اتهم صحفيونَ هيئةَ الإذاعة البريطانية BBC بالتساهل الشديد مع إسرائيل، وزعموا أنها تدفع موظفيها إلى "البكاء في الحمامات" أو "أخذ إجازة من العمل".
وفي اجتماع هذا الأسبوع، أُثيرَ عديد من المخاوف مع كبار الشخصيات التحريرية، كما أُرسِلَ بريد إلكتروني إلى المدير العامّ تيم ديفي، يوضح المخاوف من أن BBC "تعامل حياة الإسرائيليين على أنها أفضل من حياة الفلسطينيين".
وعقدت BBC اجتماعات مع موظفين من الجاليات اليهودية والفلسطينية والعربية للاستماع إلى مخاوفهم.
وكشف مصدر مطّلع على فحوى هذه الاجتماعات أن "الموظفين كانوا يبكون في الحمامات، وكان العاملون المتعاقدون يضحون بأرباحهم من خلال عدم الحضور إلى العمل، بسبب المضايقات والضغوط"، وأضاف: "يشعر كثير من الناس بالانزعاج الشديد".
وفي رسالة البريد الإلكتروني الموجهة إلى ديفي، التي شاركها الموظفون الدوليون في BBC نيوز على نطاق واسع، جاء أنه "تُستخدم كلمات مثل (مذبحة) و(مجزرة) و(فظائع) بشكل بارز في الإشارة إلى تصرفات حماس، ولكن نادراً ما تُستخدم في إشارة إلى أعمال إسرائيل. ألا يثير هذا مسألة التواطؤ المحتمَل لهيئة الإذاعة البريطانية في التحريض والتجريد من الإنسانية والدعاية إلى الحرب؟".
وأشارت الرسالة إلى أن صحفيي BBC كانوا يتساهلون في كثير من الأحيان مع المسؤولين الإسرائيليين في المقابلات ويمنحونهم "وقت بث مريحاً" لتبرير أفعالهم.
كما قال مطلعون إن رؤساء الأخبار يمارسون ضغوطاً لضمان أن تعرض BBC اللحظات "العميقة" من حياة الناس في غزة.
مع ذلك لم يكن هذا كافياً لامتصاص الغضب المتزايد والشكاوى حول تحيز BBC تجاه إسرائيل.
كان من المقرر أن يظهر ديفي أمام لجنة 1922، وهي مجموعة من النواب المؤثرين في البرلمان، في وستمنستر مساء الأربعاء.
ولليوم الحادي والعشرين تواصل إسرائيل شنّ غارات مكثفة على غزة، مخلّفة آلاف الشهداء والجرحى من المدنيين، وتقطع عنها إمدادات المياه والكهرباء والغذاء والأدوية، ما أثار تحذيرات محلية ودولية من كارثة إنسانية مضاعفة، بموازاة مداهمات واعتقالات إسرائيلية مكثفة في مدن وبلدات الضفة الغربية المحتلة.
وردّاً على "اعتداءات إسرائيلية يومية بحقّ الشعب الفلسطيني ومقدساته"، أطلقت حركة حماس وفصائل فلسطينية أخرى في غزة عملية "طوفان الأقصى" في 7 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، اقتحمت في بدايتها مستوطنات ومواقع عسكرية إسرائيلية في غلاف قطاع غزة.
