تسريب يكشف عن الثروات السرية لقادة عالميين (Stephanie Keith/AFP)
تابعنا

كُشِف النقاب عن حجم الثروات والمعاملات السرية لقادة وسياسيين ومليارديرات عالميين، في واحدة من أكبر تسريبات الوثائق المالية.

وكشف التحقيق، الذي نشره الاتحاد الدولي للصحافيين الاستقصائيين، الأحد، أنّ الكثير من قادة الدول، بينهم العاهل الأردني، ورئيس وزراء التشيك، ورئيسا كينيا والإكوادور، أخفوا ملايين الدولارات عبر شركات خارجية "أوفشور" (offshore)، لا سيّما لأغراض التهرّب الضريبي.

ويستند التحقيق الذي أُطلِق عليه اسم "وثائق باندورا" وساهم فيه نحو 600 صحفي، إلى نحو 11.9 مليون وثيقة مصدرها 14 شركة للخدمات المالية، وسلّط الضوء على أكثر من 29 ألف شركة "أوفشور".

قادة سياسيون ومسؤولون حكوميون

تظهر أسماء نحو 35 من القادة الحاليين والسابقين، وأكثر من 300 مسؤول حكومي، في ملفات الشركات التي تتخذ من الملاذات الضريبية مقراً لها، وهي الملفات التي يُطلق عليها اسم "وثائق باندورا".

وتواجه بعض الشخصيات مزاعم بالفساد وغسيل الأموال والتهرّب الضريبي العالمي.

وورد في هذه الوثائق أن العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني أسّس ما لا يقل عن ثلاثين شركة "أوفشور"، في بلدان أو مناطق تعتمد نظاماً ضريبياً متساهلاً.

ويربط التسريب أيضاً الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بأصول سرية في موناكو.

وأظهرت الوثائق تمكُّن رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير وزوجته من التهرّب من دفع ضرائب ورسوم دمغة تُقدَّر بنحو 312 ألف جنيه إسترليني، وذلك إبّان شرائهم مكتباً في لندن، حيث اشترى الزوجان شركة تتخذ من ملاذ ضريبي مقراً لها، وتلك الشركة تملك المبنى.

فيما أودع رئيس الإكوادور غييرمو لاسو أموالاً في صندوقين مقرهما في ولاية داكوتا الجنوبية في الولايات المتحدة.

وعمل أعضاء الدائرة المقرّبة من رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان، بمن فيهم وزراء وعائلاتهم، يمتلكون سراً شركات وصناديق ائتمانية بملايين الدولارات.

واستثمر رئيس وزراء جمهورية التشيك أندريه بابيش، 22 مليون دولار في شركات وهمية استُخدِمت في تمويل شراء قصر "بيغو"، وهو دارة شاسعة في "موجان"، جنوب فرنسا.

وأظهرت الوثائق أنّ الرئيس الكيني أوهورو كينياتا وعائلته، عملوا على تكديس ثروة شخصية تقارب 500 مليون دولار من خلال شركات خارجية.

ومن بين الشخصيات الواردة أسماؤها المغنية الكولومبية شاكيرا وعارضة الأزياء الألمانية كلوديا شيفر، ونجم الكريكت الهندي ساشين تندولكار.

كيف وصلوا إلى الملفات السريّة؟

أقام الاتحاد الدولي للصحافيين الاستقصائيين روابط بين أصول في شركات "أوفشور" و336 من القادة والمسؤولين السياسيين الكبار الذين أنشؤوا نحو ألف شركة، أكثر من ثلثيها في جزر "فيرجين" البريطانية.

ولا تعاقِب القوانين على هذه الأفعال في غالبية دول العالم، لكن على صعيد القادة السياسيين، أورد الاتحاد خطابات البعض منهم المتعلّقة بمكافحة الفساد مقابل استثماراتهم في ملاذات ضريبية.

وتكشف الوثائق أن مالكي نحو 95 ألف شركة، تتخذ من الملاذات الضريبية مقراً لها، كانوا وراء عمليات الشراء.

وأنشأ المركز الأمريكي للنزاهة العامة الاتحاد الدولي للصحافيين الاستقصائيين عام 1997، والذي أصبح كياناً مستقلاً عام 2017.

وتضمّ شبكة الاتحاد 280 صحافياً استقصائياً في أكثر من مئة دولة ومنطقة، فضلاً عن نحو مئة وسيلة إعلام شريكة.

وتعدّ هذه التسريبات الأحدث في سلسلة من التسريبات على مدى السنوات السبع الماضية، بعد ملفات فنسين، ووثائق بارادايس، ووثائق بنما ولوكس ليكس.

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً