موسكو تجدد مهلة الاستسلام في ماريوبول   (Reuters)
تابعنا

وجهت روسيا اليوم الأربعاء إنذاراً جديداً للمقاتلين الأوكرانيين الذين لا يزالوا محتجزين في ماريوبول من أجل الاستسلام، في الوقت الذي تسعى فيه لتحقيق نصر حاسم في هجومها الجديد على الشرق، فيما تعهدت الحكومات الغربية بتقديم مزيد من المساعدات العسكرية لكييف.

وفشل الهجوم العسكري الروسي المستمر منذ ما يقرب من ثمانية أسابيع في السيطرة على أي مدينة كبيرة في أوكرانيا، مما أجبر بالتالي موسكو على إعادة التر كيز في المناطق الانفصالية وما حولها.

وقال مستشار رئاسي أوكراني في ساعة متأخرة من مساء الثلاثاء إن روسيا قصفت مصنع آزوفستال للصلب، المعقل الرئيسي المتبقي في ماريوبول، بقنابل خارقة للتحصينات.

وكتب المستشار، ميخايلو بودولاك، على تويتر: "العالم يشاهد قتل الأطفال على الإنترنت ولا يحرك ساكناً".

وبعد انقضاء مهلة الإنذار السابقة للاستسلام ومع اقتراب منتصف الليل، قالت وزارة الدفاع الروسية، إنه لم يُلق أي جندي أوكراني أسلحته وجددت المهلة. فيما تعهد القادة الأوكرانيون بعدم الاستسلام.

وقالت وزارة الدفاع الروسية: "القوات المسلحة الروسية، انطلاقاً من مبادئ إنسانية بحتة، تقترح مرة أخرى أن يوقف مقاتلو الكتائب القومية والمرتزقة الأجانب عملياتهم العسكرية ابتداءً من الساعة 14 بتوقيت موسكو في 20 أبريل/نيسان ويلقون السلاح".

في غضون ذلك، أعلنت الولايات المتحدة وكندا وبريطانيا أنها سترسل المزيد من أسلحة المدفعية إلى أوكرانيا.

وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي: "سنواصل تزويدهم بالمزيد من الذخيرة، وسنقدم لهم مزيداً من المساعدات العسكرية"، مضيفة أنه يجري الاستعداد لفرض عقوبات جديدة.

وذكرت مصادر متعددة، أنه من المتوقع أن يعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن عن حزمة مساعدات عسكرية جديدة بنفس حجم حزمة الأسبوع الماضي البالغة 800 مليون دولار في الأيام المقبلة.

ومن جانبه، دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى وقف القتال لمدة أربعة أيام لأسباب إنسانية في نهاية الأسبوع المقبل، تزامناً مع احتفال المسيحيين الأرثوذكس بعيد القيامة، وذلك للسماح للمدنيين بالهروب وتسليم المساعدات الإنسانية.

الاستيلاء على مدينة

وعلى الصعيد ذاته، قالت أوكرانيا إن الهجوم الجديد أدى إلى الاستيلاء على كريمينا، وهي مركز إداري يقطنه 18 ألف شخص في لوغانسك، إحدى مقاطعتي دونباس.

وأكد وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف أن "مرحلة أخرى من هذه العملية قد بدأت".

وبعد أن تصدت القوات الأوكرانية في مارس/آذار لهجوم على كييف في الشمال، أرسلت روسيا بدلاً من ذلك قواتها إلى الشرق من أجل هجوم دونباس. كما شنت ضربات بعيدة المدى على أهداف أخرى، منها العاصمة.

وكانت منطقة دونباس المنتجة للفحم والصلب هي النقطة المحورية لحملة روسيا لزعزعة استقرار أوكرانيا منذ عام 2014، عندما استخدم الكرملين وكلاءً له لإنشاء "جمهوريتين شعبيتين" انفصاليتين في أجزاء من مقاطعتي لوغانسك ودونيتسك.

وأفادت وكالة أنباء إنترفاكس نقلاً عن التلفزيون الرسمي الروسي، يوم الثلاثاء، بأن نحو 120 مدنياً كانوا يعيشون بجوار مصنع آزوفستال للصلب المترامي الأطراف غادروا عبر ممرات إنسانية في ماريوبول، التي تشهد أعنف قتال في الحرب وأسوأ كارثة إنسانية.

وبقيت ماريوبول محاصرة منذ أيام الحرب الأولى. وحوصر عشرات الآلاف من السكان دون طعام أو ماء وتناثرت الجثث في الشوارع. وتعتقد أوكرانيا أن أكثر من 20 ألف مدني قد قتلوا هناك.

وقال الرئيس فولوديمير زيلينسكي في خطاب بالفيديو: "الجيش الروسي سيسجل نفسه إلى الأبد في التاريخ على أنه ربما أكثر الجيوش همجية ووحشية في العالم".

وأضاف: "قتل المدنيين عمداً وتدمير الأحياء السكنية والبنية التحتية المدنية واستخدام جميع أنواع الأسلحة، ومنها تلك المحظورة بموجب الاتفاقيات الدولية، هي بالفعل ديدن الجيش الروسي"، على حد تعبيره.

ومن جانبها نفت روسيا استخدام أسلحة محظورة أو استهداف المدنيين في حربها ضد أوكرانيا واعتبرت "الفظائع ملفقة".

وفي تسجيل مصور نشرته كتيبة آزوف الأوكرانية، يظهر أشخاص يعيشون في شبكة تحت الأرض أسفل مصنع الصلب، وتقول إن مئات النساء والأطفال والمدنيين المسنين يحتمون فيما ينفد ما بحوزتهم من إمدادات.

ولم تجر كييف وموسكو محادثات مباشرة منذ 29 مارس/آذار. ويحمل كل جانب الآخر مسؤولية انهيارها.

وقال مستشار الرئاسة الأوكرانية بودولياك: "من الواضح أنه على خلفية مأساة ماريوبول أصبحت عملية التفاوض أكثر تعقيداً".

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً