مصنع معالجة الذهب المستخرَج وتحويله إلى سبائك في شمال السودان.  (NYTimes)
تابعنا

كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية في تحقيق نُشر بعنوان "من روسيا مع الحب: حليف لبوتين يستخرج الذهب من السودان"، عن تورُّط مجموعة فاغنر الروسية وحليف بوتين الأساسي يفغيني بريغوجين، في استخراج الذهب من السودان ودعم الكرملين.

في أعماق الصحراء، تحديداً في منطقة تبعد نحو 200 ميل شمال العاصمة الخرطوم، مصنع يخضع لحراسة مشددة بأبراج لامعة، وتهيمن شركة "غامضة" على عمليات استخراج ومعالجة خام الذهب وتحويله إلى سبائك مصقولة.

يطلق السكان المحليون على الشركة اسم "الشركة الروسية"، ومعلوماتهم عنها تنحصر في أنها "شركة روسية تقدم أفضل الأسعار، ولا نعرف عنهم كثيراً"، وفق ما قاله عمار الأمير، أحد عمال منجم في بلدة العبيدية، الغنية بالذهب التي تقع على بعد عشرة أميال من المصنع.

أظهر تحقيق "نيويورك تايمز" استناداً إلى سجلات الشركة والحكومة السودانية، أن مجموعة فاغنر الروسية هي التي تسيطر على منجم الذهب، وهي شبكة غامضة متورطة في عمليات تأثير سياسي واسعة ويقودها حليف بوتين، بريغوجين.

ووفق خبراء ومسؤولين غربيين يتابعون الأنشطة المشبوهة لمجموعة فاغنر منذ ظهورها عام 2014، ثم توسعها في إفريقيا عام 2017، فقد اشتهرت المجموعة بتوريد الأسلحة والمرتزقة إلى بعض أماكن الصراع، وكسب المال واستغلال النفوذ، وتحولت إلى أداة لسلطة الكرملين منخفضة التكلفة ويسهل التنصل من علاقة مباشرة معها، لكنها في الوقت نفسه تخدم طموحات الرئيس الروسي، وفق الصحيفة الأمريكية.

توسعت أعمال فاغنر في إفريقيا بدءاً من عام 2017، وأصبح مرتزقتها عاملاً محورياً في عديد من البلدان المضطربة، ولعبوا دوراً في الصراع في ليبيا وموزمبيق وجمهورية إفريقيا الوسطى، وأخيراً مالي، واتُّهم المرتزقة الروس بارتكاب فظائع ضد المدنيين.

لكن ما يكشفه التحقيق الأمريكي يلقي الضوء على نشاط اقتصادي أكثر توسعاً للمجموعة الروسية في إفريقيا.

فقد حصلت فاغنر على امتيازات تعدين سودانية مربحة، وقد تتمكن من خلال نشاطاتها هناك من تعزيز مخزون الكرملين من الذهب، فيما يخشى مسؤولون أمريكيون أن يؤثّر ذلك في تخفيف تأثير العقوبات الاقتصادية على روسيا، ودعم الروبل.

وقد وطدت فاغنر علاقتها بالفريق السوداني محمد حمدان دقلو، منذ استيلاء الجيش السوداني على السلطة بانقلاب في أكتوبر/تشرين الأول 2021.

وكانت اتفاقيات التعدين والكشف عن الذهب ومعالجته، مقابل دعم مرتزقة فاغنر للجنرال دقلو عسكرياً والمساعدة على قمع الحركة الشعبية التي عارضت الانقلاب، وفق التحقيق الأمريكي.

كما كشف تحقيق "نيويورك تايمز"، أن فاغنر تدعم مساعي الكرملين في بناء قاعدة بحرية على البحر الأحمر لاستضافة سفنها الحربية التي تعمل بالطاقة النووية في شرق السودان، ولديها أهداف أخرى في ذلك البلد المناسب تماماً لأنشطتها التوسعية.

رغم كل تلك الأدلَّة نفى الكرملين وبريغوجين أي روابط تجمعهما بمجموعة فاغنر، التي يشاع أن اسمها مقتبَس من اسم ريتشارد فاغنر، الملحّن المفضَّل لهتلر.

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً