وأعلن ترمب الخبر عبر موقعه تروث سوشيال، أمس الاثنين بعد أن صرّح بوقت سابق لصحيفة نيويورك تايمز بأنه يريد نائباً يتمتّع بالخبرة والسلوك المدروس. وقال ترمب أيضاً لشبكة فوكس نيوز الأسبوع الماضي، إن معسكره ينتظر ليرى كيف سيؤثّر ردّ الفعل العنيف المحيط بأداء بايدن في المناظرة، في السباق قبل الإعلان عن نائبه.
مَن جيمس ديفيد فانس؟
يُعَدّ جيمس ديفيد فانس من المحاربين الذين شاركوا بحرب العراق، ويبلغ حالياً 39 عاماً، درس القانون في جامعة ييل، ومارس لفترة مهنة المحاماة، وترشح لعضوية مجلس الشيوخ في عام 2022 بعد أن أيده ترمب في ذلك الوقت، مما ساعده على التغلب على المنافس الأساسي للحزب الجمهوري جوش ماندل، والمرشح الديمقراطي تيم رايان.
وخلال فترة ترشحه على قائمة الحزب الجمهوري في أوهايو لمقعد مجلس الشيوخ، حصد فانس التأييد من كبار المانحين، من أبرزهم المؤسس لشركة «باي بال» (Pay Pal) بيتر ثيل الذي تبرع بنحو 15 مليون دولار، وهو أكبر مبلغ على الإطلاق لدعم مرشح فردي في مجلس الشيوخ، وفقاً لـ«بوليتيكو» لدعم فانس.
وقبل أن يترشح لعضوية مجلس الشيوخ، برز اسم فانس عام 2016 حينما أصدر كتاباً يؤرخ فيه للآثار الاجتماعية والاقتصادية والثقافية لتراجع التصنيع في مدينة أوهايو التي نشأ فيها، بعنوان «Hillbilly Elegy». وفي هذا الكاتب حدّد فانس الأولويات الضرورية للنهوض بالصناعة في مدينة أوهايو، مثل الحدّ من الإنفاق غير الضروري والتضخم، وتعزيز إنتاج النفط والغاز المحلي، ومكافحة وباء المخدرات والموادّ الأفيونية، وإنهاء الإجهاض، وحماية الحدود الجنوبية، وتغيير سياسة الهجرة.
وحوّلت نتفلكس هذا الكتاب إلى فيلم بواشنطن عام 2020، وحاز شهرة كبيرة، بسبب عرضه ثقافة الطبقة العاملة ذات الدخل المنخفض من الأمريكيين البيض. واستعرض الكتاب ذكريات فانس وتجربته الخاصة ونشأته في أسرة فقيرة، إضافة إلى ذكرياته من خلال مراقبة الآخرين من حوله وهم يتنقلون في نظام الرعاية الاجتماعية.
وفي حديثه إلى الراديو الوطني عام 2016، قال فانس إن الكتاب يدور حول «حياة أناس حقيقيين عندما يتجه الاقتصاد الصناعي نحو الجنوب».
شخصية صدامية
يرى البعض فانس شخصاً صدامياً، فبعد إطلاق النار على ترمب السبت، أشار فانس في تغريدة على إكس إلى أن استراتيجية حملة الرئيس بايدن "أدت مباشرة إلى محاولة اغتيال الرئيس ترمب"، وأشار إلى تصريحات بايدن المرشح الديمقراطي التي وصف فيها ترمب بأنه "فاشي استبدادي ويجب وقفه عن الوصول إلى البيت الابيض بأي ثمن".
ولم يكُن فانس من الداعمين لترمب في البداية، إلا أنه تطور ليصبح مدافعاً عنه وعن أفكاره، وقال إنه لم يصوت للرئيس السابق في انتخابات عام 2016، وقال زميله السابق في الغرفة إن فانس أرسل له رسالة نصية تقول إن ترمب يمكن أن يكون "هتلر أمريكا"، حسب وكالة أسوشيتد برس.
وغيّر فانس مواقفه المعارضة لترمب ليصبح من أقوى مؤيديه، فأيّد ادّعاءات ترمب بتزوير الانتخابات في عام 2020 على خلاف نائب الرئيس آنذاك مايك بنس، وقال فانس في ذلك الوقت: «لو كنت نائباً للرئيس لكنت رفضت التصويت على النتائج، إلا إذا كانت الانتخابات حرة ونزيهة».
نشأته ومسيرته دراسياً وبالمجال العامّ
وُلد فانس في مدينة ميدلتاون بولاية أوهايو، وقضى جزءاً من طفولته في مدينة جاكسون بولاية كنتاكي، ونشأ على يد جده لأمه فيما كانت والدته تعاني إدمان المخدرات. وبعد إنهاء المدرسة الثانوية في مدينة ميدلتاون، التحق بقوات المارينز وأُرسلَ إلى العراق، والتحق لاحقاً بجامعة ولاية أوهايو ثم كلية الحقوق بجامعة ييل. وبعد تخرجه عمل لدى الملياردير بيتر ثيل بشركة "باي بال"، ثم أسس شركته الخاصة لرأس المال الاستثماري، ثم رشح نفسه لعضوية مجلس الشيوخ عام 2022.