراده أنهكهم التعب، هل يمكن لأحد أن يسأل عن مصير كرة القدم والقذائف تنهمر؟ يجب أن تعتبروا. إننا في حالة حرب، إننا نواجه هزة أرضية، أو تسونامي".

وأتت هذه الإعلانات في أسبوع بدأت فيه الأندية معاودة التمارين في مراكزها، لكن مع إبقاء طابعها الفردي في الوقت الراهن. وتأمل الأندية والسلطات في معاودة التمارين الجماعية في 18 مايو/أيار.

واعتبرت صحيفة "إل ميساجيرو" أن تسجيل إصابات بالفيروس في صفوف الأندية الإيطالية هو "إشارات سلبية للغاية حيال استئناف الدوري"، لكن العقدة الأساسية في إيطاليا تبقى عدم الاتفاق على البروتوكول الصحي على غرار ما حصل في دول أخرى.

تغييرات مؤقتة في القوانين

من جهة أخرى قد تقود العودة إلى ممارسة اللعبة، وإجراءات التباعد الاجتماعي، بالإضافة إلى الضغط الذي سيحصل لإنهاء مباريات المواسم المعلقة قبل بداية المواسم الجديدة، إلى بعض التغييرات المؤقتة في قوانين اللعبة.

في هذا الصدد أعلن مجلس الاتحاد الدولي لكرة القدم "إيفاب"، موافقته على منح الفرق حق إجراء 5 تبديلات في المباريات التي ستجري نهاية عام 2020.

وقالت "إيفاب" في بيان عبر موقعها الإلكتروني الجمعة، إنها صدّقَت على مقترح الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، بخصوص زيادة عدد التبديلات إلى 5 بدلاً من 3، تحسباً للضغط المتوقع في جدول المباريات، إثر وقف الدوريات لفترة طويلة بسبب تفشي فيروس كورونا.

وأوضحت أن قرار إجراء 5 تبديلات سيُطبَّق مؤقتاً لنهاية العام خلال المباريات العادية (90 دقيقة)، في حين سيحقّ للفرق خلال المباريات الإقصائية التي تلجأ إلى اأشواط إضافية إجراء 6 تبديلات.

وأشار البيان إلى أن إيفاب وفيفا سيحدّدان في وقت لاحق ما إذا كانت حاجة إلى تمديد قرار إجراء 5 تبديلات خلال بطولات 2021.

قرار إجراء 5 تبديلات خلال المباراة سيُطبَّق مؤقتاً حتى نهاية عام 2020 خلال المباريات العادية (Reuters)
ستصبح ألمانيا صاحبة أول بطولة وطنية كبرى في اللعبة تستأنف منافسات موسم 2019-2020، وذلك بدءاً من 16 مايو/أيار (Reuters)
TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً