ونقلت هيئة البث العبرية الرسمية، اليوم الثلاثاء، عن مقربين من بن غفير قولهم إن "نتنياهو وافق سراً على طلب الوزير بالانضمام إلى المنتدى الأمني المحدود (الكابينت)"، طالباً عدم الإعلان عن موافقته.
وأمس الاثنين، انتقد بن غفير نتنياهو على خلفية رفض الأخير ضمه إلى المجلس، قائلاً: "رئيس الوزراء يتخذ القرارات بمفرده ويعزل شركاءه في الحكومة"، مضيفاً: "لم نأتِ لنهتف على المنبر، لقد جئنا للتأثير، ولهذا السبب فإن مطلبنا بالدخول إلى منتدى إدارة الحرب ما زال قائماً".
"فقد السيطرة"
وعلى ضوء ما تتداوله وسائل الإعلام الإسرائيلية، قال زعيم المعارضة يائير لابيد: "لقد فقدَ نتنياهو السيطرة على كل شيء، على النظام السياسي والحرب، وعلى العلاقات الخارجية، وفقدَ السيطرة على حكومته". وانتقد لابيد شروط صفقة تبادل الأسرى مع حركة حماس، قائلاً: "إنها تسبب ضرراً لا داعي له، إنها مفاوضات معقدة دون أن يتعمد نتنياهو تعقيدها".
والأحد، قال نتنياهو في بيان صدر عن مكتبه: "الخطة التي وافقنا عليها ورحب بها (الرئيس الأمريكي جو) بايدن ستسمح لإسرائيل بإعادة الرهائن دون المساس بالأهداف الأخرى للحرب"، مضيفاً أن "أي اتفاق (مع الفصائل الفلسطينية) سيسمح لإسرائيل باستئناف القتال (لاحقاً) حتى تحقيق جميع أهداف الحرب".
ودافع لابيد عن قراره منح "شبكة أمان" لحكومة نتنياهو في الكنيست (البرلمان) في حال التوصل إلى اتفاق تبادل أسرى واستقالة وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش، على خلفية الاتفاق.
ومن المقرر أن تتجدد في الأيام القليلة المقبلة المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل وحماس بوساطة مصر وقطر للتوصل إلى اتفاق لتبادل الأسرى بين الجانبين ووقفاً لإطلاق النار، يفضي إلى ضمان دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.
وعلى مدار أشهر وأمام التعنّت الإسرائيلي بغطاء أمريكي، لم تنجح جهود الوساطة بالتوصل إلى اتفاق، إذ أعيقت على خلفية رفض نتنياهو الاستجابة لمطالب حماس بوقف الحرب بشكل كامل.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي تشنّ إسرائيل حرباً مدمرة على غزة بدعم أمريكي، خلفت أكثر من 126 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة عشرات الأطفال.