تحاول السعودية تقديم تعويضات لأسرة خاشقجي في محاولة طي ملفه بالمال (AFP)
تابعنا

نشرت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، الإثنين، تقريراً يشير إلى أن أبناء الصحفي السعودي جمال خاشقجي الذي قُتل في 2 أكتوبر/تشرين الأول في إسطنبول، تسلّموا بيوتاً كتعويضات، وأنهم يتقاضون شهرياً آلاف الدولارات من السلطات السعودية.

اعترفت السلطات السعودية، بعد قرابة ثلاثة أسابيع من الإنكار، بمقتل خاشقجي داخل قنصلية بلاده. وقدمت على إثر ذلك عدداً من المتهمين إلى محاكم سعودية، دون أن يكون بينهم أي مسؤول كبير.

السعودية، التي لا تزال تعيش تحت ضغط دولي وحقوقي يطالب بمحاكمة المسؤولين الفعليين وبإجراء محاكمات عادلة، تحاول، ربما، من خلال تقديم تعويضات لأسرة خاشقجي، طي ملفه بالمال.

بيوت بـ16 مليون دولار وتعويضات شهرية

أشارت الصحيفة إلى أن البيوت التي وُهبت لأبناء خاشقجي تقع في جدة غربي السعودية، في مجمع سكني، وتبلغ قيمة كل منها أربعة ملايين دولار، حسبما نقلت الصحيفة عن مسؤولَين سعوديَّين، حاليّ وسابق، وكذلك عن أشخاص مقربين من العائلة.

وأضافت الصحيفة أن السلطات السعودية تؤدّي دفعات شهرية لكلّ واحد من الأبناء الأربعة لخاشقجي، بأكثر من عشرة آلاف دولار.

وقالت الصحيفة، إن صلاح خاشقجي هو الابن الوحيد الذي لا يزال يقيم في السعودية، في حين يقيم بقية إخوته في الخارج، ويرجّح أنهم سيعرضون المنازل التي وهبت لهم للبيع.

ورجّحت الصحيفة أن يكون أبناء خاشقجي يحصلون أيضاً على دفعات مالية أعلى بكثير، في إطار مفاوضات حول الفدية، التي يُتوَقّع اكتمالها بعد انتهاء محاكمات المتّهمين بقتل خاشقجي خلال الأشهر المقبلة.

اعتراف رسمي؟

ذكرت الصحيفة أن دفع التعويضات لأبناء خاشقجي تم بموافقة من العاهل السعودي الملك سلمان في نهاية عام 2018، في إطار ما وصفه مسؤول سابق بأنّه اعترافٌ بأنّ "ظلماً كبيراً قد اقتُرف" ومحاولةٌ "لإصلاح خطأ".

وقاد المفاوضات مع العائلة السفير السابق للمملكة في واشنطن خالد بن سلمان، شقيق ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، بحسب ما جاء في الصحيفة.

وقالت الصحيفة إن هذه التعويضات تمثلّ جزءاً من الجهد الذي تبذله السعودية، للوصول إلى اتفاق طويل الأمد مع أفراد عائلة خاشقجي، بهدف تأمين صمتهم وصمودهم في التصريحات العلنية التي يدلون بها حول مقتل أبيهم.

المال حلّاً؟

قالت الصحيفة إن العائلة المالكة في السعودية تعتمد على ثروتها، لتساعدها على احتواء الأزمة المستمرة منذ قتل خاشقجي. وأنها تحاول من خلال تقديم هذه التعويضات دفع فدية مسبقة للعائلة للصمت أولاً، قبل أن يحصلوا ربما على فدية رسمية بعد إصدار الأحكام.

غير أن الصحيفة نقلت عن مسؤول سعودي قوله إن هذه التعويضات تمثّل نهجاً قديماً لما سمّاه دعم ضحايا الجرائم والكوارث مادياً.

واستبعد المسؤول الفرضية القائلة بأن هذه الأموال ستجعل عائلة خاشقجي تحافظ على صمتها، قائلاً إنّ الدعم الذي حصلوا عليه لا يعدو أن يكون "جزءاً من تقاليدنا وثقافتنا"، و"ليس له ارتباط بأي شيء آخر".

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً