وزير خارجية فرنسا خلال لقاء رئيس الحكومة اللبنانية في بيروت / صورة: AFP (AFP)
تابعنا

أعلن وزير الخارجية الفرنسي، ستيفان سيجورنيه، عن إحراز تقدُّم في مباحثات مع مسؤولين لبنانيين كبار لتخفيف حدة التوتر بين "حزب الله" وإسرائيل، للحيلولة دون اندلاع حرب شاملة.

وفي وقت سابق هذا العام قدّم سيجورنيه مبادرة تقترح انسحاب وحدة النخبة التابعة لـ"حزب الله" مسافة 10 كيلومترات من الحدود الإسرائيلية بينما توقف إسرائيل ضرباتها في جنوب لبنان.

وقال مسؤولون عسكريون إن إسرائيل شنت مزيداً من الهجمات على جنوب لبنان خلال الليل بالقرب من قوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة (يونيفيل)، وذلك قبل ساعات فقط من زيارة سيجورنيه مقر البعثة في الناقورة.

وأضاف سيجورنيه، بعد أن تحدث إلى قادة اليونيفيل: "إذا نظرت إلى الوضع اليوم، فإنه لولا الحرب في غزة لتحدثنا عن حرب في جنوب لبنان بالنظر إلى عدد الضربات وتأثيرها في المنطقة".

كما أوضح، بعد اجتماعه مع رئيس البرلمان نبيه بري ومع قائد الجيش اللبناني جوزيف عون، أنه جرى إحراز "كثير من التقدم" بشأن المقترحات الفرنسية، فيما لم يذكر أي تفاصيل.

وتتمركز بعثة اليونيفيل، بالإضافة إلى المراقبين الفنيين غير المسلحين المعروفين باسم هيئة الأمم المتحدة لمراقبة الهدنة في جنوب لبنان، لمراقبة الأعمال القتالية على امتداد خط ترسيم الحدود بين لبنان وإسرائيل المعروف باسم "الخط الأزرق".

وأشارت إسرائيل إلى احتمال شنّها عملية عسكرية على امتداد جبهتها الشمالية، قائلة إنها تريد ضمان استعادة الهدوء على حدودها الشمالية حتى يتمكن آلاف النازحين الإسرائيليين من العودة إلى المنطقة دون خوف من الهجمات الصاروخية.

وفي رسالة موجهة إلى السفارة الفرنسية في بيروت، مارس/آذار الماضي، قالت وزارة الخارجية اللبنانية إنها تعتقد أن المبادرة الفرنسية ستكون خطوة مهمة نحو السلام والأمن في لبنان والمنطقة الأوسع.

وذكرت وسائل إعلام لبنانية محلية أن الحكومة قدمت تعليقات للفرنسيين بشأن الاقتراح.

ويقول مسؤولون فرنسيون إن الردود حتى الآن كانت عامة وتفتقر إلى الإجماع بين اللبنانيين.

وسيبحث سيجورنيه الوضع في لبنان مع دول عربية وغربية في الرياض بالسعودية، غداً الاثنين، قبل أن ينقل أحدث المواقف اللبنانية إلى إسرائيل في وقت لاحق من الأسبوع.

إطار عملي لقرار مجلس الأمن الدولي

من جهته، قال رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي، خلال استقباله سيجورنيه، مساء الأحد، إن المبادرة الفرنسية تشكِّل إطاراً عمليّاً لتطبيق القرار الدولي 1701، وطالب إسرائيل بتنفيذه ووقف "عدوانها" على جنوب لبنان.

والقرار 1701 تبنّاه مجلس الأمن الدولي في 11 أغسطس/آب 2006، وطالب بوقف العمليات القتالية، بعد حرب مدمرة استمرت 33 يوميّاً بين "حزب الله" والجيش الإسرائيلي.

وأشار البيان إلى أن ميقاتي بحث مع سيجورنيه "مساعي فرنسا لإعادة الهدوء إلى جنوب لبنان، ووقف العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة".

وطالب ميقاتي بإيجاد منطقة بين الخط الأزرق (الفاصل بين لبنان وإسرائيل) ونهر الليطاني، جنوب لبنان، تكون خالية من أي مسلحين ومُعدات حربية وأسلحة، ما عدا تلك التابعة للجيش اللبناني وقوة الأمم المتحدة المؤقتة (اليونيفيل).

ومنذ 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023، يتبادل "حزب الله" وفصائل فلسطينية في لبنان مع الجيش الإسرائيلي قصفاً يوميّاً متقطعاً، أسفر عن قتلى وجرحى، معظمهم في لبنان.

وتقول الفصائل إنها تتضامن مع غزة التي تتعرض منذ 7 أكتوبر الماضي لحرب إسرائيلية بدعم أمريكي، خلّفت أكثر من 112 ألف شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، حسب بيانات فلسطينية وأممية.

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً