كلما زاد شعور الشخص بأن قيمته الذاتية تعتمد على علاقته الجيدة مع الآخرين كان أكثر حساسية  (Others)
تابعنا

يمر الأفراد خلال مسيرتهم اليومية بالعديد من المواقف التي تتطلب منهم طرقاً مختلفة للاستجابة، وتختلف طرق الاستجابة بناء على معطيات شخصية لدى كل منهم، إلا أن ذلك لا يعني أن هناك شخصاً لم يمرّ بموقف ظهر فيه شديد الحساسية.

ومن ذلك ما يذكره الدكتور النفسي ج.جربر في الموقع العلمي "سيكولوجي توداي" ويضرب مثالاً على ذلك بأن يقول أحد أفراد العائلة لك أنك نسيت أن تتصل بهم الأسبوع الماضي، ثم تتوقف مؤقتاً في منتصف الجملة، في محاولة للحصول على موقف دفاعي. "كل هذه تصرفات لشخص حساس"، يقول جربر.

ولكن ما هو تفسير علم النفس الكامن وراء فرط الحساسية؟ وهل هناك نظام تفكير معين وراء هذا السلوك؟

نشر كل من الباحثين الأميركيين يانغ وجرجس دراسة علمية عام 2018، من منطلق هذه الأسئلة. وتظهر الدراسة العلاقة بين الغموض والحساسية واحترام الذات.

تشير الدراسة إلى أنه من أجل فهم كيفية تعريف فرط الحساسية، لابد أن ندرك أننا جميعاً نختلف في مدى ارتباط احترامنا لذاتنا بعلاقاتنا مع الآخرين.

ويحتاج بعض الناس إلى "علاقات إيجابية" مع الآخرين ليشعروا بقيمتهم الفردية. في حين لا يشكل الأمر قلقاً شخصياً لدى البعض الآخر. بمعنى كلما زاد شعور الشخص بأن قيمته الذاتية تعتمد على علاقته الجيدة مع الآخرين، كان أكثر حساسية، بحسب تعريف علماء النفس.

ويوضح الباحثان أن هذه النظرة للحياة والمتمثلة في أنه "يجب أن أًبقي الأمور جيدة مع الآخرين"، تؤدي إلى الإفراط في تفسير المواقف الغامضة على اعتبارها تهديدات شخصية.

ولتفسير ذلك، سألوا الناس عما سيشعرون به إذا قال أحدهم: "نسيت أن تتصل بي"، ثم توقف في منتصف الجملة. التوقف هنا يحمل تفسيرات متعددة، فقد يعني أن الشخص توقف عن الكلام ليفكّر، أو ربما كان غاضباً، أو شعر بالحرج.

ما وجده يانغ وجرجس هو أنه كلما كان الشخص أكثر حساسية، زاد احتمال شعوره بأنه في موضع للحكم عليه إضافة لشعوره بعدم الثقة بالنفس.

يتلخص الأمر هنا في أنك إذا كنت تهتم أكثر بالعلاقات مع الآخرين، فمن المرجح أن تشعر بموضع الحكم في هذه العلاقات. وقلما ما سيكون لذلك تأثيرات إيجابية إذ من المحتمل أن يتسبب ذلك بالتوتر في تلك العلاقات.

ويشار إلى أن الشخص شديد الحساسية ليس لديه نوع من الأنانية من خلال العلاقة التي يكونها. فالعلاقة بالنسبة له أمر بالغ الأهمية لاحترام الذات. ويتلخص الأمر بالنسبة له في القاعدة: "أنت لا شيء إلا إذا كان الجميع بخير".

ويبدو فرط الحساسية مؤلماً كما يصفه الدكتور جربر كون صاحبه يلجأ فيه إلى إغلاق المحادثة بدلاً من الاستماع إلى الآخرين وحل تلك المواقف غير المفهومة بالنسبة له، فيقفز مباشرة للاستنتاجات التي يفسرها.

"الطريقة الأسهل لمواجهة الحساسية المفرطة هي على الأرجح أن تتوقف، وتبطئ، وتسأل الشخص الآخر عما يعنيه حقاً، ومن ثم الاستماع، بدلاً من القفز إلى الاستنتاجات

د.جربر

وينصح الدكتور جربر بالتوقف عن التعامل مع الأفعال، والبدء في التعامل مع المعتقدات الأساسية. ويقول: "الطريقة الأسهل للقيام بذلك هي على الأرجح أن تتوقف، وتبطئ، وتسأل الشخص الآخر عما يعنيه حقاً، ومن ثم الاستماع، بدلاً من القفز إلى الاستنتاجات.

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً