يحذر الأطباء النفسيون من تعرض الأطفال الناجين من الزلازل لصدمات نفسية طويلة الأمد  / صورة: AFP / صورة: AA (AA)
تابعنا

يحذر الأطباء النفسيون من تعرض الأطفال الناجين بشكل خطير لصدمات نفسية طويلة الأمد في أعقاب الزلازل المدمرة التي ضربت جنوب شرقي تركيا وسوريا، الأسبوع الماضي.

ويطارد سركان تاتوغلو، السؤال المتكرر لابنته البالغة من العمر ست سنوات بعدما انهار منزلهما في الزلازل التي ضربت تركيا الأسبوع الماضي: "هل سنموت؟".

تصطف التوابيت على جوانب الطرق وتُطلق صفارات سيارات الإسعاف على مدار الساعة. وأثناء المشي بين أنقاض المباني المدمرة، يشاهد الأطفال عُمّال الإنقاذ وهم يرفعون أكياس جثث الضحايا من تحت الأنقاض.

تمكن تاتوغلو من مساعدة أطفاله الأربعة -الذين تتراوح أعمارهم بين ستة أعوام و 15 عاماً- على الهروب من منزلهم بعد الهزة الأولى للزلزال التي بلغت قوتها 7.7 درجة وضربت جنوب شرق تركيا وأجزاء من سوريا قبل فجر يوم 6 فبراير/شباط. إلا أن المنزل انهار في واحدة من الهزات الارتدادية التي بلغت حوالي 3000 هزة.

ورغم فقد تاتوغلو ما يقرب من اثني عشر من أقاربه. يقف الرجل البالغ من العمر 41 عاماً بقوة في مواجهة الكارثة. وتتمثل مهمته الأساسية في حماية أطفاله من هول المناظر الذي تتردد إلى أذهانهم وهم في الخيام ينتظرون انتهاء توابع الزلزال بالقرب من مركز مدينة كهرمان مرعش.

يقول تاتوغلو: "الأصغر سناً، التي أصيبت بصدمة من توابع الزلزال، تستمر في سؤالي: أبي، هل سنموت؟"

ويضيف: "تسأل (ابنتي) باستمرار عن أقاربنا. لكني لا أريهم جثثهم. نعانقهم أنا وزوجتي ونخبرهم بأن كل شيء على ما يرام".

لا أستطيع فعل أي شيء

تقول الطبيبة النفسية سويدا ديفيشي، من منظمة الأطباء المتطوعين التركية العالمية، إن البالغين يحتاجون إلى الدعم العاطفي مثل الأطفال في أعقاب مثل هذه المأساة.

وتضيف إن "الأجيال الأكبر سناً كانت أسرع في استيعاب الحجم العميق لمدى تغير حياتهم - ومقدار ما فقدوه".

وتستطرد ديفيتشي أثناء عملها في مدينة الخيام الواقعة بالقرب من مركز قهرمان مرعش "أخبرتني إحدى الأمهات: 'الجميع يقول لي كوني قوية، ولكن أنا لا يمكنني فعل أي شيء. لا يمكنني رعاية أطفالي ولا يمكنني تناول الطعام".

تنظر الطبيبة ديفيتشي إلى الأطفال وتقول "أنا لا أتحدث إليهم كثيراً عن الزلزال. نحن نرسم. سنرى مقدار ما ينعكس في رسوماتهم"، "وحتى الآن رسوماتهم طبيعية".

من جانبها تقول الخبيرة في حقوق الطفل إيسين كومان، إن السبب في ذلك هو أن الأطفال يتأقلمون مع محيطهم بسرعة أكبر من البالغين. لكنها تضيف "تدمير الزلزال لشبكات الدعم الاجتماعي القائمة يتركهم عرضة بشكل خطير لصدمات (نفسية) طويلة الأمد".

وتوضح كومان "بعض الأطفال فقدوا أسرهم. ولا يوجد أحد الآن لتقديم الدعم النفسي لهم".

وفي 6 فبراير/شباط الجاري ضرب زلزال جنوب تركيا وشمال سوريا بلغت قوته 7.7 درجة، أعقبه آخر بعد ساعات بقوة 7.6 درجة ومئات الهزات الارتدادية العنيفة، ما خلّف خسائر كبيرة بالأرواح والممتلكات في البلدين.


TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً