صاروخ روسي يقتل 3 ويدمر مبنى سكنياً في مدينة كراماتورسك بشرقي أوكرانيا  / صورة: AFP (AFP)
تابعنا

قالت الشرطة الأوكرانية إن صاروخاً روسيّاً دمر مبنى سكنياً في مدينة كراماتورسك بشرق البلاد مما أودى بحياة ثلاثة على الأقل، وذلك في وقت وصل فيه مسؤولون كبار بالاتحاد الأوروبي إلى كييف لإجراء محادثات يُنظر إليها على أنها أساسية لعلاقات أوكرانيا مع الغرب.

وتعهد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي باتخاذ مزيد من إجراءات مكافحة الفساد مع استمرار السلطات في حملتها قبيل اجتماع الاتحاد الأوروبي غداً الجمعة، مما يعكس إصراره على إظهار أن كييف يمكن أن تكون طرفاً موثوقاً به لتسلم مساعدات بمليارات الدولارات.

وكتبت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين على تويتر لدى وصولها إلى كييف بالقطار الخميس: "نحن هنا معاً لإظهار أن الاتحاد الأوروبي يقف إلى جانب أوكرانيا بحزم كما كان دائماً. ولتعزيز دعمنا وتعاوننا".

ويرى خبراء سياسيون أن الاتحاد الأوروبي غير راغب في قبول دولة في حالة حرب، ومن المنتظر ألا يحقق آمال أوكرانيا في نيل عضويته سريعاً، مما يؤكد الحاجة إلى مزيد من تدابير مكافحة الفساد.

وسيناقش فريق بروكسل إرسال مزيد من الأسلحة والأموال إلى أوكرانيا وزيادة وصول المنتجات الأوكرانية إلى الاتحاد الأوروبي ومساعدة كييف في تغطية احتياجات الطاقة وتعزيز العقوبات على روسيا ومحاكمة القادة الروس بسبب الحرب.

ويقول الاتحاد الأوروبي إنه خصّص بالفعل ما يقرب من 60 مليار يورو لمساعدة أوكرانيا، لكن من المتوقع أن يستغرق طلب عضوية كييف سنوات.

وفي خطابه المسائي المصور، قدم زيلينسكي أيضاً تقييماً متشائماً للوضع في ساحة المعركة إذ تواصل القوات الروسية تحقيق مكاسب إضافية في شرق البلاد مع قرب حلول الذكرى الأولى لشن موسكو هجوماً ضد كييف في 24 فبراير/شباط.

وفي كراماتورسك، قالت الشرطة إن صاروخاً روسيّاً من طراز إسكندر-كيه ضرب المنطقة الساعة (19:45 بتوقيت جرينتش) الأربعاء مما أدى إلى مقتل ثلاثة على الأقل وإصابة 20 آخرين.

وأفادت الشرطة في منشور على فيسبوك بأن "ثمانية مبانٍ سكنية على الأقل تضررت. ودُمر أحدها بالكامل. قد يبقى الناس تحت الأنقاض".

وتقع كراماتورسك على بعد نحو 55 كيلومتراً شمال غربي باخموت، وهي حالياً بؤرة القتال الرئيسية في شرق أوكرانيا.

"الوضع أكثر صعوبة" بالشرق

وقال زيلينسكي، الأربعاء، في تقييم عسكري قاتم آخر من كييف، إن الوضع على الخطوط الأمامية في شرق البلاد يزداد صعوبة مع تكثيف القوات الروسية هجومها.

وأردف زيلينسكي في خطابه المسائي المصور "لوحظت زيادة مؤكدة في العمليات الهجومية للمحتلين على الجبهة في شرق بلادنا. أصبح الوضع أصعب".

وأضاف زيلينسكي أن الروس يحاولون تحقيق مكاسب يمكنهم التباهي بها في الذكرى الأولى للحرب في 24 فبراير.

وقالت نائبة وزير الدفاع آنا ماليار في وقت سابق إن القتال العنيف مستمر في شرق أوكرانيا، حيث تحاول القوات الروسية السيطرة على أراضٍ بالقرب من مدينة ليمان، وهي مركز لوجستي استراتيجي.

وطُردت القوات الروسية من ليمان في أكتوبر/تشرين الأول.

وكتبت ماليار على تطبيق المراسلة تليغرام: "القتال العنيف يحتدم في الشرق. العدو يحاول توسيع نطاق هجومه في قطاع ليمان. يجري محاولات قوية لاختراق دفاعاتنا"، مشيرة إلى أن القوات الأوكرانية تتصدى لخصم أكثر قوات وتسليحاً.

وأضافت "رغم تكبدهم خسائر فادحة، يواصل الغزاة الروس هجومهم في قطاعات باخموت وأفدييفكا ونوفوبافليفكا".

"روسيا تنتقم من أوكرانيا وأوروبا"

كما اتّهم زيلينسكي الخميس روسيا بحشد قواتها المسلحة "للانتقام" من أوكرانيا وأوروبا التي تدعم كييف في مواجهة القوات الروسية.

وقال زيلينسكي إنّ "روسيا تحشد قواتها. نعلم جميعاً ذلك. تريد الانتقام ليس فقط من أوكرانيا بل ايضاً من أوروبا الحرة".

وحسب زيلينسكي فإنّ "حلم أوروبا سلمية لا يمكن تحقيقه إلا مع أوكرانيا وفقط من خلال هزم روسيا وعدوانها".

موسكو تتهم أوروبا بمحاولة تدمير روسيا

وعلى صعيد آخر، اتهمت موسكو أوروبا الخميس بالسعي لتدمير روسيا وشبهتها بالنازيين فيما وصلت رئيسة المفوضية الأوروبية الألمانية أورسولا فون دير لاين إلى كييف لعقد قمة حول أوكرانيا.

في الوقت نفسه، تحتفل السلطات الروسية أيضاً وسط ضجة كبيرة الخميس بالذكرى الثمانين لانتصارها في معركة ستالينغراد فيما يحاول الكرملين منذ عام تقديم هجومه على أوكرانيا على أنه يعادل محاربة الاتحاد السوفييتي ضد النازية.

عملية لمكافحة الفساد

وبعد سلسلة انتكاسات في الخريف، استدعت روسيا مئات الآلاف من جنود الاحتياط. كذلك كثف الجيش الروسي بدعم من مجموعة فاغنر شبه العسكرية، القتال، خصوصاً للسيطرة على مدينة باخموت في الشرق التي تشهد قصفاً روسياً منذ الصيف.

جنوباً، شنّت روسيا أيضًا هجومًا على فوغليدار. وقال أولكسندر (45 عاماً) وهو جندي أوكراني متمركز على بعد خمسة كيلومترات من المدينة حيث يُطلق قذائف هاون، لوكالة الصحافة الفرنسية: "كلما مرّ الوقت، ازداد الوضع سوءاً".

في مواجهة التهديد، تخوض أوكرانيا سباقاً مع الزمن للحصول على أسلحة أكثر قوة. وتريد خصوصاً صواريخ عالية الدقة يصل مداها إلى أكثر من 100 كيلومتر لتدمير خطوط الإمداد الروسية بهدف تخطّي نقص أعداد المقاتلين لديها ونقص التسليح.

وحتى الآن، رفض الغرب تسليمها هذه المنظومات الصاروخية ومقاتلات خوفاً من التصعيد مع روسيا. لكن الرئيس الأمريكي جو بايدن قال الثلاثاء إنه سيناقش هذه المسألة مع نظيره الأوكراني.

وأعلنت شركة دفاع أمريكية الأربعاء أنها ترغب بتزويد أوكرانيا بمسيّرتين قتاليتَين متطورتَين مقابل مبلغ رمزي هو دولار واحد فقط، وتنتظر موافقة الحكومة الأمريكية.

وأعلن رئيس الوزراء البولندي ماتيوش مورافيتسكي استعداد بلاده لتزويد أوكرانيا بطائرات مقاتلة من طراز "إف-16" إن اتخذ الحلفاء الغربيون بالإجماع قراراً بذلك في إطار حلف شمال الأطلسي.

وبعد مماطلة دامت طويلاً، وافق الأوروبيون والأمريكيون على تسليم كييف دبابات ثقيلة متطورة، ولو كان عددها أقل مما تطلبه أوكرانيا.

وقال الرئيس فولوديمير زيلينسكي في رسالته اليومية على الإنترنت: "العدالة ستتحقق"، لافتاً إلى عشرات عمليات التفتيش وإجراءات أخرى في مناطق مختلفة وبحق أشخاص مختلفين في إطار إجراءات قضائية.

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً