هدنة جديدة بالسودان.. الأمم المتحدة تحذّر: الوضع الإنساني وصل إلى نقطة الانهيار / صورة: AFP (AFP)
تابعنا

حذّر وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ مارتن غريفيث مساء الأحد من أن الوضع الإنساني في السودان وصل إلى "نقطة الانهيار".

جاء ذلك في بيان صدر عنه قُبيل توجّهه في رحلة إلى المنطقة "على الفور في ضوء تدهور الأزمة في السودان"، بناء على توجيهات الأمين العام أنطونيو غوتيريش.

وقال غريفيث في البيان الذي نُشر بالموقع الإلكتروني لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية: "قبل أسبوعين اندلعت اشتباكات في الخرطوم وفي أنحاء أخرى بالسودان".

وأضاف أن "الوضع الإنساني (في السودان) وصل إلى نقطة الانهيار".

وأوضح أن الوصول إلى الرعاية الصحية العاجلة، بما في ذلك المصابون في أعمال العنف، "مقيد بشدة، مما يزيد مخاطر الوفاة".

وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش قرر الأحد أن يوفد "فوراً" غريفيث إلى المنطقة في ضوء وضع "غير مسبوق".

وقال المتحدث باسمه ستيفان دوجاريك في بيان إنّ "الأحداث في السودان تحصل بنطاق وسرعة غير مسبوقين"، مبدياً "قلقه الكبير" وداعياً "جميع الأطراف" إلى حماية المدنيين والسماح لهم بمغادرة مناطق المعارك.

تمديد الهدنة

في الأثناء، أعلن الجيش السوداني وقوات الدعم السريع الأحد تمديد الهدنة التي تنتهي منتصف الليل لمدة ثلاثة أيام رغم خرقها باستمرار منذ بدئها.

وقال الجيش في بيان إنه بناء على المساعي السعودية والأمريكية "وافقت القوات المسلحة على تمديد الهدنة"، مؤكداً "جاهزيته التامة للتعامل مع أي خروقات".

كما أعلنت قوات الدعم السريع "تمديد أجَل الهدنة الإنسانية إلى 72 ساعة"، استجابة "لنداءات دولية وإقليمية ومحلية". وقالت إنها ستلتزم وقف إطلاق النار "رغم الخروقات المستمرة" من قِبل الجيش.

ومنذ 15 أبريل/نيسان الماضي تشهد ولايات سودانية اشتباكات واسعة بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، يتبادل فيها الجانبان الاتهامات بالمسؤولية عن اندلاعها عقب توجّه قوات تابعة لكل منهما للسيطرة على مراكز تابعة للآخر.

وأوقعت الحرب ما لا يقل عن 528 قتيلاً و4599 جريحاً، وفق أرقام أعلنتها وزارة الصحة السبت، لكن يُرجَّح أن تكون الحصيلة أعلى.

ويتبادل طرفا النزاع بانتظامٍ الاتهامات بانتهاك الهدنة. وأفاد شهود عيان لوكالة الصحافة الفرنسية بوقوع اشتباكات الأحد قرب مقر الجيش في الخرطوم، وتعرض مدينة أم درمان غرب العاصمة لقصف جوي.

ومن جنوب الخرطوم قال شاهد عيان: "هناك قتال عنيف جداً وإطلاق نار كثيف في الشارع كل بضع دقائق منذ الصباح الباكر".

ومع دخول المعارك أسبوعها الثالث لا تزال العائلات في العاصمة البالغ عدد سكانها نحو خمسة ملايين نسمة، وضواحيها، تعاني نقص الغذاء والمياه والكهرباء والسيولة النقدية، ويقبع كثيرون منهم في المنازل.

ونزح عشرات آلاف الأشخاص داخلياً أو إلى البلدان المجاورة، فيما تُنظِّم عدة دول أجنبية وعربية عمليات إجلاء واسعة.

شحنة مساعدات

وصلت إلى مدينة بورتسودان الأحد أول شحنة مساعدات إنسانية من الصليب الأحمر جواً، أُرسلت من عمّان، وتَزِن ثمانية أطنان.

وقال المدير الإقليمي لمنطقة إفريقيا في اللجنة الدولية للصليب الأحمر باتريك يوسف في مؤتمر صحفي افتراضي من جنيف: "تمكّنّا من الطيران إلى بورتسودان من عمان بوصفنا طاقماً طبياً مع مستلزمات للتعامل مع جرحى الحرب تكفي لاستقرار 1500 جريح".

ودعت القوى الدولية والإقليمية إلى وضع حد للعنف المتصاعد بين القائدين العسكريين، لكنهما رفضا المحادثات المباشرة.

واجتمع وزير الخارجية السعودي فيصل بين فرحان الأحد مع موفد للبرهان.

إلى ذلك، أجرى الشيخ منصور بن زايد نائب رئيس دولة الإمارات اتصالاً بالبرهان، نقل إليه خلاله حرص أبو ظبي على "دعم جميع الحلول والمبادرات السياسية السلمية الرامية إلى وقف التصعيد وإنهاء الأزمة في السودان"، وفق ما أفادت به وكالة أنباء الإمارات.

لكن الجامعة العربية أعلنت عقد اجتماعٍ الاثنين على مستوى السفراء بناءً على طلب مصر، للبحث مجدداً في الأوضاع في السودان.

وأعلنت الأمم المتحدة في بيان الإبقاء على عدد من موظفيها في السودان، على رأسهم المبعوث الخاص للأمين العام فولكر بيرتيس، فيما وصل 700 من موظفيها وموظفي السفارات والمنظمات غير الحكومية إلى ميناء بورتسودان تمهيداً لإجلائهم.

وقالت الأمم المتحدة إنّ نحو 75 ألف شخص نزحوا داخلياً خلال الأسبوع الأول من القتال بشكل رئيسي في ولايات الخرطوم والشمالية والنيل الأزرق وشمال كردفان وشمال وغرب وجنوب دارفور.

وفرَّ أكثر من 30 ألف شخص إلى تشاد وجنوب السودان وإثيوبيا وافريقيا الوسطى، حسب تقديرات الأمم المتحدة التي حذّرت من وصول عدد الفارّين إلى 270 ألف شخص في حال تواصل القتال.

وأعلنت وزارة الخارجية الأمريكية الأحد تمكّن نحو ألف مواطن أمريكي من مغادرة السودان بتسهيل من حكومة بلادهم منذ بدء المعارك بين الجيش وقوات الدعم السريع منتصف أبريل/نيسان.

وكانت وزارة الصحة السودانية قالت إنّ القتال طال 12 ولاية من أصل 18 في البلاد.

دارفور

في غرب دارفور قُتل 96 شخصاً على الأقل منذ الاثنين في مدينة الجنينة، حسب المفوضية العليا للأمم المتحدة لحقوق الإنسان التي وصفت الوضع بأنه "خطير".

وأشارت وزارة الصحة إلى "تسبب الصراع القبلي المسلح في تدمير لمستشفى الجنينة الرئيسي ولوزارة الصحة وإتلاف ما بها من ممتلكات وسيارات وأجهزة".

ووصف الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش القتال في دارفور بأنه "مروع"، وقال إنّ "المجتمع ينهار، ونرى القبائل تحاول الآن تسليح نفسها".

وقد شهد إقليم دارفور حرباً دامية بدأت في عام 2003 بين نظام الرئيس السابق عمر البشير ومتمردين ينتمون إلى أقليات إثنية، ما أسفر عن مقتل 300 ألف شخص ونزوح 2,5 مليون آخرين، وفق الأمم المتحدة.

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً