رئيس المجلس العسكري عبد الفتاح البرهان وصل السبت إلى القاهرة في أول زيارة خارجية له (وكالة السودان للأنباء)
تابعنا

بعد يوم واحد من إنهاء نائب رئيس المجلس العسكري الانتقالي في السودان محمد حمدان دقلو (حميدتي) زيارة سريعة إلى السعودية وصل رئيس المجلس عبد الفتاح البرهان، السبت، إلى مصر في أول زيارة خارجية له منذ توليه المنصب.

ما المهم: تأتي زيارتا رئيس المجلس العسكري السوداني إلى القاهرة ونائبه إلى جدة في ظل حالة من التوتر يمر بها المشهد السياسي في السودان عقب إعلان المجلس العسكري وقوى إعلان الحرية والتغيير، الثلاثاء، فشل المفاوضات بينهما في ما يتعلق بإدارة المرحلة الانتقالية بسبب خلاف الطرفين حول نسب التمثيل في المجلس السيادي ورئاسته.

في السياق نفسه، أعلنت قوى إعلان الحرية والتغيير بدء إضراب سياسي اعتباراً من الثلاثاء المقبل، ونشر تجمع المهنيين السودانيين الذي يُعد المكون الأبرز في الائتلاف المعارض بياناً على صفحته في فيسبوك، أكّد فيه أن "الإضراب السياسي وسيلة من وسائل المقاومة السلمية لتشكيل ضغط شعبي من أجل إنجاز أهداف ثورة الشعب السوداني وأولها تَسلُّم مقاليد الحكم من قبل السلطة المدنية الانتقالية".

تجمع المهنيين السودانيين حول الإضراب السياسي المعلن الإضراب السياسي وسيلة من وسائل المقاومة السلمية لتشكيل ضغط شعبي...

Posted by ‎تجمع المهنيين السودانيين‎ on Saturday, 25 May 2019

المشهد: بدأ رئيس المجلس العسكري عبد الفتاح البرهان، السبت، أول زيارة خارجية له منذ توليه المنصب إلى القاهرة، والتقى خلالها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.

وكان نائب المجلس محمد حمدان دقلو، المعروف بحميدتي، عاد إلى السودان، الجمعة، بعد زيارة سريعة إلى السعودية بدأها، الخميس، وأعلن المجلس في بيان أن هدف الزيارة كان تأكيد بقاء القوات السودانية المشاركة في حرب اليمن تحت لواء التحالف الذي تقوده الرياض.

وورد في بيان المجلس العسكري "نعلن كامل الاستعداد للدفاع عن أرض الحرمين، والقوات السودانية باقية في السعودية واليمن وستقاتل لهذا الهدف، وستظل حتى تتحقق جميع الأهداف".

على الصعيد الداخلي، يبدو أن ممثلي الاحتجاجات السودانية عازمون على التصعيد عبر اللجوء إلى خيار الإضراب السياسي الذي أعلنوا بدءه الثلاثاء المقبل.

وأفادت وكالة الأناضول بأن مصدراً لم تُسمّه في قوى إعلان الحرية والتغيير أبلغها، الجمعة، أن "المجلس العسكري بتعنته يعقد الأوضاع ويدفع بها نحو التصعيد"، مضيفاً "ندرس الآن كافة خياراتنا لمواجهة ذلك الموقف المتصلب، بما فيها إعلان العصيان المدني والإضراب العام".

واتهم المصدر" العسكريين بمحاولة التمسك بالسلطة وعدم التزامهم بموقفهم المعلن والداعم لعودة السلطة للمدنيين".

وأشار إلى أن المجلس العسكري "يطرح أجندة جديدة في التفاوض، ويحاول أن يعطي مجلس السيادة المختلف حول طبيعة تكوينه صلاحيات كبيرة تتنافى مع ماتم الاتفاق عليه مسبقاً، وتمس صلاحيات الجهازين التنفيذي والتشريعي".

بين السطور: تربط كلّاً من رئيس المجلس العسكري الانتقالي عبد الفتاح البرهان ونائبه محمد حمدان دقلو علاقات قوية مع السعودية والإمارات، منذ مشاركة السودان في التحالف بقيادة السعودية في اليمن.

البلدان الخليجيان من جانبهما كانا أعلنا، في 21 أبريل/نيسان الماضي، تقديمهما حزمة مساعدات سخية إلى السودان بقيمة 3 مليارات دولار، منها 500 مليون دولار وديعة في البنك المركزي السوداني.

ويعيش السودان منذ العام الماضي أوضاعاً اقتصادية صعبة، انعكست على أسعار صرف العملة المحلية في السودان، بالتزامن مع شح النقد الأجنبي وزيادة الطلب عليه، إذ بلغ سعر صرف الدولار 80 جنيهاً في تعاملات السوق الموازية، و47.5 جنيهاً في السوق الرسمية.

الدوافع والخلفيات: يتمثل الخلاف الأساسي بين المجلس العسكري الانتقالي وممثلي المحتجين السودانيين في نقطتين، هما مدة الفترة الانتقالية وطبيعة تشكيل المجلس السيادي المنوط به إدارة تلك الفترة.

من جهتها، تُصرّ قوى إعلان الحرية والتغيير على أن تمتد الفترة الانتقالية لأربعة أعوام، يدير البلاد خلالها مجلس سيادي يكون رئيسه وغالبية أعضائه من المدنيين، ويعاونه في إدارة المرحلة مجلس وزاري تنفيذي مُشكّل من كفاءات متوافق عليها، ومجلس تشريعي منتخب يمارس دوره الرقابي على المجلسين المذكورين.

في المقابل، يريد الجيش أن لا تستمر الفترة الانتقالية أكثر من عامين، مع الإصرار على أن يكون رئيس المجلس السيادي المخول إليه قيادة المرحلة وأغلبيته من العسكريين.

نقاط الخلاف تلك انعكست على تعثّر المباحثات بين المجلس العسكري والمحتجين عدة مرات، كان آخرها إعلان الجانبين، الثلاثاء، فشل المفاوضات في التوصل إلى اتفاق.

في سياق متصل، أعرب ممثلون عن الاحتجاجات في أكثر من مناسبة عن شكوكهم في الدور الذي قد تلعبه قوى إقليمية على رأسها مصر والسعودية والإمارات، لا سيما وأنهم يخشون تكرار السيناريو المصري قبل أعوام عندما أطاح الجيش بأول رئيس المنتخب واستولى على السلطة.

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً