كيف انتشر الرعب من الفطر الأسود ولماذا اقترن بوباء كورونا؟ (AFP)
تابعنا

انتشرت حالة من القلق والجدل في مصر والسعودية والبحرين من وصول مرض "الفطر الأسود" إلى بلادهم ومدى خطورته، مقابل طمأنة رسمية من السلطات الصحية.

وقال المتحدث باسم وزارة الصحة السعودية محمد العبد العالي إن مرض "الفطر الأسود المرتبط بإصابات فيروس كورونا تَرِدُ عنه أسئلة كثيرة واتصالات لوزارة الصحة"، مؤكداً "عدم رصد أي حالات له داخل المملكة".

وأوضح في مؤتمر صحفي الأحد أن "الفطر الأسود لا يعتبر مسبباً لمرض بشكل مباشر أو ينتقل بشكل مباشر إلا في حالة العدوى الانتهازية"، حسب وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس).

وأضاف أن "العدوى تنتهز وجود خلل في مناعة جسم شخص أصيب بمرض مزمن ومضاعفات، وتصيبه بمرض إضافي فوق المرض الأساسي الموجود لديه وتتدهور الحالة الصحية بسبب ذلك".

وفي مصر قال المتحدث باسم وزارة الصحة خالد مجاهد في تصريحات متلفزة مساء السبت إنه "لا داعي للهلع والذعر والتهويل"، من دون توضيح وجود حالات مصابة بالفطر من عدمه.

لكن حسام حسني رئيس اللجنة العلمية لمواجهة فيروس كورونا في مصر، قال إنه "شخَّص حالتين بهذا المرض، لكن الأمر لم تكن له أي علاقة بفيروس كورونا".

وأكد حسني خلال مداخلة هاتفية مع برنامج "حضرة المواطن" عبر فضائية "الحدث اليوم" المصرية أن "علاج هذا الفطر متوفر في مصر بشكل كامل".

وخلال اليومين السابقين نفى مسؤولون بوزارة الصحة وجود حالات في البلاد مصابة بـ"الفطر الأسود"، حسب وسائل إعلام محلية منها جريدة "أخبار اليوم" الحكومية.

وجاء ذلك النفي المتوالي بعد يوم من إعلان حسام، شقيق الفنان الكبير الراحل سمير غانم، الجمعة في تصريحات متلفزة، أن وفاة أخيه قبل يوم كانت بسبب الإصابة بهذا الفطر، مقابل تأكيد "الصحة" عدم ثبوت ذلك.

وفي البحرين قال وكيل وزارة الصحة المساعد الدكتور عبد الله مفرح عسيري إن "ما يشاع عن إصابات بالفطر الأسود مرتبطة بكوفيد-19 في مملكة البحرين غير صحيح".

وأوضح في تصريح صحفي أن "الفطر الأسود ينتشر بين المصابين بأمراض شديدة وليس له علاقة مباشرة بكورونا".

وفي سلطنة عمان نشرت وزارة الصحة تفاعلاً مع ما انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي بياناً تقول فيه إنه لم تُسجَّل أية إصابات بالفطر الأسود ضمن المصابين بفيروس كورونا في السلطنة.

ومنذ مارس/آذار الماضي وُثِّقت 41 حالة من مرض "الفطر الأسود" في أنحاء العالم، منها 70% في الهند، وهو ما دعا الشعب الهندي لإطلاق نداءات استغاثة لتوفير الدواء، وفق وسائل إعلام غربية.

وأعلنت السلطات الصحية في الهند يوم الأحد أن عدد حالات الإصابة بالفطر الأسود القاتل تجاوزت 8800 حالة، ضمن انتشار متواصل للمرض ينذر بتحوله إلى وباء في الهند.

أما عن حقيقة ما إذا كان وباء يتهدد العالم وعن مقارنته بجائحة كورونا فإن معدل انتشار الفطر الأسود لم يصل إلى الدرجة التي تجعله يوصف بالوباء حتى في الهند نفسها.

مصدر العدوى

يسمى أيضاً "الفطر العفني" أو "فطر الغشاء المخاطي" وهو عدوى نادرة جداً تكون نتيجة للتعرض لعفن يوجد عادة في التربة والسماد الطبيعي و النباتات والفواكه والخضروات المتحللة.

ويؤثر "الفطر العفني" على الجيوب الأنفية والمخ والرئتين ويمكن أن يهدد حياة المصابين بالسكري أو المصابين بنقص المناعة الشديد مثل مرضى السرطان أو المصابين بفيروس نقص المناعة المكتسبة "الإيدز".

وبدأ الحديث عن الفطر الأسود منذ أيام مع إعلان الهند رصد انتشار متسارع للمرض ضمن المصابين والمتعافين من فيروس كورونا.

ويقول المختصون إن الفطر الأسود يتمكن ممن يعانون فقداناً أو نقصاً للمناعة. ويعتقد الأطباء في الهند أن بين انتشار "الفطر الأسود" واستخدام مركبات الستيرويد في علاج حالات الإصابة الشديدة والحرجة بكوفيد- 19 رابطاً.

فهذه المركبات المنشطة التي تعتبر علاجاً فعالاً و"رخيصاً" يخفف الالتهاب الرئوي في حالات حرجة من الإصابة بكورونا، تُضعف المناعة وتزيد نسبة السكر في الدم.

ويعتقد أن انخفاض المناعة الناتج عن استخدام هذه المركبات يجعل المتلقين للعلاج أكثر عرضة للإصابة بالفطر الأسود.

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً