بعض أنصار ترمب يقتحمون مبى الكونغرس خلال عقد جلسة التصديق على نتائج الانتخابات الرئاسية (Julio Cortez/AP)
تابعنا

على غرار ليلة الثالث من نوفمبر/تشرين الثاني الماضي التي أُجريت فيها الانتخابات الرئاسية والتشريعية في الولايات المتحدة، تكتسب ليلة السادس من يناير/كانون الثاني الجاري أهمية تاريخية في المشهد السياسي الأمريكي، إذ تُعلن فيها نتائج انتخابات مجلس الشيوخ في ولاية جورجيا الحاسمة، ويُصدّق فيها أيضاً الكونغرس على نتائج الانتخابات التي فاز بها المرشح الديمقراطي جو بايدن.

انتصار تاريخي

فاز الحزب الديمقراطي الأمريكي الأربعاء بالأغلبية في الكونغرس بغرفتيه مجلس النواب ومجلس الشيوخ، وذلك بعد إعلان المرشح الديمقراطي جون أوسوف فوزه بالمقعد الثاني في مجلس الشيوخ على حساب منافسه الجمهوري ديفيد بيريوبولاية جورجيا، حسب موقع قناة الحرة الأمريكية.

وأضاف الموقع أنه في حال تأكدت النتائج بشكل رسمي، فإن ذلك يعني سيطرة الديمقراطيين على مجلس الشيوخ، في خطوة حاسمة لبداية ولاية الرئيس المنتخب جو بايدن.

والثلاثاء أُعلن فوز المرشح الديمقراطي الآخر رافاييل وارنوك على الجمهورية كيلي لوفلير في الانتخابات الفرعية بجورجيا، حسب الموقع نفسه.

ومع فوز أوسوف سيحصل كل من الجمهوريين والديمقراطيين على 50 مقعداً في مجلس الشيوخ، وسيبقى الصوت الحاسم لنائبة الرئيس المنتخب جو بايدن الديمقراطية كامالا هاريس التي تترأس رسمياً المجلس.

وحسب وكالة أسوشيتد برس، يتقدم أوسوف على منافسه الجمهوري ديفيد بيرديو بـ9 آلاف و527 صوتاً من أصوات الناخبين في الجولة الثانية من انتخابات مجلس الشيوخ في جورجيا، أي بهامش أقل من 0.2%.

وأوضحت الوكالة أنه من السابق لأوانه إعلان فوز أوسوف، لأنه بموجب القوانين السارية في جورجيا يحق للمرشح الخاسر طلب إعادة فرز الأصوات في حال تخلُّفه عن الفائز بفارق لا يزيد عن 0.5%.

وفي انتخابات 3 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، حافظ الديمقراطيون على أغلبيتهم بمجلس النواب بعد فوزهم بـ222 مقعداً من إجمالي المقاعد البالغة 435، مقابل 211 للجمهوريين.

غابريل ستيرلينغ أحد المسؤولين عن نظام التصويت بولاية جورجيا

في حالة فوز الديمقراطيين في ولاية جورجيا فإن الخسائر ستنهال على الرئيس ترمب

لماذا جورجيا؟

تكمن أهمية نتائج انتخابات مقعدَيْ جورجيا بمجلس الشيوخ في أنها حال تأكُّد حسمها لصالح الديمقراطيين ستمنح الحزب الديمقراطي انتصاراً تاريخياً بسيطرته على غرفتَيْ الكونغرس والبيت الأبيض، وهو ما يعني قدرة بايدن على تمرير القرارات التي يريدها من دون معارضة من الكونغرس.

يُذكر أن ترمب في تلك الحالة سيصبح أول رئيس أمريكي يخسر الانتخابات ويخسر حزبه غرفتَي الكونغرس بعد فترة ولاية واحدة منذ عام 1932.

وبالإضافة إلى الأرقام فإن أهمية فوز الديمقراطيين في جورجيا تعود أيضاً إلى كونها ولاية جنوبية تعطي أصواتها تقليدياً للحزب الجمهوري.

أما عن سبب إجراء الانتخابات الأخيرة في الولاية على الرغم من عقد الانتخابات مع الولايات الأخرى في 3 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، فهو أنه وفقاً لقوانين جورجيا يجب أن يحصل الفائز على أكثر من 50% من إجمالي عدد الأصوات، وهو ما لم يحدث في الجولة الأولى، وبالتالي أُجريت جولة انتخابات ثانية بين المرشحين الحاصلين على أعلى عدد من الأصوات لكلا المقعدين.

في هذا الصدد يقول غابريل ستيرلينغ أحد المسؤولين عن نظام التصويت بولاية جورجيا لقناة CNN الأمريكية إنه في حالة فوز الديمقراطيين في الولاية فإن الخسائر "ستنهال على الرئيس ترمب".

من جهتهما سار المرشحان الجمهوريان في جورجيا على خطى ترمب الذي لم يعترف بهزيمته وتوقَّعا أن يفوزا في نهاية الأمر، وإلا فإنهما سيواصلان القتال، وقال لوفلر: "لدينا مسار للفوز وسنظل عليه".

وخلال الحملة الانتخابية صوَّر الجمهوريون أوسوف ووارنوك على أنهما يساريان متشددان سيتبعان جدول أعمال يسارياً متطرفاً، لكن ذلك لم يجد صدى وسط العديد من الضواحي التي يقطنها البيض الذين تخلوا بشكل متزايد عن الحزب الجمهوري في عهد ترمب.

مؤيدو ترمب داخل الكونغرس

بالتزامن مع عقد الكونغرس جلسته التي كان المفترض أن يجري خلالها التصديق على أصوات أعضاء المجمع الانتخابي المعني بتحديد الرئيس الأمريكي المقبل، أغلقت السلطات مبنى الكونغرس إثر اشتباك بين أنصار ترمب وقوات الأمن خارجه، حسب إعلام محلي.

وذكرت وكالة أسوشيتد برس أن أنصار الرئيس ترمب اشتبكوا مع عناصر الشرطة أمام مبنى الكونغرس خلال محاولتهم اقتحامه. وأشارت الوكالة إلى قيام الشرطة برش رذاذ الفلفل على المحتجين لإبعادهم وإجلائهم من مبنى الكونغرس.

وأوضحت أنه جرى إغلاق مبنى الكونغرس بينما يجتمع أعضاؤه في الداخل للتصويت على نتائج الانتخابات الرئاسية، وقبيل بدء جلسة التصديق خرج الرئيس ترمب أمام أنصاره وأكد لهم أنه لن يستسلم ولن يعترف بخسارته الانتخابات، ثم توجَّه إلى جانب أنصاره للاحتشاد أمام مبنى الكونغرس قبيل بدء الجلسة.

ودفعت أعمال الشغب المصاحِبة لتظاهرات مؤيدي ترمب داخل الكونغرس وفي محيطه إعلان عمدة العاصمة واشنطن فرض حظر تجوُّل في عموم المدينة.

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً