القوات المسلحة التركية نفّذت خلال السنوات الأخيرة عدداً من العمليات العسكرية ضد التنظيمات الإرهابية في سوريا والعراق (Reuters)
تابعنا

يشكل اسم العملية العسكرية رسالة ترتبط بشكل وثيق بالهدف النهائي الكامن في العقل الاستراتيجي المخطط لها.

وتحت أسماء مختلفة شهدت السنوات الماضية عمليات متنوعة شنتها القوات المسلحة التركية في سوريا والعراق ضد التنظيمات الإرهابية التي تشكل تهديداً على الأراضي التركية.

ويشي تأمل هذه الأسماء بفرق جوهري واضح مرتبط بالساحة الجغرافية للعمليات، ودلالات أخرى تتعلق بالتنظيم المستهدف وما إن كانت العملية دفاعية أو هجومية، وما إن كانت جوية أو برية، كما يتضمن الاسم أبرز الرسائل المتعلقة بالقوة والسلام، وغيرها من الرسائل.

وهذه هي العمليات التي خاضها الجيش التركي في دول الجوار في السنوات الأخيرة وفق تسلسلها الزمني:

عملية درع الفرات (24 أغسطس/آب 2016-31 مارس/آذار 2017)

خاضت فيها قوات الجيش التركي وكتائب الجيش الحر معارك لإبعاد خطر تنظيم داعش الإرهابي عن الأراضي التركية وذلك بعد تنفيذ التنظيم الإرهابي عشرات عمليات إطلاق الصواريخ على المناطق المدنية التركية وتنفيذ عمليات تفجير انتحارية إرهابية، كما هدفت العملية إلى منع سيطرة تنظيم PKK/PYD الإرهابي على المنطقة، إذ نجحت القوات التركية في تأمين مناطق كالباب وجرابلس من التنظيمات الإرهابية، وفرض الأمن والسلام فيها.

والدرع أداة حماية ودفاع عن النفس أكثر من كونها أداة هجومية، ومن هنا ارتباطها بأهداف العملية، ومنها تأمين المدن التركية الحدودية من نيران قصف التنظيمات الإرهابية، وعدم السماح بقيام كيان إرهابي متصل بين ضفتَي نهر الفرات.

عملية غصن الزيتون (20 يناير/كانون الثاني-24 مارس/آذار 2018)

تقدمت القوات التركية وكتائب الجيش السوري الحرّ للسيطرة على بلدات وقرى عفرين شمالي سوريا لتخليص سكانها من بطش تنظيم PKK/PYD الإرهابي الذي سيطر على المنطقة بقوة السلاح وارتكب جرائم بحق السكان العرب والتركمان هناك.

وحمل اسم هذه العملية أكثر من دلالة، فمن جهة هناك الترابط بينه وبين عفرين الهدف الأساسي للعملية والمشهورة بأشجار الزيتون التي تغطي أريافها، ومن جهة أخرى فغصن الزيتون علامة السلام الذي كانت تفتقده المناطق المذكورة تحت حكم التنظيمات الإرهابية وتحت قصف طائرات النظام السوري وحليفه الروسي.

عملية نبع السلام (9 أكتوبر/تشرين الأول 2019-17 أكتوبر/تشرين الأول)

استهدفت قوات الجيش التركي وحلفائه من قوات الجيش السوري الوطني شمال شرق سوريا استجابة لنداء السكان هناك ولتخليصهم من الممارسات القمعية للتنظيمات الإرهابية وضرب مخطط إقامة كيان إرهابي انفصالي على الحدود مع تركيا وإقامة منطقة آمنة للاجئين السوريين بعمق 30 كيلومتراً.

وارتبط اسم عملية نبع السلام بجغرافيا المنطقة وأهداف العملية على حد سواء، بالمنطقة التي جرت فيها العملية بين رأس العين وتل أبيض والتي تحمل كثيراً من أسماء الينابيع على الجانبين التركي والسوري، كما أن العملية كان هدفها الأسمى إقامة منطقة آمنة يعمّها السلام.

عملية المخلب-النسر (15 يونيو/حزيران-15 يونيو/حزيران)

أطلقت القوات المسلحة التركية عملية باسم "المخلب-النسر" ضد تنظيم PKK الإرهابي شمالي العراق، ودمرت عشرات من الأهداف في جبال قنديل شمالي العراق حيث يتحصن التنظيم الإرهابي ويتخذ من تلك المنطقة معسكراً خلفياً له لشنّ هجمات إرهابية على تركيا.

واختيار اسم هذه العملية يرتبط باعتمادها على سلاح الطيران وحده، فنسور الأناضول هو اللقب الشعبي لطياري سلاح الجو التركي، واسم مناورات منتظمة ينفّذونها، والنسر هو أكبر الطيور من الجوارح ويتميز بقوة عضلاته التي تعطيه القدرة على الطيران لمسافات طويلة.

عملية المخلب-النمر (17 يونيو/حزيران - مستمرة)

على عكس العملية السابقة التي كانت من الجو فقط، انطلقت عملية "المخلب-النمر" في منطقة هفتانين شمالي العراق، ضد عناصر تنظيم PKK الإرهابي، بمشاركة وحدات مقاتلي النخبة "الكوماندوز" المدعومين بسلاح الجو.

اعتماد هذه العملية على قوات المشاة من النخبة يفسّر اسمها المرتبط بالنمر الذي يُعَدّ مثالاً للقوة والشجاعة، وهو ما دفع -على ما يبدو- شركة FNSS التركية للصناعات الدفاعية إلى تسمية دبابتها المصنوعة محلياً بـ"نمر" .

TRT عربي
الأكثر تداولاً