موسكو: قواتنا مستعدة لـ"التلوث الإشعاعي".. وواشنطن: لا مؤشرات "نووية" (AFP)
تابعنا

قالت وزارة الدفاع الروسية اليوم الاثنين إنها أعدت قواتها للعمل في ظروف التلوث الإشعاعي بعدما اتهمت موسكو كييف بالتخطيط لتفجير "قنبلة قذرة"، وهو ما تنفيه أوكرانيا بشدة.

وقال إيجور كيريلوف قائد قوات الحماية من المواد النووية والبيولوجية والكيميائية في روسيا في إفادة صحفية إن الهدف من مثل هذا الهجوم إلصاق ما سيترتب على عليه من تلوث إشعاعي بروسيا من خلال اتهامها بتفجير سلاح نووي منخفض القوة.

وأوضح أن أوكرانيا تريد تصوير روسيا على أنها دولة "إرهابية نووية"، مضيفاً أن "الهدف من هذا الاستفزاز هو اتهام روسيا باستخدام سلاح دمار شامل في المسرح العسكري الأوكراني، وبهذه الطريقة تشن حملة قوية مناهضة لروسيا في العالم بهدف تقويض الثقة بموسكو".

وتابع: "نظمت وزارة الدفاع العمل لمواجهة استفزازات محتملة من الجانب الأوكراني: جرى وضع القوات والموارد على أهبة الاستعداد لأداء مهام في ظروف التلوث الإشعاعي".

ورفض حلفاء أوكرانيا الغربيون أي إشارة إلى أن كييف تجهز أو تخطط لاستخدام قنبلة قذرة. وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن اتهام روسيا دلالة على أن موسكو تخطط لمثل هذا الهجوم بنفسها واتهام كييف بتنفيذه.

"قنبلة قذرة"

بدوره أكد وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف أن "مسألة إعداد نظام كييف لاستفزاز باستخدام القنبلة القذرة ستجري مناقشتها في مجلس الأمن الدولي الأيام المقبلة".

وقال في تصريحات في موسكو إن لدى بلاده "معلومات محددة حول المؤسسات والمعاهد العلمية في أوكرانيا، التي تمتلك التكنولوجيا اللازمة لصنع تلك القنبلة القذرة"، مؤكداً وجود "معلومات أعدنا التحقق منها من خلال القنوات المناسبة، وتؤكد أن هذه ليست شبهات فارغة، بل يوجد سبب جدي للاعتقاد بأن مثل هذه الأمور قد تكون قيد التخطيط".

الناتو: ذريعة من أجل التصعيد

ووسط الاتهامات الروسية لكييف أكد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي "الناتو" ينس ستولتنبرغ الاثنين أن الحلف يرفض "الادعاءات الخاطئة"، مشدداً على ضرورة ألا تستعمل موسكو هذه "الذريعة" من أجل "التصعيد".

وبعد اتصال مع وزيرَي الدفاع الأمريكي لويد أوستن والبريطاني بين والاس كتب ستولتنبرج على تويتر أن "الحلفاء في الناتو يرفضون هذا الادعاء. على روسيا ألا تستخدم هذا الأمر ذريعة لتصعيد" النزاع في أوكرانيا.

واشنطن: لا مؤشرات نووية

وفي السياق، نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مسؤول عسكري أمريكي رفيع طلب عدم كشف عن هويته أن بلاده "لا تزال لا تملك أي مؤشر عن أن روسيا قررت استخدام أسلحة نووية"، مضيفاً: "لا معلومة تفيد بأنهم اتخذوا قراراً باستخدام أسلحة نووية أو جرثومية أو كيميائية في ساحة المعركة".

ورداً على سؤال عما إذا كان هذا الأمر يشمل القرار باستخدام "قنبلة قذرة"، أجاب المسؤول الأمريكي: "نعم"، وزاد: "طبعاً، نواصل الرصد من قرب ونبقي قنوات الاتصال مفتوحة مع حلفائنا وشركائنا والأوكرانيين والروس".

جاء ذلك بعد ساعات من اتهام دول غربية روسيا الاثنين بالتخطيط لاستخدام التهديد بقنبلة محملة بمواد نووية ذريعة للتصعيد في أوكرانيا، وذلك بالتزامن مع استمرار موسكو عملية إجلاء المدنيين في خيرسون تحسباً لمعركة كبرى، وفقاً لوكالة "رويترز".

وقال وزراء خارجية فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة في بيان مشترك: "أوضحت بلداننا أننا جميعاً نرفض ادعاءات روسيا الكاذبة بشكل واضح بأن أوكرانيا تستعد لاستخدام قنبلة قذرة على أراضيها"، لافتين إلى أن "العالم سيرى أن أي محاولة لاستخدام هذه الادعاءات ذريعة للتصعيد".

اتصالات روسية ودعوات للتهدئة

وأجرى وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو ورئيس أركان الجيش فاليري جيراسيموف اتصالات هاتفية مع نظرائهم في حلف "الناتو" ليبلغهم أن موسكو تشتبه بأن كييف تعتزم استخدام ما يسمى "بقنبلة قذرة".

وأجرى جيراسيموف اتصالاً مع نظيره الأمريكي الجنرال مارك ميلي الاثنين وهو الأول منذ مايو/أيار، لبحث موضوع "القنبلة القذرة" التي يستعد الجيش الأوكراني لاستخدامها، وفقاً لبيان وزارة الدفاع الروسية.

كما سبق أن أجرى جيراسيموف مباحثات مع نظيره البريطاني الأميرال توني راداكين في اتصال نادر أيضاً بين الرجلين، إذ قالت وزارة الدفاع الروسية في بيان مقتضب إن رئيسَي الأركان تطرقا إلى "القنبلة القذرة".

فيما أكدت وزارة الدفاع البريطانية في بيان إلى أن المحادثة جاءت "بناءً على طلب" الجانب الروسي، مشيرةً إلى أن الجانبين "اتفقا على أهمية الحفاظ على قنوات اتصال مفتوحة بين المملكة المتحدة وروسيا لإدارة مخاطر سوء التقدير وتسهيل التهدئة".

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً